19 ديسمبر، 2024 12:50 ص

اندية متخومة .. اندية محرومة !

اندية متخومة .. اندية محرومة !

يبدو ان خارطة اندية الدوري العراقي للموسم المقبل اتضحت معالمها بعدان انتهى الموسم الكروي لأطول دوري في العالم ,وبعد ان نجح الاتحاد العراقي لكرة القدم (ولحد الان) في التمسك بقراره بموضوعة هبوط الاندية الاربعة ,والبقاء على (16) فريقاً في الموسم المقبل ,وهذه الخطوة (انْ استمرت) ستحسب لاتحاد الكرة والتي ستساعد وبدون شك في ارتفاع مستوى الدوري العراقي مع ارتفاع وتيرة حدة المنافسة بين الفرق المشاركة ,والذي يتأمل الفرق ال(16) المشاركة بالدوري الجديد ,يلاحظ بوضوح تام ان هذه الفرق تنقسم الى ثلاث مستويات من حيث المؤهلات المالية للفرق , فهناك فرق المستوى الاول وهي الفرق الشمالية الثلاثة (اربيل , دهوك , زاخو) وهذه الفرق المتخمة بالاموال اضافة الى وجود الادارات التي تعمل وفق منهج احترافي صحيح فهذه الادارات تتعامل احترافياً مع اللاعب والمدرب بكل مهنية واحترافية لذلك نراها ناجحة في عملها اضافة الى بناها التحتية المميزة والتي جعلتها تستقطب النجوم من اللاعبين والمدربين العرب والاجانب ,وفي المستوى الثاني تقف اندية المؤسسات وهي اندية (الشرطة , الجوية , الزوراء , بغداد , النفط , الكرخ , الميناء , نفط الجنوب , نفط ميسان , المصافي , الطلبة ) هذه الاندية التي ارتبطت مع وزارات او مؤسسات حكومية أمنت لها مصدر تمويل مكنها من ان تمارس عملها رغم ضعف الجانب الاحترافي الاداري في بعض ادرات هذه الاندية لكنها استطاعت ان تؤسس لها منهجية في العمل واخذت تنافس الفرق الشمالية في استقطاب النجوم من اللاعبين والمدربين وماينقص هذه الاندية هو افتقارها للبنى التحتية والتي اخذت بعض هذه الاندية تخطو خطوات جادة ومثمرة في معالجة هذا الموضوع , ورغم ذلك نقول ان اندية المؤسسات لازالت تفتقر الرؤية الصحيحة في العمل الاحترافي والتي نأمل ان تتطور منهجية العمل في ادارات هذه الاندية والتي تشكل العمود الفقري للكرة العراقية , وفي المستوى الثالث يقبع ناديا النجف وكربلاء واللذان يعيشان ومنذ وقت ليس بالقصير تحت مستوى خط الفقر , ولازالت معاناتهما مستمرة رغم محاولات ادارتا الناديين في مواصلة المشاركة في الدوري والتشبث بالبقاء في دوري الاضواء , فقد كان لهذا البقاء في دوري الاضواء بالنسبة لناديي النجف وكربلاء ثمناً باهظاً دفعه اللاعبون والمدربون والجماهير اضافة الى ادارتي الناديين  ,ان حالة الحرمان وشظف العيش والتي يعانيها ناديا النجف وكربلاء ستبقى مستمرة مالم تجد ادارتا الناديين حلاً لهذه المشكلة , فعملية الاعتماد على منح وزارة الشباب والرياضة البائسة جداً , وكذلك الاعتماد على مجالس المحافظات والتي تتعامل وفق نظرية (المغذي) قطرة قطرة , ستؤدي بالنتيجة الى تراجع وانهيار الناديين خاصة ونحن على اعتاب موسم كروي مختلف كلياً عن الموسم السابق خاصة بعد ان ارتفعت بورصة انتقالات اللاعبين جراء المنافسة الحادة بين اندية المؤسسات والاندية الشمالية ولا نعرف مالذي ستفعلة ادارتا ناديي النجف وكربلاء وسط هذا السباق المحموم بين الاندية , فبعيداً عن حالة الصراخ والعياط والاستغاثات التي لاتغني ولاتسمن من جوع , نقول على  ادارتي ناديي النجف وكربلاء ايجاد حل سريع من خلال ارتباط الناديين بمجلس المحافظة بشكل قانوني يؤمن من خلاله النادي مصدراً ثابتاً للتمويل من اجل تمشيةامور النادي اضافة الى تفعيل الجانب الاستثماري من خلال ورقة عمل قانونية مع وزارة الشباب والرياضة , في ماعدا ذلك ستبقى ادارتا ناديي النجف وكربلاء تمارس سياسة الاستجداء والتسول على ابواب المسؤولين في الحكومة المحلية في النجف وكربلاء والتي ستبقى تتحجج بعدم وجود ابواب صرف قانونية من ميزانية المحافظة للاندية الرياضية اضافة الى انتقائية ومزاجية المسؤول في التعامل مع الجانب الرياضي خاصة اذا ماعرفنا ان بعض المسؤولين في مجالس المحافظات  يعتبر الرياضة ترفا وبطراً , بل هي رجس من عمل الشيطان , ان دخول انديتنا العالم الاحترافي وانتشار ثقافة الاحتراف الرياضي بين اللاعبين والمدربين والاداريين جعلنا نشعر بان الرياضة العراقية تعيش حالة صراع طبقي كبير مما جعلنا نميز اندية الدوري العراقي فهناك اندية متخومة , وهناك اندية محرومة . 
[email protected]