17 نوفمبر، 2024 4:49 م
Search
Close this search box.

انقلاب شباط الاسود جرح لايندمل

انقلاب شباط الاسود جرح لايندمل

كان متوقعا ان يكون مثل هذا اليوم الاسود في حياة العراقيين نتيجة لسياسة المهادنة التي اتبعها الشهيد الوطني عبد الكريم قاسم والموقف السلبي الذي زامن تلك الفترة من قبل قيادة الحزب الشيوعي العراقي والذي كانت له قاعدة عريضة لم يحلم بها حزب سياسي في العراق كانت الاعتداءات الصارخة على العناصر الوطنية والشيوعيين من قبل الرجعية بقيادة البعثيين وادعياء القومية مستمرة واستفحلت بتعاقب الايام نتيجة التوجيهات التي كانت تصدر من القيادة الى قواعد وانصار الحزب بعدم الانجرار الى معارك جانبية مع هؤلاء المارقين واذكر من تلك الاحداث على سبيل المثال كانت كازينو شط العرب التي تقع في شارع الرشيد والتي كانت ملتقي للعناصر الوطنية والتقدمية وبمئات الاشخاص ومن تلك المواقف المؤلمة أنبري سخص موتور ليصفع احد الرواد وانبرى من انبرى يطلب منا الجلوس وعدم الاندفاع لتأديب المعتدي كان هؤلاء الاوغاد يكونون حلقات من خمسة افراد او اكثر ويستفردون في شخص ما في منطقة منعزلة ويكيلون له الضربات وحتى الاغتيال ولكن للاسف كان القرار عدم اتخاذ مواقف تأديبية تجاههم واخرها كان يوم 8 شباط الاسود وكان الحزب يعلم بالمؤامرة كما ان الزعيم كان يعرف حتى اسماء المتأمرين وقد وجدت قائمة على ما ذكر في مقره بوزارة الدفاع تضم 62 ضابطا متأمرا وكان هذا العدد لا يشكل نسبة الى عدد الضباط والجنود وغيرهم من منتسبي الجيش العراقي من الشيوعيين والوطنيين ولكن للاسف كان الاستعداد والحزم مفقودا لمثل هذا الحدث كان الزعيم يخشى من نفوذ الشيوعيين وكان هناك شبه قطيعة بينه وبين الضباط الشيوعين وجرى ما جرى وكان اصدار الزعيم لقانون رقم 80 يفحم كل من تجرأ وتكلم بسوء على الزعيم الامين والنزيه وذهب من تأمر عليه بأسوء ميته عبد السلام وعماش و حردان والبكر ومن والاهم وبقى الزعيم عبد الكريم حيا في ضمائر الشرفاء والوطنيين ….. 
شهادة تاريخية : 
—————–
اصدر الحاكم العسكري بيان رقم 13 المشؤوم بأبادة كل من يشتبه به كونه شيوعي واصبحت بغداد حمام دم وذهب الالاف من الناس الوطنيين وحتى الذين ليس لهم علاقة بالسياسة ضحية هذا الحدث .. في يوم 10 شباط تقرر الدوام في الدوائر ناقشت الامر مع نفسي هل اذهب الى الدائرة ام اترك الدائرة فتصورت الذهاب الى الدائرة افضل لان في كل الاحوال سوف لا انجو من الملاحقة التحقت وبعد اقل من ساعة تم تطويق الدائرة وبدأت الاعتقالات وللاسف كان الدليل من ضمن الموظفين الذين كنت اتستر عليهم وادافع عنهم مع علمي في نشاطتهم الحزبية انطلاقا من حرية المعتقد والراّي .. المهم بعد ان تم القاء القبض علي وعلى من يشكون في ولائهم تم نقلنا في سيارة لوري عسكرية وبدأت الرحلة من العاشرة صباحا تقريبا الى الساعة 2 بعد منتصف الليل لم يجدوا لنا مكان يحجزوننا فيه كانت كل النوادي الرياضية والسينمات والمسارح ومخافر الشرطة وكل ما يخطر على بال ممتلئة بالمعتقلين واستقر بنا الحال عند مديرية الامن العامة في السعدون في ذلك الحين حيث يعدون قوائم بأسماء المعتقلين وجاوز انتظارنا في السيارات المقفلة حوالي ساعتين طبعا كان هناك ارتال من السيارات في الانتظار تحركت بنا السيارة وكانت الجهة المقصودة معسكر الرشيد وبعد جولة طويلة وجدوا لنا قاعة على شكل جملون معدة كساحة للعبة كرة السلة في الكلية العسكرية اصطف شلة من طلاب الكلية الحاقدين والموترين على جانبي السيارة وهم يحملون البنادق وكانت قائمة الاسماء مع المكلف الذي اوصلنا الى هناك وبدأ بقراءة الاسماء وحينما ينزل الشخص من السيارة وبلا تمييز تتلقفه اعقاب البنادق والركلات واللكمات وفي اي مكان في الوجه الرأس الصدر البطن الظهر ولحين ان يصل الى ذلك الجملون يكاد ان يكون قد اشرف على الموت بعد الانتهاء من تفريغ السيارات ممن بها انتشرنا على جدران الجملون ونحن بين الموت والحياة دخلت شلة من المسلحين وكان بينهم نائب ضابط اسمه حازم على ما اذكر وبعد الشتيمة وجه بندقيته على الموجدين وافرغ العتاد الذي بها وسقط من كان امامي في حضني مضرجا بدمائه وليلفض انفاسه فورا واقسم ذلك الحقير القاتل بأننا سنعدم غدا وبعد ان غادروا المكان غلب النوم على الجميع وحينما صحونا لم نكن نصدق اننا احياء جلبوا بعض الصفائح الفارغة واركنوها قرب باب القاعة حتى يفرغ المعتقلين الادرار فيها وكان فرضا علينا ان نخرج الى المرافق التي كانت تبعد حوالي 30 مترا عن مدخل القاعة ويسمح لعدد منا ان يخرج الى هناك وعلى التوالي وتجري عملية الضرب في اعقاب البنادق ذهابا وايابا ويعمد البعض ان يركل باب المرحاض بقدمه حتى يؤذي من بداخلها او يصب الماء عليه من اعلى الباب استغرقت هذه العمليات التي تنم عن الحقد الاسود فترة ليست قصيرة .. بعد ثلاثة ايام على ما اذكر ادخلوا لنا صمون العسكر والذي ربما يكن من النفايات القديمة ولا اغالي ان اقول انه لا يختلف عن الحجر بالصلابة ومعه بصل اخضر ووضع وسط القاعة وقالوا لنا كل واحد يأخذ صمونه وبصلة وبصراحة كانت لنا مثل الكيك والتفاح من شدة الجوع كان تصلنا اخبارمن بعض الضباط تطمئننا ان لا نخاف وحين يستشعرون انهم سيقتلونا سيكسرون المشاجب ويعطوننا السلاح حتى ندافع عن انفسنا اما بعض الجنود واثناء الخفارات كان البعض من الحراس يرمي لنا علبة او اكثر من السكائر والبعض جلب شاي او سكر وكانت مثل هذه التصرفات تعني اللعب بالنار والموت ولكن يبقى الاصيل يأبى الظلم والمهانة بعدها بدات تخف عمليات الاعتداء وسمح لعوائلنا ادخال الفرش والاطعمة رغم ان الكثير منها كان يسرق ولكن افضل مما كنا عليه كنا نعمل الشاي من مقوى باكيت السكاير ونبقى فترة كي يحصل كل منا على رشفة شاي مع نفس من السيكارة التي تدور على عشرة انفار وكان الرفيق ساجت ابن مدينة الثورة يغني لنا( مسموعة ونة الليل ) ونحن نردد وراءه كانت القاعة تضم الدكتور والمهندس والعالم والاستاذ والعامل البسيط والموظف وكانت المعاملات الجائرة والتي تخلو من كل ذوق واخلاق ان يفرض على هؤلاء النخبة ان يحملوا صفائح الادرار لتفريغها في الحمامات ليس هذا فقط وانما يقوموا بدفع الشخص حتى تتلوث ملابسه بالبول وكانوا يرفضون طلب الاشخاص البسطاء الذي يتبرعون لتفريغ تلك الصفائح بعد اشهر بدؤا نقلنا فنقلت الى سجن بغداد المركزي ومن ثم الى نادي قريش الرياضي في الكاظمية وكان لهم معنا في كل ليلة حفلة قبل النوم وعند الصباح واصبحت ذكريات من الماضي وكتب التاريخ ان ثورة شعب مظلوم ومحروم اغتيلت واغتيل قادتها وانصارها بالتعاون بين عملاء الاستعمار ودول الجوارجميعها والرجعية وبعض المعممين وهواة مضمار الخيل والمغرر بهم ممن يعتقدون ان هناك وحدة عربية وحرية واشتراكية وكان ذلك اليوم هو باب الجحيم الذي فتح على شعب العراق من اجل النفط الاسود الذي صار نقمة وليس نعمة وها هي كل الدول النفطية تتعرض للتأمر والتخريب الا من يعطوه في اليد اليمنى ليعيده اليهم باليد اليسرى الخزي والعار لكل من خان شعبة ووطنه والنصر للشعوب المكافحة من اجل الحرية والسعادة

أحدث المقالات