منذ تاريخ بعيد ,الكورد منقسمون على انفسهم سواء في عهد صدر الاسلام او العصر الاموي اوالعباسي او العثماني او اثناء الحروب العالمية الاولى والثانية على شكل مجموعات , في البداية على شكل الولاء للامراء والعشائر ومن ثم على شكل جماعات حزبية ومن ثم صراعات كوردية-كوردية , في هذا الموضوع لن ارجع الى بداية الانقاسم بين الكورد واكتفي بالتقسيم كردي – كردي منذ ثمانينيات القرن الماضي , عندما حدثت نكسة ثورة ايلول بقيادة الزعيم الملا مصطفى البارزاني والاتفاقية العراقية الايرانية المعروفة باتفاقية اذار عام 1970,بعدها ظهرت قوات سياسية عسكرية تحت مسميات دينية وسياسية كعصبة الماركسية اللينينية و مجموعات اخرى تحت راية اتحاد الوطني الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردستاني التي انفصلت عن الاتحاد الوطني الكردستاني في نهاية السبعينيات و الحزب الديمقراطي الكردستاني العراق (البارتي) والحزب الشيوعي العراقي ذات نهج كردستاني و جماعات اسلامية تحت مسميات عديدة ,كالحركة الاسلامية و حزب الله وحزب الله الثوري …………
وكانوا متخاصمان فيما بينهم قبل ما يحاربون السلطة البائدة , ويقاتلون بعضهم البعض .اضافة الى ذلك انتسب اكثر من 500 الف كردي الى الافواج الخفيفة التي اسسها صدام حسين تحت تسمية افواج دفاع الوطني بامرة اكثر من 300 من روءساء العشائر الكردية وضباط متقاعدون من الكورد ورفاق حزبين من حزب البعث المتقدمين من الكورد في حزب البعث باسم المستشار . كانت الاحزاب تقاتل بعضها البعض ولاسباب تافهة وبتحريك من قبل الدول المجاورة للعراق خاصة ايران وتركيا و الجيش العراقي والمسلحين الكورد الذين جمعوا في افواج الدفاع الوطني يقاتلون الاحزاب الكردية ,وبعد الاتفاقية العراقية الايرانية وانتهاء الحرب العراقية الايرانية التي طالت 8 سنوات فسح المجال للجيش العراقي لمهاجمة الاحزاب الكردية وطردهم الى ماوراء الحدود العراقية وترحيل سكان القرى التي كانت اكثر من (4) الاف قرية وتجمع سكانها في المجمعات التي خصصت لهم في المناطق القريبة من فيالق الجيش العراقي و سيطرت الحكومة العراقية على محافظتي اربيل وسليمانية ودهوك وانتهاء القتال بشكل شبه نهائي بين الجيش و الافواج الكردية من جانب والاحزاب الكردية من جانب اخرعندئذ قامت الحكومة العراقية باصدار قرار بالغاء كافة الافواج المتكونة من الكورد الذين هربوا من الجيش العراقي اثناء الحرب العراقية الايرانية وتسريحهم من الجيش العراقي وانهاء خدماتهم .لحين احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي بامر خاص من صدام حسين و تحشد القوة العراقية في الكويت واخلاء شبه كامل لمناطق كردستان من الجيش العراقي , قام المواطنين الساكنين في مجمعات القسرية بمساعدة ومساندة هؤلاء المسلحين الذين كانوا من ضمن تلك الافواج العشائرية الموالية للحكومة السابقة بالانتقام من الحكومة بسبب ترحيلهم من قراهم وبمساعدة ما تبقى من قوات البيشمركة للاحزاب الكردية التي كانت ماوراء قنديل و نزولهم الى القصبات والمناطق الكردية ومساعدتهم المعنوية والعسكرية حرروا المحافظات الكردية والمناطق التي اغلبية سكانها من الكورد في 1991. وبقيت المناطق تحت سيطرة الاحزاب الكردية حتى يوم سقوط صدام حسين وحزبه واحتلال العراق الكامل من قبل الدول المتحالفة ضده , امريكا وبريطانيا بشكل خاص واعلن بريمر الحاكم الامريكي في العراق.عند وضع الدستور العراقي الجديد اعتبار كردستان منطقة ذات سلطة فدرالية تابعة للحكومة العراقية وثبتت في الدستور العراقي الجديد وقامت الاحزاب الكردية خاصة ذات النفوذ الواسع في كردستان بتوزيع السلطة في كردستان الفدرالي فيما بينهما خاصة الاتحاد والبارتي , واضيفت جماعات اخرى تحت تسميات متعدده باسماء حزبيه برغم من قلة عناصرها وقلة الاهتمام بهم من قبل الشارع الكردي ,
تقسمت السلطة بين تلك الاحزاب التي كانت ذات نفوذ واسعه على اساس المنطقة يعني لكل منطقه ولها حزب معين مسيطر عليها , فبقيت منطقة السليمانية و كرميان تحت سيطرة الاتحاد اكثرمن البارتي ومحافظتي دهوك واربيل بامرة البارتي اكثر من الاتحاد وباتفاق تام بينهما قاموا بتوزيع المناصب والوظائف الحكومية بينهما وهومش اصحاب الكفاءات العلمية والادارية والقانونية من الاكاديميين الكورد واكثرية شرائح المجتمع الكردي , خاصة الاكورد الفيليين و الايزيدية والكاكائية و بعض من سكان الموصل من الكورد كشبك وكركرية .لذالك انقسم الكورد بينهما مرة اخرى وبانقسام حاد اكثر من قبل . على اثر التهميش توجه الكرد الفيليين الى المذهب الشيعي وتركوا قوميتهم الكورديه واحتضنتهم الاحزاب الشيعية العراقية وتركوا قوميتهم والكاكائية واليزيدية و اكراد الموصل فكروا بالبحث عن البديل و رفعوا اصوتهم بانهم لهم لغة خاصة او ديانة خاصة او يسكنون في منطقة اكثريتهم من نفس الديانة مثلا الكاكائية طلبوا بمقاعد برلمانية في الاقليم على حساب كونهم الكاكائية واليزيدية .اذا اصبح التقسيم الكوردي _كوردي بمسميات جديده , حتى وصل الى حد العشيرة الفلانية لها طلباتها بالتوظيف و المحاصصة اكثر من تلك العشيرة الاخرى كونهم اكثر عددا , وكل ما كان يذكر في المناهج والنظام الداخلي لتلك الاحزاب راحت في مهب الريح. كل ما زادت المناصب وزادت الميزانية للاقليم زادت التقسيم اكثر فاكثر بين الاحزاب حتى وصل الى حد الخصم بين اكثرية الاحزاب والصراع على تقسيم الثروات . وقامت ايران وتركيا بمسانده وتشجيع لحزب معين على حساب حزب اخر على اساس المجاورة .والشعب بات لاحول ولاقوة غير التفكير بكيفية العيش البسيط مهما يكن .والان خطر التقسيم اصبح اكثر خطورة من ذي قبل بسبب صعوبة العيش و قلة رواتب الموظفين الى الثلث و استعداد بعض من القوة العراقية لاحتضان الكورد تحت تسيمة اخرى , خاصة عندما فكر الحشد الشعبي بتاسيس جيش تابعا له من الكورد , اذا على الاحزاب الكردية يفكرون ويعرفون جيدا بانهم والشعب الكردي في مرحلة غاية الخطورة عليهم بلم الشمل الكردي –الكردي قبل ان يخسرو انفسهم قبل ان يخسروا الشعب والارض .