9 أبريل، 2024 5:48 ص
Search
Close this search box.

انثيال وقصائد أخرى

Facebook
Twitter
LinkedIn

انثيال
بعد بيان مقتضب لحصيلة غياب طويل،
وفي آخر جدول حسابات متورم بالثقل
راقب الوجه الصّحو بحذر
ترقق في انثيال الضّوء
انهمر على صفة اللّغة حين تكون ماء مطر صيفيّ
تعلق بالرؤية اللاّزمة
شدد على صفة الوقوف في محطّة الظلال المربّعة
حاولت العيون المتورمة من السَّهر و الأرق .
أن تصنع كرسيًّا هزّازًا .
أنْ تتأرجحَ على حشرجَة صوتٍ متعثِّر
أنْ تذكّر أطلسَ الجُغرافيا
حاجته إلى الوهم لرسم خطوط الأرض
أن تذكره أيضا،
أن خطّ طُول كان عليه مشاكسة المدار
لنعرف أين يسكن النورس…
أين غرقت المرساة
أين علينا أن لا نتلوّى و نطيل مضغ العلكة

أمنية
مرّة أخرى
تحاول العيون المتورمة
أن لا تجعل الأمنية باب اللّون
أن تتحدّث في سرّها عن شبق التّينة
عن وحدة الحرف الحلقي داخل الكلمة الصّموتة
لكن دقات القلب المنتظمة لن تعلم أن الوقت مفيق
أنّ دوار الرّأس علامة مهمّة على محنة قاليلي

جواب شرط

ثمة جواب شرط مخفيّ في مآثرنا القديمة
ثمة دمية لا تناسب طفلة
تكره أن تمشّط شعرا مستعارا،
أن تلعب بكرة القماش.
أن تجري في الحواري وتطرق أبواب الدّور ؛
لتستجدي الأمل في مطر غزير وتغني
“أُمُّكْ طَانْقُو يا أوْلادْ غَسْلت رَاسْهاَ فِي الوَاد”
حتى لا يتجاسر الذئب مرّة أخرى على الترجّل في الأزقة.
حتى تستطيع إعادة نور النّهار إلى سمته الأسمر

حرب قديمة

ليس في يدنا ما يؤكد نهاية الحرب القديمة
لكن الشّمس المشرقة
لن تكون أبدا طريقا طويلة مثلما هي الآن …
لن تكون أبدا قصاصة حظّ وسياسة
الفراغ كذلك وقد انتهى من نفض الغبار ورصّ الأمتعة. لن يعطي أبدا جوابا لظاهرة جوية غريبة
تسمى بلا مجازات ؟؟؟؟؟؟
امتناع الألبسة عن الكيّ والارتخاء

وجه تائه
ربما لا أجوبة عن الحرف الغائب في اللّغة
لا حكايات السندباد
لا روائح الشّرق القديم
لا التعاويذ
لا وشم الحنّاء في أصابع الصّبيّة
لا الوجه المدلّل بكريم اللّمعة والبياض
ولا حتى هذا الكلام
يملك القدرة على رسم الوجه التائه في الجسد

ورقة توت

ثمت لوم صغير تردّده ورقة التوت
أنّ الجداول لم تصل إلى رجع الصّدى والصّدفة
لكن المهمّ فعلا أن سكب الماء على الوجه
صعود في ضوء مكتنز بالسّراب
دُوار بعد لعب طويل بأرجوحة معلقة
وربما أحد أصوات الشجرة المورقة قهقهة

درع للوطن

عليك أن تكون درعا للوطن
تُرسَمُ هكذا الحِكمة في مقرّر الدّرس والأخلاق
كذلك يتوسم المعلم الوقور الخير فيك
لكن طفلا مشاغبا
يمسك أناملك
سيعلمك دروسا صعبة في ساحة اللعب والبطحاء
سيرغمك على ترديد الصوت والحشرجة؛
لاشيء يعادل الاعتباط
لا شيء يعادل جملة رياضية بلا استقامة
لا شيء يعادل مقاما تسرده الأسطورة
لا شيء ينبغي لترّهة ترسم الحقيقة
لا شيء يكلّف الوطن عناء الاهتمام بضمير المخاطب
لا شيء يكلّف القلب دقات ناقصة
لا شيء تخفيه المرآة عن السّاحرة

تميمة
قد تعيد الطرق مسافاتها
لكن لن تكون القلوب تميمة لألعاب الصيف
حتى الهرج والصوت العالي
لن يمكّنها من صمّام أمان في حلبة يجري فيها الثور
يصفق الجمهور فيها للسّاقطين و المتعثرين
لذلك كثيرا ما تحدثنا أفكارنا القديمة في تعب
لكننا لم نقدر على تنبيهها أنّنا قد فقدنا السمع
أنّنا غادرنا الصّوت فعلا

أكواب الكريستال

العودة إمساك الهتاف إذا
اعتراف أنّ المغرمين بأكواب الكريستال
قادرون ربّما على كسرها دون غضب مبرر
ربما كانوا قادرين أيضا على جعلها إحدى لعب السّرك المحببة
لكن الابتسام و الارتواء
سيبقى عادة من عادات البحر
لوما لآخر المارين بصوت المحارة الأجوف

بيانات أخيرة
في آخر البيانات
وعد مكرر
احتجاجات و أمل و حكم لطيفة؛
عليك أن تكون رجلا صالحا
عليك أن لا ترمي الحجارة على العابرين
في حرارة الشمس
لتبدأ القصة كما يجب
لتنتهي كما يجب
لنكون قد قراناها كما يجب أن تقرأ القصص
لأنه ثمة محاولات قليلة لإعادة الضوء إلى قناديل الزيت
حتى يستطيع اللّيل إكمال بكائه المرّ على القمر

لهجة تونسية تعني الأم طانقو تغسل شعرها بماء الوادي وهي أغنية شعبية يرددها الصغار زمن الجفاف و تكون مصاحبة لدمية قماش يطوفون بها ويطرقون أبواب المنازل حيث تقوم النسوة بصب الماء عليها…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب