بشّرنا السيد السوداني في مؤتمر صحفي بعد عودته للبلاد ان كابينته الوزارية انجزت في سنتها الاولى فقط 80% من برنامجه الحكومي ، فبشره الله خيراً وابقاه ذخراً للعراق لينهي الـ 20% الباقية لنعيش بسعادة البنين والبنات والخير الوفير حتى تتشكل لدينا وزارة السعادة !
من حقنا كمواطنين ان نفخر ان رئيس وزراء لنا ينجز 80% من برنامج الاربع سنوات في سنة واحدة فقط لاغير اختصاراً للزمن وسباقا معه حتى نلحق بالأمم القريبة منّا قبل البعيدة ، وسيكون من حقّنا ان نطالب ببرنامج حكومي آخر يتجاوز فكرة الواجبات الى فكرة الانجازات !
هفوة السيد السوداني ، لا قدّر الله ، انه كثير الخلط بين الواجب والانجاز وما سوف يكون ، فيعتبر ان مجرد تكليف شركة باعداد تقرير لتطوير مطار بغداد الدولي انجازاً ، واستكمال 490 مشروعا متلكئاً منجزاً دون ان يكلف نفسه ذكر أي مشروع كبير واستراتيجي من الـ 490 مشروعاً نفخر به أمام الامم !
وفيما الحزمة الاولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية لم تفتتح بعد ، يبشرنا بالحزمة الثانية التي ستُقر فور النظر بالوضع المالي لها ، وجيب ليل وأخذ عتابة حتى يصدّق البرلمان العزيز على الموازنة الجديدة وتعديلاتها التي ستخضع للاجندات السياسية !
ولاننا شعب يحب المستقبل يواصل السيد لسوداني تبشيرنا ، سيكون لنا انجازاً كبيراً في اكمال المدارس خصوصا الالف مدرسة ضمن الاتفاق الصيني وكذلك تنفيذ 400 مدرسة ضمن صندوق العراق للتنمية و اكملنا كل الإجراءات لإنشاء 15 مستشفى في الاقضية وجاري العمل على اكمال هذا الملف ..يعني بعدنه على الورق والحمد لله على اقدارنا هذه !
لا نريد ان نحمّل السوداني اكثر مما فيه ، فالرجل ورث تركة ثقيلة كما ورثها الذي قبله من الذي قبلهم وهكذا ابتداءً من 2003 حتى مطلع الفجر ، لكننا كمواطنين تنطلق افكارنا من فكرة ، بعض الظن اثم ، بإمكاننا ان نطرح بعض الاسئلة على قضايا مازالت عالقة وهي لاتقل اهمية من خرائط المستشفيات فنقول :
ماذا بشأن السلاح المنفلت خصوصا وان اشتباكات الاخوة الاعداء اصبحت اسبوعية حتى في بغداد ؟
ماذا بشأن استمرار سيطرة سعر الدولار الموازي على السوق ؟
ماذا بشأن التعديل الوزاري الذي أصبح من عالم النسيان ؟
ماذا بشأن منهبة العصر على يد نور زهير وازلامه ؟
ماذا بشأن قضية جرف الصخر المعلقة والهلامية والمتخمة بالأسرار ؟
ماذا بشأن حرية الرأي والتعبير بغلق منصة الدكتور حميد عبد الله ومنع الدكتور يحيى الكبيسي من الظهور الاعلامي وغلق وكالة الونان ؟
ماذا بشأن سياسيين يبحثون قضايا التسليح مع سفراء ؟
ماذا بشأن حل 1% من المشكلات المؤجلة مع اقليم كردستان ؟
ماذا وماذا وماذا دولة الرئيس؟
الله يكون بعونك خصوصاً وانت تبشرنا انك تلقيت خطاباً رسمياً من السفارة الاميركية بالمواقفة على مخرجات الاجتماع الذي عقد في واشنطن في تنفيذ الاتفاق بشأن جدولة انهاء مهام التحالف الدولي..
ومن حقنا اخيرا ان نسألك ومن حقنا عليك ان تجيبنا حتى ننهي جدل المتجادلين :
هذه القوات صديقة أم حليفة أم عدوّة ..استشارية أم قتالية ولماذا لاتقدّمون طلباً رسمياً للحكومة الاميركية بسحبها مشكورة ؟!!!
والشكر موصول لجنابك مقدماً..