23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

انت عراقي … انت دجاجة

انت عراقي … انت دجاجة

رحم الله  عميد الادب العربي الوزير طه حسين ، تخلى عنه بصره مندمجا  ببصيرته عندما كان طفلا صغيرا ، تمر ترعة ماء من امام منزله ، قال : ( كنت أتصور أن حدود العالم تنتهي عند حدود الساقية  )  ، اربعة وثلاثون مؤلف  ، كتبها ذاك البصير بلا بصر . دعاء الكروان ، الايام ، على هامش السيرة ، في الشعر الجاهلي ، المعذبون في الارض  ، حديث الاربعاء ….الى أخره .. مسكين سيدنا طه حسين ، لاادري كيف لم يجري تؤامته من قبل إخواننا في ام الدنيا مصر مع عظيم العراق المسكين سيدنا سيد جبر الشهير ، من يدري قد تعود أصوله الى العراق ، لأن العراق هو الموطن الاصلي للأحزان وللخنساوات  ولطم الخدود وشق الجيوب وإحتفالات المأتم والاحزان والانتحار فرحا والتزاوج على اصوات الرصاص في كل ليلة عرس عراقية ، لاعليك ياعميد أدبائنا والله  ما أنا الا من معجبيك  ، وما انت الامثلا تعالى على مبصرينا  ذكرك جالب للدهشة والصفنة والتأمل وتبادل الادوار المؤدي الى الاخفاق الاكيد  ، ماأنت الا أنت وماكان قبلك اوبعدك مثلك إلا أنت ،  فأنت أنت وغيرك نحن ، ممطولا على مؤلفاتك  محتضنا المعذبون في الارض أقرا الاهداء فيه (الى الذين  يجدون مالايأكلون ، والى الذين لايجدون مايأكلون ، أسوق هذا الحديث ) لله درك ياسوزان ، والله لقد قد أثقلتي امة العرب بإحتضان عميدهم فأثنوا عليك بالجحود والنسيان والنكران ، عزائك في قول زوجك (فيك ( لقد كانت خير مافي مكتبتي وأستثني من ذلك القرأن والانجيل ) ، سوزان الفرنسية البرجوازية المسيحية حملت لواء لغة العرب مع عميدها فكانت بصر البصير وفلتة التضحيات البشرية برمتها ،  وأدت نابليون وواترلو واللوفر والشانزليزيه والسين والحي اللاتيني ولويسهم وجوزيفين ونوتردام ، لتكون مرضعة لرجل فقير بصير وقارئة لحديثه وحاملة لمكتبته ، سوزان هرم فرنسي وهبت نفسها لأهرام الجيزة ، اردت أن أكتب مقال عن الدجاج المجمد الذي نأكله ومايعانيه من نقرته الاولى على قشرة البيضة التي تحتويه حتى يوم تجميده ، من خلال ماكتبه باحث يبحث في سايكولوجية الحيوان ، هذا الباحث المنتمي لأصول موغلة بالرحمانيات والرأفة التي أصبحت من المتحجرات في عراقنا ، قام بالمكوث في حقل للدواجن متابعا لما يجري ومراقبا لسلوك الدجاج في السقيفة المسقوفة .. فراخ بزغب صفراء تنمو بإنمائها قسرا تتزاحم فيما بينها لاحركة للأمام لاحركة للخلف ، او حركة شبيهة للثبات ، ممنوعة الحركة على الدجاج ، كي لايفقد سعرات حرارية ، على الدجاج أن يترهل ، لا للرشاقة في عالم الدواجن ، الاكتساء باللحم الثمين هو الجمال الانتاجي ، خلال مدة الاربعين يوما على الدجاج أن يركب فوق الحزام الناقل خارج كرته الارضية المحددة بالسقيفة ، لاسماء ، لاخرير ماء ، لا لقلقة لقالق ولاهديل حمام او زقزقة عصافير او خوار ثور او نهيق حمار او حتى نقيق ضفادع ، عالم الدجاج يمر بمرحلتين مرحلة التفريخ ومرحلة التسمين والترهيل ، ثم يمر على ماكنة قطع الرؤوس ونتف الريش والتجميد ،  العالم الباحث أرغى وأزبد ، قال هذا لايجوز كيف لحيوان خلقه الله لايرى السماء او الهواء او الارض … شخص القسوة وطلب من هيئات تتابع حقوق الحيوان لاخراج الدجاج بنزهة يومية لمدة ساعة او اكثر على الاقل ، كان له ما اراد ، مسكينة تلك الدجاجة ، كانت تتصور أن حدود العالم تنتهي بسقف السقيفة ، تماما كما تصور الطفل طه إبن حسين أن حدود العالم لاتتجاوز حدود الساقية   ، والله يازمن كأني أراك ظالما للمظلوم وموفرا طعام مستديم للمتخومين ومقترا غلى الجوعى والبائسين ومانحا اوسمة الرفعة للمهزومين حاجبا إياها عن امثال البصير وسوزان والمعذبون في الارض وعن العراقيين المظلومين ، كثير عديدهم المظلومين وقليلهم الظالم للمظاليم ، مسكين الفقير العراقي إنتخب من يمثله في برلمانه العتيد ، وتبين ان الناخبين تسقفهم سقيفة لهم حقوق متساوية مع حقوق الدجاج . يحيا العدل الميت  والمميت .