23 ديسمبر، 2024 3:48 م

انهزم المالكي كما توقعنا ، وذهب بنفسه مستسلماً منتكساً متوسلا ببعض المتاجرين والسماسرة ممن حسبوا على أهالي الأنبار الكرام .
  وقف يهتف بضعف فاضح ، مرددا الموافقات المذعنة لطلباتهم ، التي صارت تكبر لتسحق غروره وبلاهته السياسية وتكشف عن أخطائه وحماقاته التي كلفت الوطن خسائر بشرية ومالية واخلاقية لاتحصى .
   لحظات الإستسلام التي ظهر بها نوري المالكي امس امام (شيوخ) الأنبار تطعي تصريحا بليغا عن خوائه النفسي ورعبه الداخلي ، وهو يمر بأسوأ مراتب الورطة والأنهيار  بعد الخسائر الفادحة للجيش العراقي المسكين الذي زج به في معركة عبثية غير مشرفة .
    نصحناه قبل سنة ، وحرصنا عليه وعلى الوطن  وشباب الجيش العراقي الفتي من هذه الحرب الطائفية ، ومخاطر سياسة الحرب الرعناء ، والأستفادة من دروس الماضي ، والألتزام بالدستور وصيانة دماء العراقيين واعراضهم و ..و ..و ..الخ
  لكن المالكي وحزبه أخذا يبالغان بإعادة اخطاء ماضي الإستبداد الدكتاتوري ، طغى بلا مؤهلات أو اسباب مشجعة ..! فراح يصف الأكارم المعتصمين المطالبين بإطلاق سراح النساء ونظرة عدالة  وحقوق دستورية ، بأنهم فقاعات ..! ثم وصفهم بالمرتزقة ..! ثم نعتهم بالمجرمين والمتآمرين ..! ثم دفع بجيوشه لتوريطهم في حرب خاسرة  ، واصبح هو و(قادته) فقاعات سرعان ماتبخرة في رمال صحراء الرمادي .
  لماذا اشعل المالكي هذه الأزمة منذ 14شهراً شلت بها البلاد ..؟
كيف يقيم الحرب ضد محافظة تمثل ثلث مساحة العراق ، وتحادد ثلاث دول مجاورة ..، ويستمر بحربه نحو خمسين يوميا ، ثم ينهزم ويذهب ليعلن الاستسلام للشروط بلا أي مبررات ، أو مكاسب ، أو حتى معنى لهذا العبث والاستهتار بحياة الناس ومصالحهم ..!
 لماذا امتنع عن تنفيذ مطاليب الأهالي العادلة ، وعاد ليوافق على مطاليب بعضها تعجيزية صريحة ومخالفة للدستور الذي يفترض ان يكون أمنيا عليه .؟
 ما اسباب اهماله لإرادة عامة الناس وشعب الأنبار ،  وينبطح تحت اقدام شيوخها ؟
  هل يقوم مجلس النواب بمساءلته ومعاقبته بتهمة الخيانة العظمى للدستور والوطن ..؟
  هل لدينا سلطة قضائية تقتص منه ؟
 هل يتعرض للمساءلة والأستجواب من قبل الأمريكان أو الأشقاء الإيرانيين لغرض ضبط هذا السلوك طالما هم من فرضه في الحكومة بدورتها الثانية.
 هذه الأسئلة هل يتفجر بها الشارع العراقي الذي عاد له بعض أوكسجين الكرامة .
 هل ينتفض الشعب ويخرج من سباته المذل ، ويضع حدا للاستبداد والعبث الدكتاتوري ، الذي عاد لنا سريعا بحراسة افسد برلمان تشهده الحياة السياسية في التاريخ ..!
 ام سوف يخرج الشعب ليهتف ويرقص ويغني ل (مختار العصر ) وتصوير هزائمه بكونها انتصارات كما كان مع (القائد الضرورة) صدام حسين .؟؟
  اسئلة اصبح السكوت عنها يضعنا مع قطيع العبيد .
[email protected]