يعتقد جماعة التشيع السياسي انهم في قلب اللحظة التاريخية لاقامة حكم شيعي خالص في العراق ، وسواء عبر هذه الاحتجاجات التي تاخذ ظاهرا مغريا وبريئا ومتحضرا او من خلال ضربات اخرى فان النظام الديموقراطي ذاهب لامحالة الى جمهورية اسلامية شيعية اثنا عشرية اصولية ومعنى اصولية سيادة فرقة التقليد ضد الفرقة الاخباريةالتي يتم خنقها سرا او بعمليات علنية خاطفة.تحمل الاحزاب الشيعية جميعا اسماء مستوحاة من فكرة الحكم الديني ، وتاريخها كان ( جهادا) لاقامة هذا الحكم ، وفي التداول التنظيمي السري الحاضريقدم الحكم الديموقراطي على انه مرحلة مؤقته بهدف ( التمكن) ومصطلح التمكن نجده حتى في الاذكار المذهبية لاقامة الدولة الدينية، بالامكانالوقوف على عدة تصريحات لقادة شيعة يعتبرون فيها ان الديموقراطية لاتستجيب لمعايير المذهب وتتعارض مع ضروريات الاسلام، اما على الارض ومنذ١٣ عاما فقد جرت اكبر عملية في التاريخ لاقامة حكم ديني تحت مظلة الديموقراطية وصولا الان الى تمزيق هذه المظلة.كان الذي يقيم الدول ويخوض في مسائل الحكم هم الاسماعيليون والزيدية اماالاثنا عشرية فقد عرفوا بتحريم اقامة الدولة فيعصر الغيبة واستمر هذا الحال قرونا متطاولة الى ان حدثت ثورة داخل الفرقة الاثني عشرية وخرج منها دعاة لاقامة الدولة في عصر الغيبة دافعين باطروحة(ولاية الفقيه) الى الوجود النظري ثم التطبيق العملي وهكذا اصبح عالم الدين بمرتبة الامام الذي هو بمرتبة النبي.مهما يقال عن الفرق بين مدرستي النجف وقم وان الاولى لاتقول باقامة الحكم الديني وتاخذ بمبدء الولاية الحسبية وليس ولاية الفقيه فان الحالقد تغير بعد عام ٢٠٠٣ وظهر مايمكن تسميته ( ارشادية الفقيه) فقد اسند رجال الدين في النجف اقامة الحكم الحالي ولولاهم لما قامت له قائمة ثم اخذوا بالتدرج في تغيير جوهره من نظام حكم ديموقراطي الى نظام حكم ديني لكن دون مهاجمة الشكل نفسه.حينما فقد السنة الحكم فقدوا ماهو اهم من الحكم وهو الحكمة ، حتى عام ٢٠٠٧ خاضوا معركة من دون تبصر بالنتائج السياسية التي تترتب عليها فالقواخارج بغداد ثم خاضوا معاركا متقطعة دفعتهم خارج محيط بغداد اما مظاهرات الرمادي فقد دفعتهم خارج العراق او لنقل خارج التاريخ وبوصفمن مقال غير منشور تحت عنوان (نهاية السنة في العراق ) فان التشيع عموما يغلب التسنن لما له من قوى ضغط هائلة تتمثل بالرموز الدينية وشخصيااتوقع هجرة سنية جماعية وبصورة مفاجئة الى المذهب الشيعي بسبب ( الاكراه الناعم) اذ فقد الانسان البسيط كل شيء بسبب كونه سنيا ويزيدالامور سوداوية جماعة ( التسنن السياسي ) الذين لايساوون صفيحة بصاق كثقل داخل النظام السياسي الحالي.اذن انتهى السنة وانقسم الاكراد بسبب تفرد عشيرتي البارزاني والطالباني في السلطة والمال وبحكم الطوبغرافيا فان الاكراد لايشكلون تهديدا للعاصمة اوالمتروبلات الشيعية الاخرى وايضا فان الاكراد عرفوا بانهم لايقاتلون خارج مناطقهم.كانت رسالة التطمين التي وجهت الى السفارات في المنطقة الخضراء جس نبض للموقف الدولي وكان رجع الصدى ان الصراع على الحكم في العراق مسالة داخليةصرفة وانه لااميركا ولا الناتو سيرسلان قاصفات لدك المنطقة الخضراء اذا مااعلن العراق جمهورية اسلامية مذهبها الرسمي المذهب الشيعي الاثني عشري اما لماذايتم التخلي عن النظام الديموقراطي ببساطة لان الغرب لايرى في الشيعة تهديدا استراتيجا ولاحتى تكتيكيا فالشيعة يريدون بناء دولة او دولا لهم اما السنة فيريدونهدم دول غيرهم.
ناتي الى الشق الثاني من العنوانتتضمن التراتيبية الشيعية طبقات عدةاولاـ طبقة المقدسين ثانياـ طبقة السادةثالثاـ طبقة الشيوخرابعاـ طبقة العبيد
الطبقة الاولى والثانية هم الهاشميون العلويون او من يسمون بالاشراف في الدول العربية ويسمون في العراق بالسادة ويكنون بابناء رسول اللهاو ابناء فاطمة نسبة الى السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد وعلى الرغم من التحريم القاطع في القران لنسبة اي رجل الى النبي محمدالا ان التحريم شيء والواقع شيئا اخرا عند المسلمين، والسادة شقان، شق حسني نسبة الى الامام الحسن بن علي ، وشق حسيني نسبة الىالامام الحسين عليه الصلاة والسلام ، والحسينيون ارفع منزلة اجتماعية من الحسنيين باعتبارهم الخط الثوري في الاسلام ، مع ان قوانين البايولوجيالاتسمح بان يكون السادة بهذا العدد الا ان سرا يكمن وراء ذلك، فقد كان هناك مبدء الولاء حيث يلحق العبد او الاسير بسيده او اسره فيقال للعبدفلان مولاهم الهاشمي مع الزمن تحذف لفظة مولى فيصبح الشخص فلانا الهاشمي وللمكاسب العظيمة التي يتحصل عليها الهاشمي او السيد ولانهلاتوجد قوانين تحرم او تجرم ذلك بدات الناس تدخل في نسب الهاشميين وحدانا وزرافات وبعد عام ٢٠٠٣ جرت عملية (هشمنة) في العراق على نطاقواسع عبر اكتشافات نسبية جلها مصطنعا خاصة للمهاجرين من ايران وشبه القارة الهندية وسبب ذلك يعود الى رغبة شيوخ الدين بغلبة شيوخ العشائر على ولاءالسكان وكانت بالفعل سياسة ذكية وناجحة.اسس المذهب الشيعي بصورة عملية على يد الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والسيد المرتضي اي شيخان وسيد وقد فصلنا بمعنى السيد اما الشيخ فهو رجل الدين من غير الهاشميينويرتدي عمامة بيضاء فيما يتميز السيد بعمامته السوداء ومع تطور المذهب الشيعي بدأ السادة بازاحة الشيوخ عن رئاسة المذهب وكما قلنا بان التشيع يغلب التسننفان السيد يغلب الشيخ والعمامة السوداء تغلب العمامة البيضاء وبعيدا عن التاريخ فانه في عصرنا ازاح السيد الخميني الشيخ المنتظري وازاح السيد حسن نصر اللهالشيخ صبحي الطفيلي وازاح السيد الحكيم الشيخ الاصفي وازاح السيد الخامنئي الشيخ الرفسنجاني وهكذا فان صراعا طبقيا يدور داخل التراتيبة الشيعية لازاحةالقادة الشيوخ من قبل القادة السادة وقد شعرت الاحزاب التي يراسها اشخاصا غير هاشميين بهذا الخطر الذي ليس له من حل الا بالاتيان بزعيم هاشمي او سيدا للحزبوقد انتبه قلة من الناس الى السبب الذي يجعل الاحزاب الدينية الشيعية تتخذ من السادة شعارا لها دون اي عامي اخر وكلمة عامي هي وصف لطبقة العبيد مهما علا كعبهفي الجهاد ودنيا الفكر والشهادة.اشبه المنطقة الخضراء بالضريح الثامن عند الاحزاب الدينية واستبعد جدا ان يكون هناك انقلابا على طريقة انقلاب عبد الكريم جاسم بقتل العائلة الهاشميةاذ لن يكون هناك بيان رقم واحد ولا الات نحاسية مصاحبه فقد اذيع مثل هذا البيان مرات عدة اولا حينما استبعد الفائز بالانتخابات وفقا لتفسير زائف من القضاءوثانيا حينما طرح مشروع القانون الجعفري وثالثة ورابعة وخامسة والكل يتذكر الاسلمة القسرية للحياة في بغداد والمحافظات والتي خفت بسبب ظهور داعش.العراق ذاهب الىجمهورية اسلامية شيعية اثنا عشرية اصولية يقودها امير شيعي وهو مايستدعي العنوان القادمالامير الشيعي…تطويق المنطقة الخضراء بصراحة هو ثورة السادة على الشيوخ استباقا لحرب الزعامة على قيادة الدولة الشيعية مع اقتراب عودة المنتصرين من جبهات القتال في الرمادي والموصل.انتهى السنة في العراق وفي العراق التشيع يغلب التسنن لظروف نبسطها لاحقا ، وانتهى الاكراد الا ان يعلنوا
العمامة السوداء تغلب العمامة البيضاء ، والتشيع يغلب التسنن ، واي حكم مصيره الفناء اذا وقف ضد العلويين او وقفوا هم ضده ، والحوزة ستظل هي صاحبة الولاية على السكان وليس الدولة ، والنظام الديموقراطي الحالي مصيره ان ينقلب الى نظام جمهورية اسلامية شيعيةاثنا عشرية اصولية يقودها هاشمي علوي.المقدمات الاربع قوانين يمكن اشتقاقها من استنطاق تاريخ العراق وتاريخ المذهب الشيعي لالف سنة مضت اما الخامسة فهي رؤية شخصيةتفرضها على الذهن خلاصات الاحداث للسنوات العشر الماضية.انظر لتطويق المنطقة الخضراء على انه حركة مكسبية وليس حركة مطلبية فحتى لو نفذت المطالب لن يستقيم الوضع في البلاد ذلك ان محرك الصراع ليس الفساد حيث الجميع يعلم ان الفساد في العراق ظاهرة اجتماعية فمنذ ان وعينا والقاضي في العراق يباع ويشترى بدجاجةوالشرطي يسمى ابو الواشرات نسبة الى استدارة النقود المعدنية التي يتقاضها ويكنى عنها بالعازل الصناعي المعروف بالواشر وقلماتجد عراقيا يترفع عن الرشوة او يهتز ضميره خوفا من المال العام ومامن فئة عراقية او شخص لايزال خارج التجربة بما في ذلك الافكارفمن القومية الى الاشتراكية الى الدينية والقوم من فساد الى فساد واذا قدر لقوة ما ان تستلم ملف الفساد في العراق وتحاكم الفاسدينلوضع الشعب العراقي بكامله في السجون. بحكم نهاية القوتين المنافستين للشيعة في الحكم وهما الاكراد والسنة فان صراعا شيعيا شيعيا لابد وان يظهر للتفرد بالحكم وهو هذهالمرة بين الهاشميين وغير الهاشميين ونفصل له كالاتي.داخل التراتيبية الشيعية هناك الطبقات التاليةالسادة… وهم الهاشميون العلويون من نسل السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد وهم فرعان حسنيون نسبة الى الامام الحسن بن علي بن ابي طالبوحسينيون نسبة الى الامام الحسين عليه الصلاة والسلام ويعتبر الحسينيون اعلى مرتبة من الحسنيين في النظرة الاجتماعية كما ينظر اليهمعلى انهم القادة الثوريين على طول خط التاريخ الشيعي.انصاف الهاشميين …ويسمون بالفارسية ابناء الائمة او امام زادة وهم من امهات علويات واباء غير هاشميين.الشيوخ…وهم رجال الدين من غير الهاشميين.العامة…وهم طبقة الشعب من غير الهاشميين ومن غير رجال الدين.حدث الانقسام العظيم بين الهاشميين في زمن الدولة العباسية فقد استبد احفاد العباس بالحكم مما حدى بالعلويين ان يميزوا انفسهم وحيث كان لباس العباسيين اسودا اتخذ العلويون اللون الابيض لباسا لهم لكن لايدرى على وجه الدقة متى عاد العليون للبس العمائمالسوداء التي اصبحت خاصة من خصائصهم لايشاركهم فيها احد وهكذا صارت العمامة السوداء للهاشمي العلوي اما البيضاءفلغير العلوي.اسس المذهب الشيعي عمليا على يد ثلاثة اشخاص الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والسيد الشريف المرتضي ونفهم من كلمةشيخ وسيد عمامة بيضاء وعمامة سوداء ومع ان علماء غير هاشميين قد اكسبوا المذهب الشيعي مزيدا من التبلور والوضوح والقوةالا انه مع الزمن اصبح العلويون قلب المذهب الشيعي واعمدته ومع ظهور الاجتهاد الذي كان مرفوضا عند الشيعة اساسا وسيادةمبدء التقليد تقدم السادة او العلويون على غيرهم في زعامة المذهب ومع اي احصائية بسيطة نجد ان المراجع الشيعة للتقليد هم الكفةالراجحة مقابل مراجع التقليد من الشيوخ او اصحاب العمائم البيضاء.