23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

لا اعرف لماذا الكثير ممن يعرفني يتحدث عني دائما اكثر مما اتحدث عن نفسي او مع نفسي
كم هو مزعج ان تكون انت القلق المستمر لغيرك او لك
كثيرا ما اكون حزينا لاني قد غادرت نفسي لاكون شخصا اخر او شيئا اخر
اذكر نفسي كثيرا باني مثل بعض الطيور يجب ان لا تحبس
طيور لامعة الريش براقة العين
عندما تطير بعيدا
تبتهج اعماق نفسك فرحا لحريتها بعد ان كنت حزينا لادراك انه من الخطأ الجسيم ان تقع في الاسر

لكن بعد الحرية سيظل مكان الطائر الاسير كئيبا وفارغا بعد المغادرة

اعتقد ان كل ما في الامر اني افتقد نفسي

مصلحة عامة قالها لي احد القادة

مهلا دعني افكر جيدا

لاافهم بالضبط ما تعنيه هذه الكلمة

الا انها بالتاكيد

كلمة كاذبة مصطلح سياسي مفتعل تمنحك حق القيادة وبها تحصل على المناصب والامتيازات

مصلحة عامة كذبة لعينة وضياع للوقت

وهو امر لايعنيني قط

ولم اعد ابالي باي شيء

احدهم سالني هل انت نادم على شيء

توقفت عن الاجابة لبرهة وقلت

هل انا اسف عن ما فعلت لايمر يوما لا اشعر فيه بالندم

ليس لان حالي الان اصبح هكذا ولا لان غيري يعتقد انه يجب علي ان اشعر بالاسف

بل لان كل يوم انظر فيه خلفي لاجدني شابا ثائرا متمردا لكنه فاشل يرتكب حماقة تلو اخرى غبي اخر يعتقد انه قادر على ان يغير العالم ولم يعد قادرا حتى على ان يغير نفسه، اردت ان اتحدث معي ان اخبره كيف سارت الامور ايها الشاب القابع في الماضي والذي يابىء ان يغادره ،واي خدعة وكذبة وفخ قد سقط فيه الا انني للاسف لا استطيع ان اتحدث معه الان لان ذلك الشاب قد رحل منذ زمن طويل وهذا العجوز هو كل ما تركه لي الان ولابد لي ان اكون معه وفي الحقيقة لم اعد اهتم ولا يعنيني اي شيء.

خمسون عاما وان اطلب الاذن لي في كثير من الامور ،حمسون عاما وانا استجدي ما هو حق لي، لااستطيع احيانا ان افعل اي شيء دون اذن بالموافقة ولم اكن طيلة تلك خمسين عاما حرا ابدا.رغم ان الامل بالحرية افضل الاشياء على الاطلاق.اما ان تكون حيا او تكون ميتا ،اما ان تكون عبدا او تكون حرا.لكن لا ادري من قال بان الحرية تكمن في الهروب وان الثورة غضب

ثمة حقيقة قاسية يجب علي مواجهتها اني في سجن منذ ولادتي وقد لا اخرج منه ، بل حتى خرجت منه ليست ثمة ما يمكن ان افعله او ان احسن صنعه وجل ما افكر فيه هو وهم رعب التحرر والخوف الى درجة اني في قرارة نفسي ارفض المغادرة وارغب في البقاء في السجن لاني وجدت ان للاشياء معنى فيه وان لي حياة فيه حيث لاخوف من المجهول ولا خوف من مستقبل خطير واما يمنعني من البقاء في السجن فهو فقط عهد قد قطعته على نفسي بالحرية وعلي الوفاء به. لاكن رجلا حرا في بداية طريق طويل لانهاية له.كل ما اتمناه الان هو ان اجتاز الحدود واخترق الحواجر لاصافح المحيط الازرق.