23 ديسمبر، 2024 4:17 م

انسحاب السّنة … مالايدرك كله …!

انسحاب السّنة … مالايدرك كله …!

لايختلف اثنان على حقيقة الاهمال والشعور بالغبن والظلم الذي تعرض له اهالي المدن السنية خلال السنوات الأخيرة ، بسبب سلوك الإستعلاء والأستبداد في منهج حكم المالكي وما انتج من ويلات للسنة والعراقيين جميعا.
عاش اهالي السنة اصعب سنوات حياتهم في ظل ارهاب الحكومة وسلوكياتها القمعية التي انتهت الى القتل والإبادة للمدن من قبل القوات الامنية والعسكرية وقصف الطائرات المتواصل على الفلوجة وسواها ، او من قبل سلوك القاعدة وداعش والتجمعات الأرهابية والمسلحة التي تحمل مسميات عديدة ، لكنها تلتقي بهدف ابتزاز الناس والمتاجرة بدمائهم وارواحهم .. !

هذه الحقائق اصبحت واضحة للجميع وهي شاخصة عند السياسيين الممثلين للمدن السنية الذين انسحبوا الان من مفاوضات تشكيل الحكومة نزولا عند تنفيذ مطاليبهم .
ولااريد ان اخوض في شرعية تلك المطاليب واحقيتها ، أو في قدرة شركاء العملية السياسية (اي التحالف الشيعي ) على قبولها والتفاعل معها وطنيا ، ولافي قدرة السيد العبادي على تنفيذها سيما وان بعضها قد تكلست ضمن العديد من الأخطاء والجرائم الوطنية ..!

السياسيون المفاوضون يحاولون تبييض وجوههم امام جمهورهم النازح والمدن الخاوية التي يمثلونها ، بمعنى استرداد مواقعهم بين جمهورهم الذي اصابه اليأس من كل شيء وهو يعيش التهجير والذلة او في انتظار موت داعشي او ميليشياوي !

لايعنيني على ماذا اختلف وانسحب المفاوض السني ، لكني اقول له تذكر القاعدة الفقهية التي تقول ؛ مالايدرك كله لايترك جله ..! واذ اصبحت البلاد تقف على مشارف مرحلة جديدة ليس فيها ظل لمظالم المالكي وطغيانه ومشروع قتل الوطن ، ووصف الناس بالفقاعات النتنة ، هذا الواقع الجديد الذي دفعت اثمانه من دماء العراقيين والجهود السياسية الوطنية والدولية ينبغي ان لايضيع ، وانما يستثمر من قبل السياسي الوطني سواءا كان سنيا او شيعيا ، وان تركز الجهود ليس على النسب وحصاد الوزارات والمكاسب والأموال والنفوذ ، بل في امكانية انتاج عراق مدني ومواطنة عراقية تقوم على التكامل والتكافؤ بالفرص بلا عنوانات طائفية وعرقية ، ترى هل يدرك السياسي العراقي المفاوض هذه الحقائق ..؟
ارجو ذلك قبل فوات الأوان والدخول في نفق الجحيم الذي بشرهم به البعض .