22 نوفمبر، 2024 6:38 م
Search
Close this search box.

 انشودة الساتياغراها

 انشودة الساتياغراها

بمناسبة قرار نصب تمثال المهاتما غاندي في ساحة البرلمان البريطاني الذي أعلن على لسان ديفيد كاميران رئيس الوزراء 
((ان اللاعنف هو اعظم قوة متوفرة للبشرية…انها اقوى من اقوى سلاح دمار صنعته براعة الأنسان ))
المهاتما غاندي……
هو هكذا انشودة خضراء
 مثل غابات  شبه القارة الهندية
و اسطورة تعزف  اشعاعاعاتها
خيوط الامل الكوني….
  في تواصل فعله الروحي العائم
انه … المهاتما غاندي
الق الهند ورمزها المتجدد 
*((Mohands karmamachand Gandh))
هو الروح الاعظم ومعناه الاشمل
   كما يردد ذلك  الهنود والعالم
الرجل البسيط الذي   كنا نقرؤه
في كتاب  اللغة الانكليزية
ونستشهد بسيرته و.. مسيرة الملح العظيمة
……….  
وجدته يحكم شبه القارة الهندية كلها
بتنوع مللهاوحللها واديانها واطيافها
ويقود امة عجيبة التركيب
ويعيش في الضمائروالقلوب
……
وجدته هنا في الجنوب الشرقي
…. في ((بمبورا ))
في عيون البسطاء و أكف  الفقراء
في الساحات والحدائق الخضراء والغابات… 
… كل الاسواق الشعبية والاماكن العامة
في التعامل و في العملات ….
في الجوامع والكنائس والمعابد والصوامع
((وجدت اسلاما ولم اجد مسلمين ….!!))
……..
في شوارع ((بيجاوادا ))المترامية الاطراف
وكانتور الخضراء الجميلة وبنكلوروكل المدن الهندية
المجمع السكني للطلبة وعوائلهم …
……… ((IJM))و
حتما سيأخذ الغرباء بعضا من حكمته
……..ونظرته الثاقبة
المدن الهندية على بساطتها
تفتح ابوابها للأجانب من كل حدب وصوب …
من الشمال والجنوب والشرق والغرب 
وتقرأ فقرها وتواضعها
ترحب بهم بأبتسامة طاغور العظيم
……ومحمد اقبال الحكيم
وتستقبل الطلبة الاجانب
بجامعاتها الرصينة
وفي الاحتفال الجامعي الجميل
الذي اقامته ((نكرجونا ))
شاهدت صورة المهاتما
 تتنقل بين المدعوين
رأيته متوسما ((الدوتي والشال ))
وابتسامته التي  ترصد نظارتيه
  كان يحدثني عن بساطته
وعشقه للحرية والبناء ومجد الفقراء
ادهشني بقوته الكامنة 
وبساطته الحالمة 
فاخبره عن صعوبة بغداد
وحروبها القائمة
وسياراتها المفخخة … وانتهاكاتها الدائمة
وصراع طوائفها….
 والموت الذي ينتظر الطرقات فيها…
فأعرف اني انتبهت
الى وحشتي في الطريق
وقلة زادي وعناء سفري
ليتني …آه …
……..!!
وأضطر للبكاء والرغبة بأنعزال غريب
……..
لم اجد للمهاتما ابهة
ولا سيارات مصفحة
اوحمايات اوقصورا محصنة
اوشوارع يقطعها في تنقله
بين الاقاليم
ولا جنود يقطعون الطرقات 
فلم يستخلف هذا الرجل غير الحب
وهذي القلوب المجنحة بالصبر
والايادي التي تحفر بالصخر
………
ليس ثمة غير ضريح تمنيت ان
أزوره او اضع اكليل ورد
وأحي روحه العظيمة
 تحية المؤمن بمبادئه
هذا الرجل العجيب…المهيب …الكبير
الذي قاد ثورات الهند الكبرى
حتى ثورة الاستقلال
 وحملات تخفيف الفقر
وزيادة حقوق المرأة
و ناضل ضد التمييز العنصري
والاضطهاد العرقي
منذ ان كان  في جوهانسبرغ
 او في ايطاليا
او في المملكة المتحدة
وحتى وجوده في الهملايا
ليوحد شعوبا في امة واحدة
…. عجيبة التركيب
كيف كان ذلك …!!؟؟…..
هذا السؤال الذي احمله لبلادي
التي تغرق في بحر الظلمات  …
 وانهار الدم والازمات
اذ تتشتت وهي واحدة
تمزقها الاحقاد والضغائن
وياكلها التخلف والخوف والارتباك
وينهش قلبها …..
العنف و الفساد والنفاق والشقاق
وليس فيها رجل مثل هذا الغريب
هذا الذي يعرف تأريخنا
ويتقمص اجدادنا …..ويحمل شارته
هذا الرجل العجيب ….
 يؤمن(( بالساتياغراها))*
….يرفض العنف…ويشهر الحق 
لينتصر بالنهاية من دون سلاح
هذا الناسك الزاهد البسيط المتعفف 
تجاهلوه حينها …..
وحاربوه …واضطهدوه…
وحاولوا قتله مرات ومرات
وظل المحتلون وراءه …
 واخيرا فاوضوه
لينتصر وتنتصر ارادة البسطاء
ويختصر احتمالاته …..
ويعبر بشعبه نحو مجد الحياة
…….
صدقوني
لم تقتله طلقات ((ناتورم جوتسي))*
ولم تغيبه لعنات المتشددين
ولا طعنات الانتهازيين ولا الحاقدين
لقد حاول في شد الاواصر ونجح
و عاش في القلوب والكتب الجامعية
وكراريس الاطفال وقبعات العمال ….
وشالات النساء ورداء الفلاحين
وصباحات ((الاوتوا))
 و((الركشات.))….((والباصات))
والاعلانات اليومية
 وبرامج الانتخابات
هو الان…… 
بكل المدن الهندية يمشي .. 
لم يبعده الصمت ولا الموت
ولم يلغ الجسد  الحرق
فهو الان يطير في الرذاذ
ويعبر الافاق …
في صباحات ضباب ((كانتورا))
وانتباهات… نيودلهي..
وفي مساءات …بومباي …الصاخبة
اوفضاءات ((بنكلور)) الحالمه
وفي كل مكان يعرف معنى
غاندي ……كاندي…
…((Gandh)…
هو لا ينسى ابدا …..
لقد صار دستورا لبلاد الهنود
وصار رمزا للحرية والانعتاق
والحب والتآخي والالفة 
وهو الان يحكم العالم بمبادئه
الى يوم يبعثون
ويعشقه المظلومون والمحرومون
بكل زمان و مكان
…………………….
أشارات
 *الاسم الشائع للمهاتما
الساتياغاراها هي فلسفة اللاعنف
والساتياغراهي يحاول تغيير علاقة الصراع الى علاقة يسودها التقديروالاحترام والثقة ويعمل على تطهيرها من الارتياب وسوء النية
الاسماء بين الاقواس لبعض المدن الهندية
ناتورم جوتسي هوالرجل الذي قتل المهاتما …
علي رحماني/ بونا الهند /2015/3/18

 

أحدث المقالات