لو ضربت طفلآ ضربآ خفيفآ وانت توبخه لبكي، ولو ضربته ضربا اقوى وانت تمازحه لضحك، فالالم النفسي اقوى بكثير من الالم البدني، لطالما اعتقد علماء ومفكرون ان يمكن تقسيم المشاعر الشخصية الى عدة اقسام اساسية، وان كل منهم يكون دافع اساسي لسلوك وتصرف.
عند العادة تصاحب المشاعر تعابير في ملامح الوجه، اما في بعض الاحيان فقد يسبق المشاعر تعابير في ملامح الوجه، ان المسببات المولدة لمشاعر عند الانسان متباينة، منها خيانة الصديق، وفراق الحبيب، ونكران المعروف، وما تجري في الحياة من مواقف تجاه شخص معين، فتتفاوت المشاعر بتفاوت مسبباتها.
من ناحية رأي كاتب السطور ان اشد انواع المشاعر غير الطيبة هي الاحساس بالظلم، اذا ما شعر الشخص بالظلم تتسارع الى جوفه الاحاسيس المتغايرة، فتمتلك الانسان موجات غضب وحزن، وخلفها شفتان تبتسم صرخة بكاء طفل ضائع، فيقف اللسان عن الكلام وتغني العيون بقصائد الحقد والكراهية.
هناك بداخل الشخص المظلوم يفور التنور، ويثور طوفان نوح وما من مركبة للنجاة، هناك حيث تتحول العضلات اﻷرادية الى لاارادية، والنطلق يتحول الى زفير، والحب الى بغض، والود الى صراع، عندها يصبح الانسان عبارة عن قنبلة موقوتة معدة للانفجار بأي وقت.
اذا ما اتصف الانسان بصفة الظالم جرى عليه الحقد والكراهية من حيث لايعلم، صفة الظلم ما فيها من محتوى سيء ترفع عنها الله سبحانه، فاتسم بصفة العدالة المتناقضة مع صفة الظلم، لطالما تنزلت الايات والاحاديث في منع الانسان من اكتساب صفة الظلم والتحول الى ظالم.
لاتظلمن اذا ماكنت مقتدرا، فالظلم ترجع عقباه الى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه، يدعوا عليك وعين الله لم تنمِ
هذه الابيات التي خطها “علي بن ابي طالب” فحذر منها الظالم بعقاب الله سبحانه، ان من الامور التي تدعي الانسان الى الظلم هي قدرته على الشخص من هو متمكن عليه.
ليت شعري على احساس “الحكيم” ، فبين لسان فقير جاهل بحقه، وفاسد لم تطب نفسه بمساعي “الحكيم” للاصلاح، باتت حقيقة “الحكيم” عرضة للاكاذيب والبدع، فجابه تجريح بعض المواطنين بالصفح والابتسامة و اكاذيب الفاسد بحقه ردها “الحكيم” باستمرارية المشروع والتقدم نحو الاصلاح.