4 نوفمبر، 2024 9:18 م
Search
Close this search box.

انعكاسات الأزمة السورية على العراق وإيران

انعكاسات الأزمة السورية على العراق وإيران

أفصحت قمة  دول مجموعة العشرين ،عن إصرارها لتوجيه ضربة عسكرية (قوية ) للنظام السوري ،وهذا ربما هو أول اتفاق (بالإجماع)، بين هذه الدول على إعلان الحرب على دولة بعينها في العالم ،دون أن نرى اختلافات في وجهات النظر أو رفضا للحرب ،(الكل متفق على الحرب )، وهذا مؤشر واضح أن النظام السوري لم يعد موجودا في السلطة ،بعد نتائج تقرير المفتشين الدوليين للأمم المتحدة بخصوص جريمة (غوطة دمشق)  الكيماوية، التي نفذها نظام بشار الأسد ضد المدنيين العزل ،إذا نحن ذاهبون الى حرب لا تبقي ولا تذر في منطقة الشرق الأوسط، التي هي الآن مثل  برميل بارود نووي قابل للانفجار في أية لحظة ،ولهذا لابد من قراءة المشهد الانفجاري كما هو، لا كما نتمنى ،فالكونكرس الأمريكي سيصوت على قرار الحرب بعد أن يسمع خطاب اوباما بعد غد الثلاثاء ،وقد ضمنت ادارة اوباما موافقة 12دولة في قمة مجموعة العشرين المشاركة في الحرب ،وضمنت موافقة رئيس مجلسي النواب والكونغرس الأمريكي قبل هذا،وهذا وحده إشارة مهمة على تنفيذ اوباما قراره لإعلان الحرب على سوريا ، بحرب هو وصفها بأنها (واسعة بعد أن كانت محدودة ) ووصفتها صحيفة التايمز البريطانية (القوة الهائلة والمرعبة التي حشدتها أمريكا بالقرب من سوريا لا توحي بضربة محدودة وسريعة كما قال اوباما، بل بحرب ساحقة ماحقة شاملة لا تستثني موقعاً أو منطقة عسكرية سورية في دمشق وحولها، بالإضافة إلى كل المواقع في الداخل السوري. وقد بدأت القوات الأمريكية بمراقبة تحركات القوات السورية لحظة بلحظة. فهناك أكثر من عشر سفن حربية أمريكية عملاقة متطورة ومئات الطائرات المقاتلة والصواريخ الموجهة ذات الدقة العالية، كلها أصبحت على أهبة الاستعداد لبدء الضربة ضد نظام السد وقواته. وقد بدأت القوات الأمريكية برصد شبكة الاتصالات العسكرية السورية(.،واللافت للنظر تصريحات عاجلة لوزيرة خارجية دول الاتحاد الأوروبي ووزير خارجية ألمانيا  قد صرحا تصريحا واحدا وبالحرف، بأنه يجب توجيه  (ضربة قوية لنظام بشار الأسد ) ،لاحظوا كلمة (قوية ) ،والتي لم نسمعها قبل أيام أي قبل اجتماع دول مجموعة العشرين ،ناهيك عن موقف فرنسا المعلن القوي بان فرنسا ستشارك في الحرب بضربة قوية،ولكن( ليس بمفردها )،هذا الإصرار الأمريكي والاوروربي والمتطابق مع موقف دول مجلس التعاون العربي المؤيد بقوة متناهية للضربة هو في حقيقة الأمر ما يفصح عن حجم واتساع الحرب بأنها حربا ليست محدودة وقصيرة وإنها لن تشمل إسقاط النظام السوري فقط ،وإنما تتعداه الى  دول بجواره ،قابله ،تراجع روسي وصيني وإيراني ملموس في المواقف والتصريحات ،بالرغم من أن روسيا أرسلت بوارج حربية الى الموانئ السورية إلا انه جاءت( للمساعدة) حسب تصريحات الخارجية الروسية أي بمعنى إنها غير مقاتلة ،والدليل أن هذه البوارج الروسية قد فتحت الطريق لمرور البوارج والمدمرات الحربية الأمريكية للدخول الى سواحل سوريا ،وحسب التايمز البريطانية فان الحرب المؤكدة ستكون مدمرة للمنطقة كلها بناء على حجم القوة الهائلة القادمة إليها ،ولهذا نرى أن حكام طهران أصبحوا في وضع لا يحسد عليه من الحرج بعد التهديدات الكاذبة والوعيد الزائف وتنفيذ هجوم إجرامي على ناس عزل في معسكر اشرف وقتل العشرات من أبناء المعسكر لإرسال رسالة الى إن إيران لها يدها الطولى في العراق وسوريا والخليج  وان مصالح أمريكا بما فيها السفارات ومن ضمنها سفارة أمريكا في بغداد ليست بمأمن عن  قوات الحرس الثوري والميليشيات العراقية الموالية لإيران (حادثة الرسالة التي التقطتها أل(cia) من قبل قاسم سليماني يوجه بها الميليشيات العراقية لضرب المصالح الأمريكية في العراق بما فيها السفارة  )إضافة الى زيارة وزير الخارجية الإيرانية الى العراق الآن،وتهديدات حكامها بتحويل المنطقة الى (تراب ) وإنها هيأت (250 ألف صارخا) باتجاه إسرائيل فقط ،والأخرى أهدافا لدول الخليج والاردن والسعودية ،في حالة من التخبط والهستيريا السياسية ،وما نراه من انهيار الوضع الأمني ما هو إلا انعكاس لسياسة ونفوذ إيران في العراق لإشعال وإشغال الآخرين عن ما سوف يحدث في سوريا ،وتخوفهم من انعكاساته على العراق ،لذلك نؤكد وحسب المعطيات السياسية على الارض ،إن ما يحدث في سوريا وما سوف يحدث سينعكس وبالا على العملية السياسية في العراق وإيران حتما ،لذلك نرى تحشيد حكومة المالكي قواتها على الحدود والقيام بهجوميات متقطعة على عناصر الجيش الحر في واليعربية والوليد ،وهناك تصريح خطير للنائب احمد العلواني يؤكد فيه أن الضربة على سوريا ستغير الأوضاع في العراق ،وهناك (إشاعة ) أخرى أن بندر بن سلطان اعد  خطة ينفذها من الانبار لقلب الموازين العراقية ، إذن انفلات أعصاب أقطاب العملية السياسية و حكومة المالكي وأعصاب حكام طهران ،تجاه ما سيحصل في سوريا ،هو رد فعل طبيعي لفشل العملية السياسية التي بنيت على محاصصة طائفية أنتجت حكومات طائفية، أذاقت العراقيين الويل والثبور من القتل والتهجير والاغتيالات والاعتقالات والتفجيرات ،وهيمنة إيران وميليشياتها على الوضع العسكري والسياسي العراقي، وتنفيذها برنامجا منظما من الثارات والانتقامات برموز العراق ووطنييه، قتلا وتفجيرا واغتيالا،بكل تأكيد أن الحرب على سوريا سيجر المنطقة الى إعادة توازن دولي، حتى إذا كان هدفه تقسيم إيران وتفتيتها على أسس طائفية وعرقية وتقليم أظافرها النووية التي تهدد العالم والمنطقة هذه هي انعكاسات الأزمة السورية على العراق والمنطقة ……

أحدث المقالات