23 ديسمبر، 2024 3:36 ص

انشقاقات التيار الصدري حقيقة ام وهم؟

انشقاقات التيار الصدري حقيقة ام وهم؟

كثرت في الآونة الاخيرة بين ابناء التيار الصدري مصطلحات الانشقاق والمنشقين وهي  كلمات انا على يقين ان اغلب من يرددها لا يعي خطرها وقد لا يفهم معناها اصلا لان معنى الانشقاق هو ان تكون منتميا لجهة معينة او فكرة معينة ثم تعلن  انشقاقك عنها وهو حالة طبيعية تشهدها وشهدتها كل الحركات السياسية والدينية  ومنذ اقدم الازمنة الا اننا يجب ان نفرق بين الانتماء لجهة معينة وبين التواجد في تلك الجهة فكل من اعلن انشقاقه او سيعلن انشقاقه لاحقا عن التيار لم يكن في يوم من الايام منتميا للتيار الصدري وانما كان متواجداً بين صفوف ابناء التيار وهناك فرقا شاسعا بين المعنيين وهذا نفسه يمكن ان نلاحظه في صدر الاسلام حيث كان هناك من الناس قد تواجدوا بين صفوف المسلمين ولم يكونوا مسلمين لذلك فنحن نخطأ عندما نقول ان فلانا ارتد عن الاسلام والسبب في ذلك واضح جدا حيث انه لم يعتنق الاسلام اصلا ولم تسري في روحه تعاليم الاسلام الحقة وهكذا  في كثير من الحركات الاصلاحية التي شهدتها البشرية واما الاسباب وراء ذلك فهي كثيرة واكثر مما تحصى وفيما يتعلق بالأسباب التي دفعت البعض الى الخروج من التواجد بين ابناء التيار والذي يسميه البعض (انشقاقا) فهي كثير ومنها :
1. هناك  الكثير من طلبة العلوم الدينية في النجف الاشرف  كان يعانون من شظف العيش والفقر المدقع والى درجة كانوا يتنقلون بين البرانيات للحصول على الفتات من العيش ومبالغ يسيرة جدا لاتسمن ولا تغني من جوع وكان معتادين على ذلك ولكن فجأة انخرطوا  بين صفوف التيار بل والاكثر من ذلك فقد تبوؤا مناصب قيادية وملكوا السيارات والحمايات واصبحوا يقال لهم (علي وياك علي ) وكان نتيجة ذلك انهم وقعوا في الوهم ولم يستطيعوا تحمل الموقف وظنوا انهم انما وصلوا الى ذلك بكفاءتهم وجهادهم واعتياديا النفس الامارة بالسوء موجودة وخفق النعل موجود لذلك  اقدم هؤلاء وسيقدم غيرهم وممن هو على شاكلتهم  على الانشقاق .
2. قسم من الشخصيات كان تواجدها بين صفوف التيار (طلبا للعافية) والحصول على الامتيازات التي يمنحها التواجد بين ابناء التيار وخصوصا ان اغلبية ابناء التيار ذوي نفوس بريئة ويحترمون ممن يطلق عليهم القيادات  لذلك فبمجرد ان تتخذ القيادة الصدرية والتي لا يشك بحكمتها واخلاصها امرا معينا يشم من خلاله شيء التغيير يقدم هؤلاء على اعلان انشقاقهم .
3. قسم من الشخصيات كان تواجدها بين صفوف التيار لمرحلة معينة حيث كان للتيار الكأس المعلى في كل الامور وكانت السطوة واضحة جدا في كل مرافق المجتمع ولكن بعد اتخاذ القيادة الصدرية لكثير من الاجراءات والتي لا يشك بحكمتها وخصوصا تجميد جيش الامام المهدي وغيره من القرارات فقد هؤلاء المسوغ من البقاء لذلك اعلنوا انشقاقهم .
4. قسم من الشخصيات المتواجدة بين صفوف التيار لا تعرف ماذا تريد وما لا تريد ولا تريد ان تعرف ماذا تريد فهي تنعق مع كل ناعق وتميل مع كل ريح  لذلك عندما وجدت هذه الشخصيات ان هناك دعما حكوميا للذي يفكر بترك التيار وهناك الكثير من الامتيازات بانتظاره اقدمت هذه الشخصيات على اعلان انشقاقها .
5. قسم من الشخصيات المتواجدة بين صفوف التيار عرفت خطورة المرحلة واهمية الدور الذي يضطلع به التيار والقيادة الصدرية في قيادة الامة وايصالها الى بر الامان ولان هذه الشخصيات غير مؤهلة لا تتحمل الصعوبات (بزر جكليت) اختارت الانشقاق لأنه اسهل الطرق وقد يحفظ بعض ماء وجهها .
6. قسم من الشخصيات كان تواجدها لفترة معينة اي انها تواجدت بين صفوف التيار لتعلن انشقاقها في الوقت المناسب وبتوجيه قد يكون داخلي او خارجي .
7. قسم من الشخصيات المتواجدة بين الصفوف من الموالين وقد يكونوا مخلصين الا انهم وقعوا في وهم او فهم خاطئ لحالة معينة وهي ان وجود بعض الشخصيات التي يعتقد هؤلاء عدم اهليتها للتواجد قرب القيادة لذلك وكرد فعل على ذلك اعلنوا انشقاقهم .
8.  قسم من الشخصيات المتواجدة بين صفوف التيار هزيلة وافكارهم صبيانية وغير ناضجة لذلك وجدت هذه الشخصيات ان هناك (مودة) في هذه الايام وهي الانشقاق من التيار الصدري لذلك اعلنت تلك الشخصيات على الاعلان انشقاقها .
9. هناك نفس او توجيه بضرورة تضخيم موضوع الانشقاقات وانطلاقا من (كذب كذب حتى يصدقك الناس) والا فان الموضوع في حقيقته ليس كما يتصور وان حالات الانشقاقات بسيطة ومحدودة جدا .
هذه بعض الاسباب التي اعتقد انها قراءة تصلح لموضوع الانشقاقات في التيار الصدري والتي يمكن ان نخلص الى حقيقة وهي انها(اي الانشقاقات) لا تستحق الاهتمام بها واعطائها اكثر مما تستحق لان الله يقول في محكم كتابه العزيز (انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ) .