مع صرخة أول مأذنة، استيقظت مدينة صنعاء على أصوات صواريخ حصدت ارواح شباب وأطفال وكهول في مقتبل الطموح، ومن بين ركام الأنقاض والبنايات علت صرخات الأطفال والثكالى يعلو تارة وأخرى يضعف شيئاً فشيئاً فيتلاشى نشيج البوح، وكان المشهد شبه ظلام، فهناك كان طفلاً صغيراً يجلس القرفصاء في زاوية غرفة بيته ينتظر من أبيه الملطخ بالدماء أن يستيقظ، وهنا ام جلست على باب دارها تحلم بعودة ولدها …. في حين كان اكليل سماء صنعاء مكلل بسرب من طائرات سعودية عدوانية تدعي العروبة باغتت أرواح اليمنيين، وأمطرت المدينة بصواريخ الموت على بشر يطلبون كسرة خبز وتراب يحتضن كرامتهم، لتعلن حرباً على اليمن بمعركة أسمتها ( عاصفة الحزم)، في حين كانت فلسطين تستنجد وتبحث عن بنسمة هواء من هذه العاصفة لدفع ظلم الإسرائيليين الذين احتلوا قبلة الاسلام الأولى…
نعم انه اصبع شيطان اصبع اميركا واسرائيل اللتان تحركا الحكومة السعودية وجلاوزتها كدمى او كجنود شطرنج….. ايتها المدينة كش ملك .. مات الملك….ليؤمن المصالح الأميركية ويخدم الكيان الصهيوني، ولإرضاء الملوك العفنين، وبين إرضاء هؤلاء الأقزام وتلك المسوخ، وكان ازيز الرصاص يعانق ثواراً أرادوا اِسقاط ظلم لحقَ بهم منذ سنين طوال، وهم مهمشون صابرون يمنيون مجاهدون، فانطلقت مع أول شرارة .. ارادة شعب… ارادة مبدأ… ارادة كرامة… لتعلن ان اليمن ستنصر وستنتصر حتى رمق آخر طفل انجبته امرأة خنساء فقدت ابنائها للشهادة، ومع أول نزف مع أول صرخة رأينا كيف رسم الشهداء لوحة بدمائهم ثورة الانتصار والمجد في صعدة وستصبح صعدة كآمرلي وستلحق العار بهم كما الحق العراق العار بداعش وهم يبحثون عن جحر ليختبئوا به من نيران مدافع الغيرة العراقية..