23 ديسمبر، 2024 3:06 ص

انصفكم الرجل بخروجه..

انصفكم الرجل بخروجه..

عندما نتصفح التاريخ ونبحث بعمق، عن المجاهد الحقيقي، لابد لك ان يذهب عقلك وفؤادك لمن ضحوا بحياتهم، ووقفوا بوجه الطغاة، واستحقوا الشهادة بحق، سيما ان الشهادة درجات، فمنهم في المراتب العليا، وحسب الاستحقاق الالهي الذي وعدهم به، وهو لايخلف الميعاد.
من يحمل صفة المجاهد، عليه أن يتحلى بالصبر، والهدوء، وان يحمل أخاه على سبعين محملا، لكي يكون ذو نفس شفافة، وصادقة مع نفسه ومع ربه، ويتخلى عن الاحقاد، والحسد، والشكوك، والظنون، ويرتقي بنفسه لأعلى المراتب في الدنيا والاخرة، لكي يحقق ما يصبو اليه، من خلال االتواضع ونشر العدالة وتقديم الخدمات، لكي يفوز بقلوب مريديه، ومحبيه.
ان القيادات في المجلس الاعلى، لو نقرأ تاريخهم الجهادي، كانوا مفخرة، طول فترة الجهاد، ووقوفهم ضد الطاغية البعثي، ومحاربته في سوح المعارك، وعند دخولهم للعراق، بعد سقوط الطاغية، تسنموا مناصب كثيرة، ومنها كممثلين للشعب في البرلمان، من خلال راية ال الحكيم، وخصوصا السيد محمد باقر الحكيم واخيه عزيز العراق(قدس)، فلم يكن الشعب العراقي يعرفهم بعد، فان من يقول: عمار الحكيم استفرد بالقرار، في فترة رئاسته، هذا الامرغير منطقي، كونه جميع الاعضاء الذين معه، تسيدوا المشهد السياسي، في عدة مناصب وزارية، وسيادية، وهذا منافي لقولهم.
تخلي السيد الحكيم؛ عن أسم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، ذلك الاسم الذي لطالما أرتبط بأل الحكيم، لهو نكران للذات، وخطوة في غاية الشجاعة، في زمن حرج ، فان الانتخابات لم يبقى لها كثير، وهذا من باب الانصاف، هي فرصة لهم، ليستفيدوا منها، علما أن بدايته الجديدة من خلال تيارالحكمة، فيها بعض الصعوبة، لكن عزمه على التغير، واضح من العنوان الذي اختاره، فأن له عمق وجذورقرأنية، وحوزوية، لها أثرفي نفسه، وتبعث على روح التأصل الجذري في مدى تعلقه بالامام المرجع سيد محسن الحكيم(قدس)، وأنها كذلك ألتفاتة ذكية، تحسب له، ولحكمته، في أنتقائه.
بعد أن رجع الرسول ( صلواته تعالى عليه وآله)، من أحدى المعارك، قال: لأصحابه لقد أنتهينا من الجهاد الاصغر، وأقبلنا على الجهاد الأكبر، فقالو: له وما هو قال: جهاد النفس، النفس التي تبحث عن المال والسلطة، النفس الحاقدة والفاسدة، التي تبحث عن الصدارة، بأي وسيلة، كانت، ولا تسمح بالتنافس، والتجديد، وضخ دماء شبابية، تعطي اكثر مما تأخذ.
التاريخ يشهد؛ آل الحكيم، دافعوا عن رب العباد، منذ منتصف القرن الماضي، والى اليوم يدفعون ضريبة، ودافعوا عن المذهب، وجاهدوا الطاغية العفلقي، بكل الوسائل، وقدموا التضحيات و الانفس، من علماء واساتذه، وطلاب علم، وشباب، وبعدها تسلق غيرهم، للسلطة، ليحصد المنافع، والمناصب، ويحاربهم، من كان بالامس، يتمنى الوقوف عند بابهم، واليوم يدفعون ضريبة حب العراق، ودفاعهم عن مشروعهم الوطني، الذي رسمه جدهم في ثورة العشرين، ليتسلمها بعد مائة عام، مقاتل من نفس السلالة.
في الختام؛ أنصفكم الرجل بخروجه، وما عليكم الا أن تشهدوا له، بحكمته، وقوة حجته، فأنه تغلب عليكم، بعمله ونشاطه، وسعة صدره، ومقبوليته في الفضاء الوطني، في المقابل، ليس لديكم ما لديه.