23 ديسمبر، 2024 12:01 ص

ترد إلي نظرتي الساهمة في الملكوت ، تلك الخبيثة التي لا تحترم خلوة، تتشفى بمرآي حزينة، وتسخر من فرحي ! لا أدري لم تناصبني العداء ، وأظنها تنتقم مني، حقودة لم تنس ثأرها رغم مرور السنين، كنت يومها صغيرة تحت السن القانوني، ورغم ذلك عوقبت على جريمتي، ولا أنكر انني كرهتها وتمنيت ان تختفي عن سطح البسيطة، لكن بعدها وجدتها تنتشر في كل الأماكن، تكاد تفترش كل المسطحات، ويقيني أن جريمتي معها هي التي حققت لها الشهرة، ساهمت بانتشارها دون أن ادري عندما تداول الجميع قصتي معها( طبعا هذا في مخيلتي فقط )، على مر الأعوام التالية حاولت ان أعقد معها صلحا، بل بالغت بقضاء وقت طويل معها أضحك وأثرثر وأريها بثوري التي غزت وجهي لتعلن نضجي واكتمال انوثتي، كانت تجاملني أحيانا، وتفاترني أحيانا أخرى،.
قررت يوما أن اتبنى أحدى بناتها، اخترتها صغيرة بوجه دائري، أصطحبها معي أينما ذهبت، لأخفف عن اللدودة الزحمة، ومع ذلك لم أفلح باستمالتها كثيرا، فقط عندما ارتديت ثوب الزفاف نطقت وقالت لي بإعجاب، لكن باقتضاب : ” جميلة “….!
لكنها الآن وبعد انقضاء الربيع و الصيف وتقريبا الخريف، عادت إلى سابق عهدها ، لئيمة بلؤم من يأكل طعاما بقصعة ثم يبصق فيها، غادرة بغدر كل من تسلق درجات عمري ثم قام بتكسيرها كيلا يلحق به أحد إلى القمة، خائنة بخيانة كل من استعار مني أصبعا لينير دربه المظلم ثم لم يعده إلي عامدا، وهي الآن تقطع علي تبصري بالأمور ، تبا لها لن أبكي، بل على العكس، سألاعبها كما تلاعبني، انا من ستحدق فيها وتطيل النظر ، ولن اتركها إلا مهزومة ، إن كانت جريمتي السابقة معها أني حطمتها ، فلتكن جريمتي معها الآن أني هزمتها ….
كنت في السادسة من عمري حينما نظرت إلى تلك الشريطة البلهاء التي ربطت بها أمي شعري الذي كنت أحب أن يغطي جبهتي .. رأيتها تسخر مني …تناولت المزهرية النحاسية التي كانت على الطاولة المجاورة ، وانهلت بها عليها ، وأحلتها حطاما…….!