23 ديسمبر، 2024 5:24 م

انشقاقات التيار الصدري حلم يراود الكثيرين لكنه صعب التحقيق

انشقاقات التيار الصدري حلم يراود الكثيرين لكنه صعب التحقيق

كثيرة هي المقالات التي كُتبت حول هذا الموضوع وهو الانشقاقات المزعومة بين صفوف التيار الصدري من على صفحة موقع كتابات أو مواقع الكترونية عديدة, وكأن مشاكل العراق السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها قد وجدوا الحلول الناجعة لها ولم يتبق لدى هؤلاء الكُتاب الطيبين سوى موضوع انشقاقات التيار الصدري, وهم يعيشون حالة من القلق وعدم الاستقرار بسبب هذا الحلم الذي يراودهم لسنين طويلة, ومن حقهم أن يحلموا مادامت الأحلام ليست عليها رقابة أو ضرائب مادية بل ضريبة الحلم هو الانتظار وطول فترة النوم وان كانت هناك أحلام تسمى أحلام اليقظة, على العموم مهما كانت الطريقة التي يحلمون بها المهم هي النتيجة المنتظرة من ذلك الحلم, عشرات المقالات التي تملئ المواقع الالكترونية ولا يمر أسبوع إلا ويطل علينا احد الأحبة من أبناء وطننا العزيز بمقال حول انشقاق داخل التيار الصدري ولا اعلم كيف تكون الانشقاقات بهذه الكثرة الهائلة ومازال التيار يمسك بالشارع وخير دليل على ذلك الذكرى السنوية لاستشهاد المولى المقدس والمسير المليوني الذي لا يحتاج إلى تعليق, وإذا كانت الانشقاقات كما يدعون بهذا الحجم الذي يستوجب أن يكتبوا عنه المقالات  فيفترض أن يؤسس المنشقون في الوقت الحالي أحزاب أو تيارات أو جمعيات أو غيرها من العناوين وهذا غير موجود على ارض الواقع, الكل يعلم إن أغلب الأحزاب والتيارات والجهات الفاعلة في الساحة العراقية  حصلت في صفوفها انشقاقات كثيرة ولم يكتب هؤلاء الكتاب عن تلك الانشقاقات ويبدو إن مهمتهم هي رصد كل صغيرة وكبيرة على هذا التيار والدوافع واضحة ولا تحتاج إلى شرح وتوضيح وبيان, سادتي الكرام احلموا كما تشاءون وارسموا أمنياتكم في صحراء الوهم واكتبوا بما أوتيتم من فصاحة القول, واستهلكوا أقلامكم ومدادها فكم كتبتم وكم ستكتبون فكأنكم كمن يكتب على صفحات الماء لا اثر له ولا تأثير, نصيحة مجانية وظفوا أقلامكم بمواضيع تخدم الوطن وفقراءه, أكتبوا عن المفخخات التي تحصد أرواح الأبرياء بلا رحمة, اكتبوا عن الاحتلال وجرائمه, أكتبوا عن السراق الذي يسرقون رغيف خبز الجياع, أكتبوا عن الهروب المتكرر للإرهابيين من السجون العراقية, أكتبوا عن البطالة وكيف نجد الحلول لطوابير الخريجين الذين يفترشون الأرصفة والمقاهي, والكثير من المواضيع التي هي أهم من موضوع الانشقاقات التي أصبحت همكم وهاجسكم وحلمكم الذي لم ولن يتحقق, سادتي يامن تروجون لموضوع الانشقاقات داخل البيت الصدري المبارك كم أنتم مساكين لأنكم لا تفقهون الواقع الصدري جيداً ومن الصعب عليكم أن تفهموا أبجدياته في الانتماء والولاء والطاعة لقيادته, سادتي لم يكن ارتباط أبناء التيار الصدري ارتباطاً حزبياً أو نفعوياً أو ارتباطاً شكلياً خالياً من المضمون والأهداف الجوهرية, بل هو ارتباط عقائدي وارتباط العقيدة كما تعلمون هو السلاح الذي يرهب الأعداء ويقوض مشاريعهم ويبعثر أوراقهم  ويربك خططهم, التيار الصدري بوحدته وتماسكه وطاعته لقيادته سيجهض كل المشاريع التي تحاول أفراغ الساحة العراقية من التيارات الوطنية التي تقف حجر عثرة بوجه الوجود الأمريكي على أرض العراق المقدسة.