الإنفتاح شبه المفاجئ هذا وتوقيتاته وتزامنه المتقارب هو ليس على او نحو العراق بنسبة 100 % 100بقدر ما هو دعم لحكومة الكاظمي تحديداً .
وإذ وصلوا بعض وزراء الخارجية الى القطر , وآخرون على الطريق ” السريع ” .! فللأمرِ اكثر من منحى , حيث تشهد العلاقة بين الدولة الحالية اوحكومة رئيس الوزراء توتّرا شديدا وبين قيادات الحشد الشعبي وقادة الفصائل المسلحة , والتي يمكن تسميتها اصلاً بالأحزاب < ” الشيعية ” الحاكمة و المتمسّكة والمتشبّثة بجلباب السلطة – ونأسف لهذا التعبير > , ومعظمه غير مرئيٍ بالنسبة للكثير من شرائح الجمهور , والمسألة اكبر من ان تغدو اقتراباً ودنوّاً من فترة الإنتخابات .!
من جانبٍ آخرٍ وبعيد , فقد جرت العادة المعتادة ” بعد الإحتلال ” بأنْ يقوم ايّ زائرٍ اجنبي للعراق بمقابلة ما يسمى برؤساء الرئاسات الثلاث , وحيث اللقاء مع الكاظمي هو الأساس وهو المسؤول الأول عن توجيه وادارة السياسة الخارجية للبلاد , وأنّ مقابلة ولقاء رئيس الجمهورية السيد برهم صالح هي بروتوكولية في معظمها < بالرغم من المشتركات والإنسجام الفكري والنفسي بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية على صعيد السياسة الخارجية بالدرجة الأولى > , لكنّ ما مبهم للمراقبين وللجمهورهو الضرورة المفقودة التي تفتقد المسوّغات والمبررات في اجراء لقاءٍ للوزير او المسؤول الخارجي الزائر مع رئيس البرلمان .! فسيّد الحلبوسي لا يُمثّل سوى الكتلة الصغيرة جدا في مجلس النواب , والتي يُطلق عليها في الشارع العراقي بكتلة ” الأخوانجية – نسبةً الى تنظيم الأخوان المسلمين وبأيّ مسمى آخر ” , بينما وكما مُسلّم به فالكتل الحزبية الأخرى والأكثر هي المتقاطعة كليأً وضمنيأً مع الحلبوسي وكتلته , فلذلك ولسواه لا مبرّر اطلاقاً لهذا البروتوكول الشكلي في تضمين زيارات المسؤولين الأجانب وخصوصا وزراء الخارجية لإجراء ايّ لقاءاتٍ مع رئاسة مجلس النواب العراقي , وعلى وزارة الخارجية ” على الأقل ” ان تضع حداً لذلك وتوقفه , حفاظاً على سمعة العراق الدولية على الأقل ايضاً .
يأتي التوافد الى العراق والدعوات الموجّهةللكاظمي لزيارة بعض الدول , في ظلّ تصوّراتٍ محسوبة وتحليلية لما قد يشهده قادم الأيام , والإرتفاع غير المتدرج لحرارة الوضع السياسي الداخلي للعراق , لكنّ العنصر الستراتيجي في لقاءات ومقابلات بعض وزراء الخارجية الأجانب مع الكاظمي , هو مجهولية ما يدور وما تتضمّنه تلك اللقاءات الخاصة , وما سيسفر عنها في الأوقات الحرجة والمفترض وقوعها حتى في ايّ لحظةٍ , وهذا بالطبع ما يغيض الجهات والأطراف المتضادة مع الحكومة الحالية , والتي امست واضحت الوحيدة المرّحب بها عربيا ودوليا , خلافاً لكل الحكومات السابقة التي اعقبت الإحتلال او كانت من افرازاته .!