بالأمس اطلعت على كاريكاتير عراقي حول الوضع العراقي الراهن من تفجيرات وفيضانات وهزات ارضية وغيرها و في الكاريكاتير يقول الاب لابنه لا تصعد للطابق العلوي اخشى عليك الهزات الارضية ولا تنزل للطابق الارضي اخشى عليك الفيضانات ولا تخرج للشارع اخشى عليك الانفجارات وانا اضحك من شدت حزني على ما يمر به بلدي من وضع مأساوي تذكرت قصة ذلك الرجل الاعرابي الذي اعتاد على الاستخارة في كل شيء حتى خرج هو وصديق له للصيد فضلى الطريق و شارفا على الهلاك الا انهما لمحا ضوء قريب، فقال الرجل لصاحبه دعنا نستخير يا صديقي ، رد الصديق الضوء يعني الحياة، لم يسمع كلام صديقه فجر مسبحته وعدها ثلاث مرات، وقال اتضح من الاستخارة لا يصلح ذهابنا اتجاه الضوء فجربا الاستخارة على عكس الاتجاه فكانت لا يصلح ، بعدها جربا الاستخارة على اليمن و الشمال و البقاء فكانت جميعها لا يصلح فرمى صاحب الاستخارة مسبحته ارضا قائلا ” انطير يا ربي “.
سؤال اوجهه نيابة عن الشعب العراق لكل ساسة العراق والمتحكمين بشأنه “انطير” نحن شعب العراق العظيم ؟ اين نذهب ونحن ابتلين بكل هذه المآسي؟ (ارهاب وعجز خدمي وفساد وبطالة و واقع صحي متردي وفوضى عارمة ) اين يذهب شعب بلا حول ولا قوة؟، و يتحكم بمصيره ثلة قليلة من عديمي الضمير جل همهم انفسهم ومكاسبهم الشخصية والحزبية ولا وجود لمسمى الشعب ومصلحته او وطن وقضاياه او امة وهمومها .
فالإرهاب يزداد نفوذا ويقوى شيئا فشيء حتى صار يقتحم منازل من يشاء ويقتل من يشاء بوضح النهار ولا تستعصي عليه منطقة محصنة او امنة حتى تلك المنطقة التي يطلق عليها الخضراء التي بت انظر لها منطقة حمراء ومهددة شد تهديد بيوم دامي نظرا للمعطيات الموجودة على ارض الواقع وتنشرها وسائل الاعلام .
حمراء بالون الدم الذي سيراق فيها لو استمر الامر على ما هو عليه دون معالجة لان هناك مخطئون مصممون على المضي قدما بأخطائهم فيما يستمر الارهاب بتقوية نفوذه وقوته مستثمرا الدعم الخارجي و الداخلي لأغراض وايدلوجيا اقليمية ويستخدم شتى المجالات والتنظيمات (العسكرية والاعلامية والثقافية وخلايا سرية تجسسية وغيرها) و تعمل تلك التنظيمات ليل نهار من اجل تحقيق اهدافها بينما يغط ساستنا ومسؤولينا ليل نهار بنوم عميق يصل فيه شخيرهم الى ابعد نقطة من العراق ليسمعه اصغر واضعف ارهابي كي يباشر بهجوم عنيف على الشعب فيستيقظ احدهم ويعلن انه يوم دامي ويرجع لنومه،و لا يفكر اي مسؤول بالخدمات والاوضاع الصحية والبطالة بقدر تفكيره ببواسيره او جيوبه الانفية او منظره وفي افضل الاحوال براتبه ،و ما شهده العراق من فيضانات وهزات ارضية و اباده جماعية لبلدات كاملة دليلا واضحا على ذلك، و بلدة طوز خرماتو التي بات تفجير مفخخة فيها كطبخ بيضة بالدهن واقتحام منزل لقتل عائلة كعمل “الجلفراي ” والجميع يتفرج رافعين شعار “اني مغلس او اني شعابة ” وبذلك يبقى المسؤول بعيداً عن مشاركة ابناء البلد احوالهم وهمومهم الا اللهم في الجزمات من هذا تكون مواقفه وافعاله لا تلبي طموح ابناء البلد ،فتنتج تلك الممارسات وهذه الاوضاع ضحايا هم الفقراء من ابناء الشعب دون سواهم كونهم لا يملكون القدرة على حماية انفسهم ولا امكانية تنظيم حياتهم ولا القدرة على الهجرة من بلدهم وبهذا يكون لسان حالهم يقول” يا ربي ا نطير ” كونه ملجئ الفقراء والمستضعفين اليه يفر الضعيف والمظلوم فيناجيه.