7 أبريل، 2024 12:32 ص
Search
Close this search box.

انقلاب عسكري ام ثورة وطنية؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ ان اطيحت بالانظمة الملكية الدستورية في العراق وفي العالم العربي ، على يد العسكريين الانقلابيين ، وهيمنتهم على الحياة العامة للناس بصورة فظة ووفق الانظمة والقوانين العسكرية الصارمة ، انقطع الخير والبركة تماما عن المنطقة ، وخيمت حالة من الوجوم والتعاسة على اهلها ، لم تبرحه لحد اليوم ، ونتيجة ذلك ، تقهقرت العلوم والمعارف والفنون والثقافات ، وتراجعت حركة التطور بشكل عام ، وانشغلت المجتمعات العربية بالحروب والصراعات الداخلية الجانبية الطائفية والقومية والتي ادت في النهاية الى تخلفها عن الركب الحضاري والثقافي العالمي .. ومن الطبيعي ان تنتج عن هذه الانقلابات الضارة تمزق شديد في العلاقات الاجتماعية وتبث الفرقة والعداوة والبغضاء بين ابناء المجتمع الواحد والمكون الواحد ، وعلى الرغم من انكشاف امر الانقلابيين المدمر على الوطن والمنطقة ، وظهور زيفهم وفسادهم ، فان مجتمعاتنا ما زالت تنظر اليهم نظرة تبجيل واحترام ، وتعتبرهم وطنيين كبار وقفوا بوجه”الاستعمار”و”اذنابه”ومخططاتهم في تقسيم المنطقة ، ومازال العراقيون يحتفلون كل عام بيوم الانقلاب او ثورة تموز “المباركة!”ويمجدون الزعيم”عبدالكريم قاسم”الذي قاد الانقلاب العسكري في 14 تموز/ يوليو من عام 1958على الملك العراقي الشاب”فيصل الثاني”واباد عائلته بصورة وحشية لم يشهد العراق مثيلا لها ، وكذلك يفعل المصريون مع اهم قادة انقلاب يوليو عام 1952 المقدم”جمال عبدالناصر”الذي اصبح فيما بعد زعيما كاريزميا له مكانة خاصة في قلوب المصريين ، ورغم كل مساوئه وسلبياته السياسية وانتكاساته وهزائمه العسكرية عديدة..

الانقلاب شر مهما كان دوافعه”الوطنية”وعام 1949اول انقلاب على الشرعية في سوريا على يد الإطاحة بالرئيس شكري القوتلي، والحكومة السورية برئاسة خالد العظم، وتولي قائد الجيش حسني الزعيم السلطة…لايمكن مقارنة المستوى الحضاري والثقافي للشعوب الواقعة تحت سلطة الانظمة الدكتاتورية مع اخرى لا تعيش في ظل هذه الانظمة او التي تنعم بهامش من الحرية والديمقراطية ، فلا يمكن مقارنة الشعب السوري او العراقي او او المصري مثلا بالشعوب الخليجية في كل المستويات لان دول الخليج من حسن حظها وبما حباها الله من منعة انها لم تشهد مهرجانات الانقلابات الثورية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب