في إحدى الأماكن الذي يجتمع فيه مجموعة من ممثلي المؤسسات الحكومية كان احد الجالسين الذين يحاولون سد الفراغ الموجود في حيز المكان والتغطية على اخطاء من يمثل من الدوائر فقد انتقد بهدوء خطط التنظيف وتمنى ان تكون بطرق عصرية واخذ يذكر صور في البلدان المتقدمة التي زارها وبعد ان استهوت صوره الجالسين بدأ كل يقاطعه ليعقب على هذه الأخطاء التي يراها في منطقته حتى لم يبق فضاء للرد من ذلك الشاب الذي جاء مندوب جديد عن تلك الدائرة الا انه حاول ان يبين لهم صورة مضيئة تنسيهم تلك الاخفاقات التي يسردونها فذكرهم بذلك الرجل الذي ينحني ضهره اكبارا لمكان عمله الذي يؤمه الكثير من القادمين وهو يلبس الملابس الجميلة ويحاول ان يجعل المكان يحفل به على الرغم من قذارة العمل وسوء تعامل الناس معه واستغلالهم لجديته, الحاضرين الذين إستهوتهم القصة وتمنى كل منهم ان يرى هذا الرجل العامل بغير اجرة المفترض, فيما بادر المرؤوسين برغبتهم بتكريمه في محفل كبير لكي يقتدي به اقرانه ,مساء ذلك اليوم هو الآخر كان متلهف ليجعل طريقه من ذلك السوق الذي يزاول عمله عامل النظافة موضع تنوير قصة اجتماع الصباح وفعلا لفت انتباهه نظارته واناقته المتواضعة وهو يجر العربة الكبيرة وادوات العمل الشاق دون ان يحفل بالسباب او بالعاملين المتقاعسين كانما هو يحمل نفسه مبدأ يخجله من ان تظهر بلدته بشكل غير لائق في نضر الزائرين والسياح الكثر,ولان كثرة الاعمال والهوايات انسته ذلك الموضوع مثلما نساه الجميع ولم يفي احد بما قال ب وبعد اشهر كان يقصد ذلك السوق سويا مع يطلب حاجة ما فلاح له رجل حسب ان صورة عالقة له في ذهنه كأنه تطرقه في سردياته او تذكره في احدى الاجتماعات كثيرة النضار وفي زحام السائرين توقف ليتذكر منه شئ فلم يعرف من هذا الذي يرتدي كل هذه الملابس الباليه والظهرالذي يشبه السهم المكسور حاول ان يتذكره في ما تبقى من الصور العالقة في خياله الا ان سرعت هذا الكائن الوئيدة كانت اقل مما تسعفه ذاكرته على تذكره فاكمل سيره خائفا من ان ينسى مشاغله التي جاء من اجلها.