18 نوفمبر، 2024 8:57 ص
Search
Close this search box.

انت عربي ، اذاً انت ….

انت عربي ، اذاً انت ….

لماذا توجد هوة شاسعة بين ما وصل اليه العالم الغربي من تطور على جميع الصعد والعالم العربي ؟ اهي الشوارع النظيفة والمعبدة  ام الاجواء الباردة التي تجعل من الساسة الغربيين يتصرفون ببرودة الثلج عند اصعب المواقف؟ ربما يكون للحسناوات الشقروات دور كبير في التقدم الحضاري لانها من العوامل المحفزة والمشجعة على وجود الخيال الخصب الذي يساعد على ايجاد الابداع بكل انواعه .
بعض العرب حاولوا ردم هذه الهوة ،فعمدوا الى استراد الحلول الجاهزة ،ونجح البعض في استقطاب الاستثمارات الى درجة مقبولة . مع هذا التحول مازال القسم الاكبر من العرب يفكر في مخلفات الماضي واشكالياته ،وان العودة الى الوراء هو سبيل الخروج من ازمة الضمير التي يعيشها العالم العربي ،وهذا الاخير يرسل رسائل بين فترة واخرى في زيادة جرعات الحلال والحرام التي لا تلائم مقايس الدين والعقل !
هذا لايعني ان بعض الدعاة من الاسلاميين هم المتهميون الوحيدون  في صناعة العقل البشري الآن ،بل يشاركهم في هذا الموضوع اللبراليون الذين لا شغل لهم سوى حياكة الشعارات البراقة والتنظيرات الواهية والمجاملة لاجل المجادلة دون الخروج من النفق المظلم .
الحكاية العربية غريبة جدا وخصبة لدرجة الاسفاف ، لانها ولود حتى الاشباع والمبالغة .والمشكلة انه كل يوم يظهر لنا ( حكواتي ) يضيف اليها فصلا جديدا من خياله الخصب . الادهى من كل هذا ان هناك من الجمهور من يصغي اليه بالاهتمام ،ويسمع ويطيع له كأنه ولي الامر . اذاً هي الزعامة تحكم قبضتها على الكراسي ولاتريد ان يشاركها الآخرون في حصد المكاسب . الجمهور مطيع ومصدق لكل مايقال كأنه نص مقدس . انهارت بعض صور التقديس في الربيع العربي – الخريف العربي – فجاءت صور اكثر ضبابية وسوداوية تريد ان تلغي الجميع من قاموسها ، لانها دائما على صواب . يغذي هذا الشعور المصالح المشتركة لبعض الانظمة التي تحاول تصدير مشاكلها المحلية الى نطاق اكبر واذكاء هوسها في قيادة الامة الضائعة . وتبقى الصورة العربية على ما هي عليه في أكثر الاحيان بل نحو الاسوأ . القتل في كل مكان ومعاول الهدم تخرب بيدها ما تجده في طريقها كأنها شرارة النار التي تحرق الاخضر واليابس .وبعض العرب يحوكون المؤامرات في الخفاء والعلن ،تستوقفهم مطارات الغرب لتدقيق خلفياتهم الفكرية لانهم مصدر خوف وتوجس اينما حلوا ، انت عربي ، اذاً انت ……

أحدث المقالات