داعش فقبل اي حديث عنها يتبادر لذهن القارئ بعد كل ما تم ذكرسابقا الجزء الاول اعلاه ، سؤال
مهم وهو من يقوم بالتفاوض عن داعش واين هو الخط او الواجهة السياسية لهذا التنظيم ؟؟؟ وماهو المشروع السياسي لهم ؟؟؟
فالجانب السياسي مكمل للجانب العسكري وبدون وجود مشروع سياسي لا يمكن الحصول على نتائج من العمل العسكري (ولنا في رسول الله اسوة حسنة فكان (عليه افضل الصلاة والسلام يفاوض ويعقد الصلح ويجلس مع اعدائه للحوار ويعقد الهدنه وخير مثال هو (صلح الحديبية) وكذلك الصحابة والخلفاء من بعده رضي الله عنهم اجمعين بالإضافة الى امر مهم يتمثل في ان عدم وجود واجهة سياسية لداعش ، سيدفع المجتمع الدولي والعربي للتفاوض مع ايران فقط كونها الطرف الرئيسي الاخر على الساحة والذي يمتلك واجهة سياسية فاعلة وقادرة على استثمار ما تحققه هنا وهناك على الارض .
من الجدير بالذكر ان الاسلوب الذي يتخذه القادة العسكريين لداعش في هذا الوقت هو اسلوب حرب العصابات وحرب الشوارع والكر والفر اي بمعنى اخر حروب الاستنزاف وليست حروب تحرير اي انها تستخدم مجاميع صغيرة من المقاتلين المتمرسين على قتال الشوارع لاستنزاف الدولة العراقية في اماكن مختلفة من العراق وسوريا وغيرها فنراها تدخل مدينة معينة وبعد يوم او اكثر تنسحب منها وهذا لا يعني انها لا تمتلك القدرة على تحرير المدن والزج بآلاف المقاتلين فيها لمسك الارض والاستبسال في الدفاع عن هذه المدينة والجميع يعي امكانات داعش وطاقاتها وحجم القوة التي تمتلكها (ولكن هناك حدود وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها او السماح المساس بها او التقدم نحوها) . (وهنا نسأل لماذا تقوم داعش بهذا الاسلوب وهي قادرة على تحرير المدن ومسك الارض ؟؟؟ يتبين لنا هنا ان الدولة الاسلامي ة بهذا الاسلوب تقوم باستنزاف طاقات الدولة وإمكاناته المادية والبشرية وإحراجه سياسيا وإضعاف مواقفه ، والسؤال هنا الى متى سيستمر هذا ؟؟؟ ،
هنا نعود الى بداية حديثنا اي بمعنى اخر ان هناك مفاوضين وخط سياسي وهناك مشروع سياسي يحدد خط الشروع للتحرير لهم
ولاننسى ان لداعش نفوذ واسع في دول عدة وأعلنت العديد من الفصائل والحركات الجهادية البيعة لها بالإضافة الى العراق والشام وهي ولاية سيناء (مصر) وليبيا والمغرب العربي (الجزائر وتونس والمغرب) وأفريقيا وولاية خراسان (شمال شرق افغانستان وأجزاء من شمال غرب باكستان..) ، وبهذا باتت شبه مسيطرة على ساحة الجهاد العالمي بدل تنظيم القاعدة بقيادة الظواهري .
امريكا والدول الغربية اختارت ايران و دعتها لطاولة المفاوضات لان لها مشروع سياسي واذرع فاعلة في المنطقة وتجيد التفاوض بالإضافة الى كون المشروع الفكري الذي يتجسد بولاية الفقيه هو عامل رئيسي وأساسي في اختيارها للتفاوض والبحث عن تفاهمات معها حول المنطقة .
اما الدول العربية وللأسف الشديد لا تمتلك اي طموح او مشروع سياسي يعمل على جذب الغرب واستقطابه للتفاوض فبعض الدول العربية في حالة فوضى وصراع وبعضها يمر في ازمات ويعتاش على المعونات والبعض الاخر قد اتعبت حكامهم كروشهم وأرهقهم الترف وآخرين اصابهم التخبط وأحسوا بحجم الخطر ولكن لا يجدون سبيلا لدرئه ولا يملكون الجرأة لاتخاذ القرار الصائب .
بقيت داعش ومن معها والتي تمتلك مشروع ونفوذ واسع في المنطقة هي الخندق الوحيد والطرف الاقوى على الساحة الذي يقابل الخندق الايراني الامريكي ويقف بالضد من مشروعهما والتي يمكن على القوى العالمية والدول العربية المناوئة لمشروع امريكا وإيران في المنطقة ان تتفاوض وتجلس معها للحوار .
اذن لماذا لا يوجد حل واضح او اتفاق مع بقية الاطراف الدولية والعربية ؟؟؟
وهنا نصل الى ثلاثة احتمالات ، هي :
أ . عدم تقبل جميع الاطراف الدولية والعربية بما يسمى الدولة الاسلامية او من ينوب عنها في التفاوض ورفضهم القاطع لمشروعهم ووجودهم في المنطقة .
ب . وجود خلل في المنظومة السياسية لداعش او من ينوب عنها في التفاوض مع بقية الاطراف .
ج . حدوث انقسام دولي وإقليمي وعربي حول الدولة الاسلامية او من ينوب عنها في التفاوض يحول دون الوصول الى اتفاق فيما بينهم (اي الاطراف المذكورة انفا .
وبغض النظر من هو الذي يفاوض في الدولة الاسلامية او بالنيابة عنها نستدرك بالقول :
ان المأزق الذي يمر فيه في العراق والشام هو سياسي وليس عسكري .
ملاحظة : لم نقم بالتعمق في التفاصيل وحاولنا رسم المشهد وتوضيح الصورة بإيجاز قدر المستطاع وكل ماتقدم اعلاه يعبر عن وجهة نظر فقط لاغير .