10 أبريل، 2024 2:11 ص
Search
Close this search box.

انطلق نحو المحيط

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا اعرف لماذا الكثير ممن يعرفني يتحدث عني دائما اكثر مما اتحدث عن نفسي او مع نفسي
كم هو مزعج ان تكون انت القلق المستمر لغيرك او لك
كثيرا ما اكون حزينا لاني قد غادرت نفسي لاكون شخصا اخر او شيئا اخر
اذكر نفسي كثيرا باني مثل بعض الطيور يجب ان لا تحبس
طيور لامعة الريش براقة العين
عندما تطير بعيدا
تبتهج اعماق نفسك فرحا لحريتها بعد ان كنت حزينا لادراك انه من الخطأ الجسيم ان تقع في الاسر

لكن بعد الحرية سيظل مكان الطائر الاسير كئيبا وفارغا بعد المغادرة

اعتقد ان كل ما في الامر اني افتقد نفسي

مصلحة عامة قالها لي احد القادة

مهلا دعني افكر جيدا

لاافهم بالضبط ما تعنيه هذه الكلمة

الا انها بالتاكيد

كلمة كاذبة مصطلح سياسي مفتعل تمنحك حق القيادة وبها تحصل على المناصب والامتيازات

مصلحة عامة كذبة لعينة وضياع للوقت

وهو امر لايعنيني قط

ولم اعد ابالي باي شيء

احدهم سالني هل انت نادم على شيء

توقفت عن الاجابة لبرهة وقلت

هل انا اسف عن ما فعلت لايمر يوما لا اشعر فيه بالندم

ليس لان حالي الان اصبح هكذا ولا لان غيري يعتقد انه يجب علي ان اشعر بالاسف

بل لان كل يوم انظر فيه خلفي لاجدني شابا ثائرا متمردا لكنه فاشل يرتكب حماقة تلو اخرى غبي اخر يعتقد انه قادر على ان يغير العالم ولم يعد قادرا حتى على ان يغير نفسه، اردت ان اتحدث معي ان اخبره كيف سارت الامور ايها الشاب القابع في الماضي والذي يابىء ان يغادره ،واي خدعة وكذبة وفخ قد سقط فيه الا انني للاسف لا استطيع ان اتحدث معه الان لان ذلك الشاب قد رحل منذ زمن طويل وهذا العجوز هو كل ما تركه لي الان ولابد لي ان اكون معه وفي الحقيقة لم اعد اهتم ولا يعنيني اي شيء.

خمسون عاما وان اطلب الاذن لي في كثير من الامور ،حمسون عاما وانا استجدي ما هو حق لي، لااستطيع احيانا ان افعل اي شيء دون اذن بالموافقة ولم اكن طيلة تلك خمسين عاما حرا ابدا.رغم ان الامل بالحرية افضل الاشياء على الاطلاق.اما ان تكون حيا او تكون ميتا ،اما ان تكون عبدا او تكون حرا.لكن لا ادري من قال بان الحرية تكمن في الهروب وان الثورة غضب

ثمة حقيقة قاسية يجب علي مواجهتها اني في سجن منذ ولادتي وقد لا اخرج منه ، بل حتى خرجت منه ليست ثمة ما يمكن ان افعله او ان احسن صنعه وجل ما افكر فيه هو وهم رعب التحرر والخوف الى درجة اني في قرارة نفسي ارفض المغادرة وارغب في البقاء في السجن لاني وجدت ان للاشياء معنى فيه وان لي حياة فيه حيث لاخوف من المجهول ولا خوف من مستقبل خطير واما يمنعني من البقاء في السجن فهو فقط عهد قد قطعته على نفسي بالحرية وعلي الوفاء به. لاكن رجلا حرا في بداية طريق طويل لانهاية له.كل ما اتمناه الان هو ان اجتاز الحدود واخترق الحواجر لاصافح المحيط الازرق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب