بادئ ذي بدء يجب الإقرار أن ما من نقابة مهنيه عراقيه تعرضت للأذى والملاحقة ومحاولات التقسيط والتسفيه طيلة ثلاثة عشر عاما مضت ولا تزال مثل ما تعرضت إليه نقابة الصحفيين العراقيين . !!
ولعل شر البلية أن كل هذا الأذى جاء وتأتى من الأقربين والإخوة الأعداء أكثر مما جاء من الأعداء المبينين ؟
فلقد كان اقتحام مقر النقابة من قبل قوات الاحتلال الأمريكي باكورة نشاط هولاء ( الأخوه ) بعد أن أوصلوا وشاية لتلك القوات بوجود مذخر للسلاح في مقر النقابة وان النظام السابق يخبئ وثائقه السرية فيها !!
و بالفعل كانت توجد وثائق في تلك البناية ولكن وثائق من ؟
أنها التقارير السرية التي كان البعض يدبجها بحق زملائهم من الصحفيين الذين كانوا لهم مواقف معينه اتجاه النظام السابق وطريقة إدارته للنقابة والتي كانت ترفع لعدي صدام حسين ليتخذ بعدها قراراته الجائرة ضد الصحفيين !!!.
نعم هذه هي الوثائق التي أخافت البعض منها قبل أنتسقط بيد الآخرين وبالتالي تكون الفضيحة المجلجلة وخاصه وان من دبجها وحررها أصبح بين ليلة وضحاها مظلوم ومضطهد ومقاوم للنظام السابق !!
ولم يكتف هولاء بتلك الفرية بل قام البعض منهم وأنا اعرفهم بالأسماء والعناوين قاموا بإزالة أسمائهم من النصب التذكاري الذي كان يزين واجهه مقر النقابة القديم في منطقة الكسرة والذي أقامته النقابة تخليدا لشهداء الصحافة الذين استهدفهم العدوان الأمريكي في صفحاته المتعددة بالإضافة إلى أسماء من ساهم بالدفاع عن حياض الوطن في لحظة المواجهة مع الأعداء والخونة والمأجورين !؟
ثم استمرت المؤامرة لتتخذ أكثر بعدا وأكثر من طريقه وأكثر من هدف في سبيل الاستيلاء على مقر النقابة وفرض مجلس أداره جديد يكون واجهه للمحتل الغاشم من خلال أشخاص كانوا يعملون كإدلاء لهذا المحتل او ممن جاءا ممتطين الدبابة الأمريكية .. ولكن بحمد الله وهمة الغيارى باءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع لان الأسرةالصحفية عرفت حقيقة هولاء ودورهم في مساعدة المحتل لاستباحة الأرض والعرض .
وبعد أن استدبت الأمور بعض الشيء استطاع النقابة و بإدارتها الجديد بقياده نقيبها المرحوم شهاب التميمي من لملمة أوصالها المتقطعة بفعل الاحتلال وعملائه لتأتي الضربة القاصمة لظهر النقابة عندما أقدمت جهة بعينها من اغتيال نقيب الصحفيين العراقيين بدم بارد لتفتح صنابير الدم الذي استهدف ولا زال يستهدف الأسرة الصحفية والذي تجاوز عدد الذين طالتهم يد الإرهاب و القتل والتغييب الممنهج أكثر من أربعمائة صحفي ونيف !!
غير ان تلك الجرائم لم تقف حجره عثرة في مسيرة النقابة بل زادتهم إصرارا و دافعا إضافيا للمضي قدما في إدارة مهنه المتاعب والأقدار الدامية فكانت لقيادتها الجديدة برئاسة الزميل السيد مؤيد اللامي نقطة تحول كبيره في تاريخها المهني . فلقد أقدم هذا الزميل على تجاوز كل المصاعب والمؤامرات للوصول إلى الهدف المرتجى وهو قيادة النقابة إلى بر الأمان المحفوف بالمخاطر بعد ان اقسم مجلس إدارتها على المضي قدما مهما كانت النتائج والتضحيات مع أمكانية فتح صفحه جديدة للمغررين بهم من الصحفيين والإعلاميين ممن كانوا بالأمس القريب يرفعون شعارات التهديد والوعيد !!
فكان أول انجاز لهذا المجلس هو إعادة عضويه النقابة الى الحضيرة العربية بعد إن جمدت عضويتها بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق .
تم توالت الانجازات على المستوى المحلي بإقرار قانون حماية الصحفيين وتعديل قانون تقاعد الصحفيين ومشروع تأسيس كليه تقنيه للإعلام وكان قمة الانجازات هو حصول شريحة الصحفيين على قطع سكنيه متميزةللصحفيين في كافة المحافظات ولم تتأتى هذه الانجازات إلا بعد جهد جهيد بذله السيد النقيب ومن خلفه مجلس النقابة الذي تم مكافئته بإعادة انتخابه وبإجماعالصحفيين لدوره انتخابيه جديدة أمدها ثلاثة سنوات .
غير ان قرار تشكيل فرع جديد للنقابة في محافظة كركوك متكون من جميع أطياف هذه المدينة المتآخية أغاض الأخوة الأكراد بعد أن تم سحب البساط من هيمنة ( نقابة كردستان العراق ) على المشهد الصحفي والإعلامي في المحافظة فكان رد فعلهم خسيسا وجبانا وذلك من خلال زرع عبوة ناسفه في باب مقر النقابة كاد انفجارها ان يتسبب بكارثة إنسانيه لو لطف الله الذي حمى السيد النقيب ومجموعه من الصحفيين الذين كانوا ينتظرون قدوم النقيب في الباب الرئيس للنقابة !!
وبالرغم من كل هذه الانجازات إلا ان الإخوة الأعداء ضلوا على نفس النهج القديم المعادي لمسيرة النقابة لغاية في نفس يعقوب غير ان هذا النهج لم يثني في عضد النقابة بل زاد في اصرارهم في إحداث نقله نوعيه عابره للحدود فكان اختيار العراق عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحفيين أردفه بحصول العراق على منصب نائب رئيس الاتحاد العربي للصحفيين في خطوه غير مسبوق للصحافة العراقية وانجاز لم يتحقق من قبل .
غير ان عام 2016 كان عام حقيقيا لانتصار الصحافة العراقية على نفسها فرغم الحملة الشعواء التي تشن من هنا وهناك لتصل أخيرا الى أروقه الحكومة العراقيه والتي قامت بدورها بقطع المنحة المالية المخصصة لنقابه الصحفيين والتي من خلالها تدار كافة نشاطاتها و تدفع من خلالها رواتب شهداء الصحافة ورواتب ومكافئات الموظفين والصحفيين في خطوه غيرموفقه وغير مدروسة سببها وشايات الإخوة الأعداء الذين هالهم انجازات ونجاحات النقابة على الأصعدة المحلية والعربي والدولي ولكن بالرغم من كل العراقيل تسامت النقابة على جراحاتها واستنهضت كل الهمم لمعركة قل نظيرها في مجال الصحافة والإعلام وهي معركة الفوز بمنصب رئاسة الاتحاد العام للصحفيين العرب والذي كان حكرا على صحفيي مصر منذ تأسيس الاتحاد في منتصف ستينيات القرن الماضي فكل عرس الإعراس بعد إعلان فوز الزميل مؤيد اللامي بمنصب نقيب الصحفيين العرب بدورته الأخيرة في تونس بعد صراع انتخابي مرير وشرس . أعقبه بأسبوع انتصار جديد للصحافة العراقية على المستوى العالمي وذلك بإعادة تجديد الثقة بعضوية العراق في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين للمرة الثالثة على التولي ممثلا لقارة آسيا ورادفه بحصول العراق على عضويه لجنه ( الجندر ) ممثلا عن قارة آسيا بفوز الزميلة سناء النقاش بهذا المنصب المهم وأخيرا لا ننسى دور السيد نقيب الصحفيين العراقيين بإعادة فرع نقابة ( كردستان العراق ) للحاضنة العراقية الام بعد ان كانت تلك النقابة مستقلة بقرارتها بمعزل عن العراق داخل اروقة الاتحاد الدولي للصحفيين !!
وبذلك تخطو الصحافة العراقية نحو ذرى المجد والعالمية بفضل الجهود المتميزة التي بذلها السيد نقيب الصحفيين العراقيين ومن خلفه أعضاء مجلس الإدارة ليكون عام 2016 عاما للصحافة العراقية بحق متجاوزة فيها كل المصاعب التي حاول البعض وضعها أمام طموحات هذه النقابة الوطنية التي لم تصل إليها إمراض المحاصصه والطائفيه فكانت بحق ممثله لكل العراقيين بكافة طوائفه وأديانه وقومياته وهذا ما اقسم عليه نقيب وأعضاء المجلس بان يكنوا ممثلين للعراق الموحد .
وأخيرا أقول مبروك للصحافة والإعلام العراقي هذه الانجازات ومبروك للزميل اللامي على مناصبه الجديد والتي استحقها وكان جديرا بها
وختاما أقول للمغررين بهم من صحفيين وإعلاميين ان نقابه الصحفيين العراقيين هي نقابتكم فمدوا لها الأيادي فهي لا تنكر او تتنكر لأبنائها مهما أوغلوا …. بالعقوق !!!
[email protected]