مصطلح منظمات المجتمع المدني كما هو معروف أشار الى مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقدم بطوعية وبدون هدف الربحية عادة وهي تمثل (المنظمات) حكومة ظل تراقب أداء الحكومة الممثلة للشعب وهي عين شاخصة موزعة على مختلف السلطات التنفيذية والتشريعية تراقب أدائها ,يشير الكاتب محمد الفاتح عبدالوهاب الى سبب تأييد نشوء منظمات المجتمع المدني أن كثير من المؤيدين لهذه المنظمات ينطلقون من تأييدهم ((من أن التطور الديمقراطي للمجتمعات المختلفة وتحديثها يتطلب قيام تنظيمات غير حكومية تمارس نشاطا يكمل دور الدولة ويساعد على إشاعة قيم المبادرة والجماعية والاعتماد على النفس ما يهيئ فرصا أفضل لتتجاوز هذه المجتمعات مرحلة الاعتماد على الدولة في كل شيء )) بعد التغيير الكبير والصدمة الهائلة التي تلقاها الشعب العراقي بعد 2003 والتي لم يتحملها بسبب الانفتاح المباشر على مختلف الثقافات والقيم والأيدلوجيات والتي من ضمنها عمل منظمات المجتمع المدني وفي بلد مثل العراق بلد غير مستقر مصاب بمختلف الأمراض السياسية والاجتماعية والثقافية وتسلط نخبة مريضة على رقاب الناس استطاعت هذه النخبة على مدار سنوات من تشويه القيم وإفراغها من محتواها الذي تأسست من أجله لذلك أصبحت منظمات المجتمع المدني في العراق جزء من المرض والفساد وهي ليست جزء من العلاج بل هي بحد ذاتها أصبحت احد أدوات الفساد وأصبحت أداة إعلامية لتسويق بعض الشخصيات وبعض الجهات والأحزاب وكذلك صارت مرتعا لكل متسلق يحاول الوصول الى مركز التأثير وصناعة القرار بعد ان كان المرجو من هذه المنظمات ان تكون عونا للشعب لا معينا عليه ربما يعترض البعض على القساوة في هذا الطرح لذلك نقول للمعترض أرنا نتاج عمل هذه المنظمات وانعكاسه في كل المجالات سواء كانت المنظمات العاملة في القطاعات التربوية او الاجتماعية او السياسية ومع شديد الأسف فأن اغلب المنظمات الخارجية الدولية التي تتعامل مع وكلاء او ممثلين محليين من هذه المنظمات العراقية لم تستطع ان تكون دقيقة في حساباتها ورقابتها اذ ان اغلب الاموال الممنوحة لهذه المنظمات والتي تأتي من الخارج غالبا ما تذهب لجيوب المنتفعين المحليين ويصرف منها بمقدار معين مع التقاط صور تذكارية ! توحي بنشاط معين ,,ان المنظمات العالمية التي تعمل في الغرب و اوربا هي ظل ورقيب على الحكومة في بلدانهم كما أسلفنا بينما المنظمات عندنا العكس تماما فنشاهد ان بعض المنظمات تلهث راكضة وراء المسؤولين الحكوميين ولم نرَ نقدا او تقويما للأخطاء الحكومية في مختلف المجالات سواء التربوية او الاجتماعية او السياسية لذلك ينبغي ان تكون هذه المنظمات هي جماعات ضغط على الحكومة ورقيب عليها وهي أشبه بالمعارضة المدنية التي تحسب لها الحكومة حساب في صياغة قراراتها وينبغي إعادة النظر في تشكيل هذه المنظمات ودورها وأهدافها المرسومة ويجب ان تستقل فعلا عن الحكومة لكي تستطيع ان تمارس دورها بأريحية بعيدا عن التبعية للسلطة والتي بدورها تنعكس على قرارات ونشاطات هذه المنظمات .