23 ديسمبر، 2024 12:40 م

اليوم شاهدت تفاقم الماسات لدرجة لا تحتمل في اغنى بلد في العالم ولا توجد في افقر بلد في العالم التي تحتاج لخلية ازمة ومعالجة فورية اكثر من اية ازمة اخرى لقد هزتني الحالة اكثر من اية حالة ماساوية رايتها في حياتي بحيث شعرت بالعار و بتانيب الضمير والانحصاروالاحباط وكانني احد المسؤولين في الدولة لان لها دلالات كارثية على الوطن والمجتمع وان تبدو اعتيادية في وضع العراق المزري.ضمن مقابلات مراسل البغدادية مع عمال المسطر في ساحة الطيران في بغداد ظهر بان معظمهم من المحافظات الجنوبية ومنهم حوالي 200 عامل فقط من ناحية الفجر قضاء قلعة سكر العائد للناصرية ومنهم من قضاء الشطرة التي كانت عاصمة الامبراطورية الاكدية قديما وهم تركوا عوائلهم واهاليهم ومناطقهم الامنة طالبين العمل ولقمة العيش في بغداد الغير الامنة. ساكنين في فندق قذر باجرة 2500 دينار في اليوم محرومين من النوم بسبب الحر الشديد بدون مبردة ومع هذا يتمنون ان يشغلهم احد ولا يحضوا بالعمل الا لبضعة ايام بالشهر ولا يتمكنون العودة لاهاليهم خاوي الوفاض فينتظرون من دون جدوى.والانكى من ذلك ان في مناطقهم يعمل الكثير من العمالة الاجنبية في المشاريع النفطية وغيرها.اليس حال هؤلاء اسواء من حال النازحين؟لان النازحين يعلمون ان حالتهم وقتية وتاتيهم المساعدات من كل صوب ولو هناك تقصير بحقهم وربما يتحملون بعض المسؤولية عما جرى لهم لانهم على الاقل مناطقهم كانت حاضنة للارهاب منذ سقوط نظام البعث بحجة المقاومة المسلحة ضد المحتل وثم اصبحوا حاظنة للاعتصامات التي عزلوا انفسهم بها عن بقية الشعب العراقي برفع شعارات طائفية وبعثية استغلها البعثيون وداعش بحجة انهم مهمشين من قبل الشيعة وهذا حال الشيعة عسى ان يستوعبوا الدرس. اما هؤلاء المساكين ما ذنبهم وهم لم يعترضوا على نهب ارزاقهم وثرواتهم التي نهبها حيتان الفساد لكنهم يطلبون الحد الادنى ليقيهم الفاقة والعوزبان تكون هذه الحيتان اصحاب ذوق سليم بحيث يادوا الحد الادنى مما يملي عليهم واجبهم تجاه هؤلاء ليسدوا رمقهم.انهم ليسوا من ربع الشعب العراقي الذي يعيش تحت خط الفقر وانما تحت تحت خط الفقر اي في الحضيض وحيتان الفساد يلعبوا بملياراتهم من الدولارات ولا يحسون بهم .ان مصيبتنا مضاعفة لان فاسدينا ليسوا كالفاسدين في العالم الذين يادون على الاقل الحد الادنى تجاه واجبهم لكن فاسدينا بالاضافة الى كون فسادهم ليس بالمستوى الاعتيادي وانما لا معقول فهو مقرون بالجهالة وقلة الذوق ايضا.يا ايها الفاسدين الذين قد نبرر لكم فسادكم لانكم ربما لم تكونو فاسدين بطبعكم وبالفطرة بل كنتم مناضلين ناكرين الذات لاجل شعبكم لكنكم جئتم بعد عقود من حكم البعث الذي خرب النفوس وقلب الموازين والقيم والمقاييس وشجع خرق الانظمة والقوانين والعرف الاجتماعي والاخلاقي ورب الشعب تربية خاطئة منحرفة وترك تركة ثقيلة لا تقوون معالجتها وضعفتم امام المغريات وجرفكم تيار الفساد الموجود و المؤسس له من قبل حكم البعث والمشجع من قبل الامريكان.لكننا لا نسامحكم على قلة ذوقكم او جهالتكم. وخاصة وان بدايتكم كانت خاطئة فبديتم بالقاب بدوية اقطاعية ارستوقراطية (معالي—ودولة-والفخامة وغيرها) مع توجهكم لنهب الاملاك الحكومية وهي ملك الشعب وليس ملك نظام البعث .وغلبتكم المظاهر والفخفخة التى تدل على قلة ذوقكم لانكم لا تشعرون بالمواطنين الذين اوصلوكم لمراكزكم ومنهم من يعيشون على المزابل ومنهم من ليس لهم ماء صالح للشرب ما بالكم عن الكهرباء والبطالة متفاقمة لانكم تنهبون ولا تعملون لبناء دولة مؤسسات بل دولة مبنية على الفساد.ومضى عليكم اكثر من 12 عاما في الحكم فاين ذوقكم وكفائتكم وغيرتكم على وطنكم الذي كاد ان يضيع بسببكم.وحتى نواب الشعب كما ظهروا في برنامج مسؤول صائم

لا يشعرون بماسات شعبهم والا ما معنى ان تنصبوا مائدة طويلة مما لذ وطاب وانتم شخصين لكي تتظاهروا بالفخامة والابهة امام شعبكم المسكين افلا يدل على قلة ذوقكم قبل كل شيء؟ وخاصة وانتم صائمين والصوم المقبول هو الفطور لسد الرمق فقط . فبادروا بانقاذ هؤلاء فورا عسى ان يغفروا لكم وهم من اطيب الناس ساكتين عليكم لحد الان ولكن اتقوا شر الحليم اذا غضب.على حيدر العبادي ان يجمع حيتان الفساد من شيعة وسنة واكراد ويطلب منهم اسعاف هؤلاء فورا والا فهو يتحمل المسؤولية الاكبرمهما كان نزيها.