22 ديسمبر، 2024 2:15 م

انكسار منحنى الفقر

انكسار منحنى الفقر

عندما نقول ان الفقر في العراق في حالة شبه الاستقرار ناتج من كون التقلبات الاقتصادية شبه مستقرة وذلك لعدم تغير سعر الدولار خلال السنوات الماضية والذي يؤثر بشكل فاعل ومباشر بالحياة اليومية للمواطن العراقي وذلك لتاثيره على سعر رغيف الخبز هذا الاستقرار دفع الجهات ذات العلاقة المباشرة بمعالجة الفقر واسبابه ان تعمل وفق خطط موضوعة وفق دراسات ميدانية تعدت لسنين تضافرت عليها عدة وزارات منها وزارة التخطيط ووزارة العمل ووزارة التجارة والصحة والاسكان والاعمار والبلديات والتربية وامانة بغداد وجميع المحافظات .

والتي اوجدت مجموعة من المعالجات مخطط لها ان تستمر لسنوات حتى تحقق اهدافها فبعد ان تم احصاء الفقر في العراق عام 2007 وتبين ان عددهم (6900 000) ستة ملايين وتسعمائة الف وبنسبة22.9 ) % ) من الشعب العراقي (حسب منشور الاستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر) ودخلت الدولة العراقية من عام 2007 ولغاية 2012 بعدد كبير من الاجراءات والتشريعات لتخفيض هذه النسبة ولتقليل هذا العدد فكانت المشاريع الصغيرة والدعم المالي للعوائل الفقيرة ورواتب الرعاية الاجتماعية والبطاقة التموينية والرعاية الصحية وعدم الجدية في الجباية على الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والبلدية وقروض المصرف الزراعي ومكافئة المتدربين في وزارة العمل وتوفير فرص عمل لهم واعفاء المزارعين من فوائد قروض المصرف الزراعي وايضا شراء المحصول المحلي بسعر المستورد ومن جانب اخر ساهم الجهد الحكومي في القضاء على الامراض والاوبئة من خلال الاهتمام بتوعية المواطن مع توفير الوسائل الوقائية

وايضا فان توفير الغذاء ذو السعرات الحرارية الكافية للمحافظة على الصحة العامة للفرد والتي تقدر عالميا بالنسبة لمناطقنا ب(2330) سعرة حرارية يوميا ولاغراض تتعلق في تحديد الشريحة الفقيرة في المجتمع العراقي اعتمدت الية تحديد خط الفقر وهو معمول به عالميا ولوجود خصوصيةعراقية اعتمد خط فقر خاص بالعراق وهو معدل دخل شهري للفرد مقداره ( 78000 ) دينارعراقي شهريا

واستطاعت هذه الجهود بتضافرها ان تعدل المنحنى المتزايد باستمرار الى ان يكون منحنى متناقص وبالرغم من ان ايقاف المنحني عند نقطة معينة يعنى حالة ايجابية لانك عندما تقف امام الانهيار وتحدده ولا تدعه يتمدد هذا بحد ذاته نوع من الانجاز…. اما انك تتقدم بالاتجاه الايجابي فذاك يعني مزيد من النصر وقوة جيدة في القدرات الادائية لتقليل الفقر وتجفيف منابعه …حتى وصلنا الى عام 2014 حيث قل عدد الفقراء في العراق وانخفضت النسبة الى 19% من الشعب العراقي وبعدد (5700000) مواطن

وتفائل الجميع بقدرات الجهد الحكومي في محاربة الفقر والقضاء عليه كآفة تفتك بالمجتمع… ولكن لم يكن لنا موعد مع القدر حيث جاء بداعش لتفتك بمقدرات الشعب وتهجر العوائل وتسرق الاموال وتقتل الرجال والنساء وتخلق فتنة

حتى صارهناك اكثر من مليونين ونص المليون من النازحين الذين تركوا اموالهم ومنازلهم وتحولوا خلال ايام الى فقراء من طراز الفقر المتقع….. الامر الذي فرض على الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات دخول حالة من الضغط الغير مسبوق لتوفير المستلزمات الاولية لمعيشة النازح كالمئوى والغذاء والدواء وبذلك ارتفع العدد الى 8250000 مواطن وبنسبة زيادة 27.3% وبزيادة مقدارها 5% على بداية عمل الدولة في محاربة الفقر وتجفيف منابعه عام 2007وهذا يعني انكسار المنحني بالاتجاه السلبي ..
فماذا عسى الدولة ان تعمله وهي تعيش زمن تراجع الاقتصاد المرافق لانخفاض سعر النفط …كان الله في عون العراقيين