لَمْ يَكُنْ سَابِقًا مَبْدَأَ اَلتَّعَارُفِ بَيْنَ اَلْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ قَائِمٍ وَكَانَتْ سِيَاقَاتُ اَلزَّوَاجِ بَسِيطَةً خُطْبَةً ثُمَّ زَوَاجٍ . حَفْلَةُ زِفَافٍ لِيَلِيَهُ نِسَائِيَّةً دَاخِلَ غُرْفَةِ اَلْعَرُوسِ أَوْ عَرْضِهِ بَسْبَطَة مِنْ رِجَالِهَا فِي فِنَاءِ دَارِ اَلْعَرِيسِ دُونَ اِخْتِلَاطِ بَيْنَ اَلطَّرَفَيْنِ وَفِي اَلْيَوْمِ اَلثَّانِي وَلِيمَةَ غَدَاءٍ يَحْضُرُهَا اَلْجِيرَانُ وَالْأَقَارِبُ وَالْمَعَارِفُ لِأُغَيِّر هَذِهِ سِيَاقَاتُ اَلزَّوَاجِ فِيمَا مَضَى تَجْرِي دُونَ تَعْقِيدٌ وَبِانْسِيَابِيَّةٍ عَالِيَةٍ . وَكَانَ اَلْأَهْلُ نَادِرًا مَايخْتَارُونْ لِابْنِهِمْ زَوْجَةً غَرِيبَةً عَنْهُمْ فَإِمَّا تَكَوُّنٌ أَبَّنَتْ عَمَّهُ وَهَذَا كَثِيرًا مَايْحَصَلْ أَوْ مِنْ أَقْرِبَائِهِ تَمَاشِيًا مَعَ اَلْمَثَلِ اَلْقَائِلِ ( اَلْعَبَايَّة اَلرَّكَعَتَهَا مِنْهَا بِيهْ مَاتْبِينْ ) . وَمَعَ أَنَّ اَلزَّوْجَ لَمْ يَلْتَقِ بِزَوْجَتِهِ قَبْلَ اَلزَّوَاجِ ولَايعَرَفْ عَنْهَا شَيْئًا كَانَ زَوَاجًا نَاجِحًا يَسْتَمِرُّ لِنِهَايَةِ اَلْعُمْرِ . يَتَحَمَّلَ أَحَدُهُمَا اَلْآخَرُ ، يَغْفِرَ أَحَدُهُمَا لِزَلَّةِ صَاحِبِهِ ، وَتَصْبِرَ اَلزَّوْجَةُ عَلَى زَوْجِهَا ان حدث طارئ معيشي ، وَتَنْتَصِرَ بِإِرَادَةٍ قَوِيَّةٍ عَلَى شَظَفِ اَلْعَيْشِ فِي ذَلِكَ اَلْوَقْتِ . وَكَانَتْ نَادِرًا مَا تَذْهَبُ لِبَيْتِ أَهْلِهَا بِسَبَبِ مُشْكِلَةٍ بَيْنَهُمَا وَانْ ذَهَبَتْ تَقُومُ بِمَدْحِ اَلزَّوْجِ بِكُلِّ اَلصِّفَاتِ اَلْحَمِيدَةِ دُونَ اَلتَّعَرُّضِ لِلْمُشْكِلَةِ اَلْقَائِمَةِ . كَانَ اَلزَّوْجُ يَحْتَرِمُ زَوْجَتَهُ وَيُقَدِّسُهَا حَتَّى وَإِنْ كَانَ عُزُوفًا عَنْهَا لِأَنَّهُ يَنْظُرُ بِاحْتِرَامٍ لِمَنْ وَرَاءَهَا مِنْ أَهْلِهَا وَذَوِيهَا . وَإِنْ حَدَثَتْ مُشْكِلَةَ مَا فَإِنَّ هَذِهِ اَلْمُشْكِلَةِ تُحَلُّ بَيْنَهُمَا دُونَ تَدَخُّلِ أَيِّ طَرَفٍ كَانَ . إِمَّا اَلزَّوَاجُ اَلْيَوْمَ لِلْأَسَفِ اَلشَّدِيدِ يَعُدْ زَوَاجًا فَاشِلاً بِكُلِّ اَلْمَقَايِيسِ إِلَّا مِنْ رَحِمِ رَبِّي وَلِأَسْبَابٍ عَدِيدَةٍ اُذْكُرْ مِنْهَا .
1 – سِيَاقَاتُ اَلزَّوَاجِ اَلْمُعَقَّدَةِ اَلَّتِي تَقْصِمُ ظُهْرَ اَلزَّوْجِ مِنْ إِرْضَاءِ وَالِدَةِ اَلزَّوْجَةِ بِمَبْلَغٍ مَالِيٍّ إِلَى شِرَاءِ اَلْحُلِيِّ اَلذَّهَبِيَّةِ لِلْعَرُوسِ إِلَى حَفْلَةِ اَلْخُطُوبَةِ ثُمَّ حَفْلَةُ اَلْعَقْدِ ثُمَّ حَفْلَةُ اَلْحِنَّاءِ ثُمَّ حَفْلَةُ اَلزَّوَاجِ وَكُلِّ هَذِهِ اَلْحَفْلَاتِ تُقَامُ لِلتَّبَاهِي لَيْسَ غَيْر .
2 – اَلتَّدَخُّلُ اَلسَّافِرُ مِنْ أَهْلِ اَلزَّوْجَيْنِ وَلِأَيِّ مُشْكِلَةٍ كَانَتْ وَإِنَّ كَانَتْ بَسِيطَةً لَانْذَكْرْ .
3 – اَلِاسْتِخْدَامُ اَلسَّيِّئُ لِلْمُوبَايِل مِنْ طَرَفَيْ اَلزَّوَاجِ هُوَ أَسَاسُ كُلِّ اَلْمَشَاكِلِ بَيْنَ اَلزَّوْجَيْنِ . وَهُوَ مِنْ اَلْأَسْبَابِ اَلرَّئِيسَةِ اَلَّتِي أَدَّتْ إِلَى وُقُوعِ كَثِيرٍ مِنْ حَالَاتِ اَلطَّلَاقِ ، فَكَثِيرُ مِنْ اَلْأَزْوَاجِ وَقَّعُوا فِي شَرِكَةِ بِقَصْدِ أَوْ مِنْ دُونِ قَصْدِ مِنْ قِبَلِ أُنَاسٍ بَاعُوا ضَمِيرُهُمْ لِشَيْطَانِهِمْ وَارْتَضَوْا لِأَنْفُسِهِمْ بِأَنْ يَكُونُوا سَبَبًا فِي إِنْهَاءِ حَيَاةِ كَثِيرٍ مِنْ اَلزِّيجَاتِ وَتَرَمَّلَ اَلنِّسَاءَ وَعَيْشَ اَلْأَطْفَالِ بِمَعْزِلِ عَنْ أَحَدِ اَلْأَبَوَيْنِ . لَكِنَّ اَلْوُقُوعَ فِي اَلشِّرْكِ هُوَ فِعْلٌ بِإِرَادَةٍ ، وَلَيْسَ هُنَاكَ شَدٌّ خَارِجِيٌّ أَدَّى إِلَى جُنُوحِ اَلْأَزْوَاجِ وَالْوُقُوعِ فِي إِغْضَابِ اَلْحَقِّ تَعَالَى وَخِيَانَة لَاتْغِتْفَرْ .
4 – عَدَمُ صَبْرِ اَلزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا فِي تَوْفِيرِ حَاجِيَّاتِهَا مِنْ مَأْكَلٍ وَمَلْبَسٍ وَمَشْرَبٍ لِبِطَالَةٍ قَسْرِيَّةٍ أَصَابَتْ اَلزَّوْجَ أَوْ لِوَضْعٍ مَادِّيٍّ قَاهِرٍ .
5 – إِهْمَالُ اَلزَّوْجِ لِزَوْجَتِهِ وَانْشِغَالِهِ بِمَلَذَّاتِهِ اَلشَّخْصِيَّةِ دُونَ أَيْ وَأَعَزَّ إِنْسَانِيٌّ أَوْ تَأْنِيبِ ضَمِيرٍ . . .
6 – كَثْرَةُ طَلَبَاتِ اَلزَّوْجَةِ اَلشَّخْصِيَّةِ وَاَلَّتِي أَنْهَتْ اَلْحَيَاةُ اَلِاقْتِصَادِيَّةُ لِكَثِيرٍ مِنْ اَلرِّجَالِ بِأُمُورِ ثَانَوِيَّةٍ مِثْلٍ ( اَلتَّاتُو وَالْبُوتِيكْسْ . وَالْفَلَرْ وَالسَّفَرَاتُ اَلسِّيَاحِيَّةُ وَالْمَطَاعِمُ اَلْفَاخِرَةُ وَغَيْرُهَا مِنْ اَلْأُمُورِ اَلَّتِي دَمَّرَتْ حَيَاةَ كَثِيرٍ مِنْ اَلرِّجَالِ فَفَضَّلَ اَلِانْفِصَالُ وَالِابْتِعَادُ )
7 – اَلْخِيَانَةُ اَلزَّوْجِيَّةُ وَلَهَا عِدَّةُ أَوْجُهِ مِنْهَا ( عُزُوفُ اَلزَّوْجِ عَنْ زَوْجَتِهِ أَوْ اَلْعَكْسِ ، نَظَرُ اَلزَّوْجَةِ لَمِنْ هُمْ أَعْلَى مُسْتَوَى مَعَاشِيٍّ مِنْهَا . مُغْرِيَاتُ اَلْحَيَاةِ مِنْ سَيَّارَاتِ وَغَيْرِهَا . اَلْوُقُوعُ فِي شَرَكِ اَلْآخَرِينَ مِثْلٍ اَلصُّحْبَةِ اَلسَّيِّئَةِ ) .
8 – عَدَمُ اِسْتِطَاعَةِ اَلزَّوْجِ تَحَمُّلَ نَفَقَاتِ اَلْبَيْتِ اَلْمُسْتَقِلِّ اَلَّذِي أَصَرَّتْ اَلزَّوْجَةُ – بَعْدُ مَوْلُودِهَا اَلْأَوَّلِ – عَلَى وُجُودِهِ .
9 – عَدَمُ صَبْرِ اَلْأَهْلِ عَلَى عَدَمِ مَعْرِفَةِ زَوْجَةِ اَلِابْنِ لِمُتَطَلَّبَاتِ اَلْمَطْبَخِ أَوْ اَلْبَيْتِ بِصُورَةٍ عَامَّةٍ .
10 – اَلزَّوَاجُ اَلْقَسْرِيُّ أَوْ اَلزَّوَاجِ بِالْإِكْرَاهِ مِنْ أَحَدِ اَلطَّرَفَيْنِ ( اَلنَّهْيُ أَوْ اَلْاَحْيَارْ ، أَوْ اَلزَّوَاجِ لِغَرَضِ اَلْمَنْفَعَةِ اَلْمَادِّيَّةِ مِنْ قَبْلُ أَهْلَ اَلزَّوْجَةِ لِمِيسُورِي اَلْحَالِ )
11 – زَوَاجُ اَلْقَاصِرَاتِ ( دُونُ سِنِّ اَلْبُلُوغِ وَاَلَّذِي لِأَتَعَلَّم مَا هُوَ اَلزَّوَاجُ أَصْلاً ) وَهَذَا جُرْمُ لَايْغِتْفِرْ .
12 – فَارِقُ اَلْعُمْرِ بَيْنَ اَلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَهَذَا يَحْدُثُ لِطَمَعٍ مَادِّيٍّ بَحْتٍ ( كَانَ يَكُون لَدَى اَلزَّوْجَةِ أَطْفَالُ لَأَتَسْتَطِيعْ إِعَالَتِهِمْ أَوْ اَلِانْجِرَارِ وَرَاءَ مُغْرِيَاتِ اَلْحَيَاةِ ) أَوْ لِعُنُوسَةِ إِصَابَتِهَا أَوْ بِسَبَبِ اَلتَّرَمُّلِ .
13 – إِخْفَاءُ سِرِّ مَا عِنْدَ أَحَدِ اَلْأَطْرَافِ مُتَعَلِّقٌ بِمَرَضٍ مُعَيَّنٍ كَالصَّرْعِ أَوْ عَدَمِ اَلْإِنْجَابِ أَوْ اَلنِّسَبِ وَغَيْرِهِ
14-السكن قرب اهل الزوجه ببيت زوجيه منعزل وكثرة زيارات الزوجه لاهلها .
وَغَيْرَهَا أَسْبَابٍ كَثِيرَةٍ أَنْهَتْ اَلْحَيَاةُ اَلزَّوْجِيَّةُ لِكَثِيرٍ مِنْ اَلشَّبَابِ وَكَانَ مَصِيرُهُمَا اَلطَّلَاقُ . يَجِبَ أَنْ يَقُومَ كُلُّ أَمْرِ مِنْ حَوْلِنَا عَلَى مَبْدَأِ بَسِيطٍ غَيْرِ مُعَقَّدٍ لِكَيْ يَدُومَ فَإِنَّ كَثْرَةَ اَلتَّشَعُّبَاتِ تُؤَدِّي لِمَشَاكِلَ جَمَّةٍ وَنِهَايَةِ كُلّ تَعْقِيدِ مُشْكِلَةِ لِأَتَحَلَّ إِلَّا بِالْخُسْرَانِ . أَنَّ أَهَمَّ سَبَبٍ لِدَيْمُومَةِ اَلزَّوَاجِ هُوَ صَبْرُ اَلزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا لِكُلِّ مُتَطَلَّبَاتِ اَلْحَيَاةِ وَعَدَمِ إِفْشَاءِ سِرِّ مَشَاكِلِهِمَا لِأَقْرَب اَلنَّاسِ إِلَيْهِمَا وَيَجِبُ أَنْ يَعْزِفَ اَلشَّبَابُ عَنْ زَوَاجِ اَلْقَاصِرَاتِ وَالزَّوَاجِ بِالْإِكْرَاهِ وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ اِحْتِرَامٌ مُتَبَادَلٌ لِلْحُقُوقِ اَلزَّوْجِيَّةِ وَعَدَمِ تَدَخُّلِ اَلْأَهْلِ وَأَنْ تَكُونَ سِيَاقَاتُ اَلزَّوَاجِ سِيَاقَاتٍ بَسِيطَةً غَيْرَ قَاصِمَةٍ لِلظَّهْرِ وَانْ يَقِفُ اَلْأَهْلَ بِمَوْقِفٍ حِيَادِيٍّ بَيْنَ اَلطَّرَفَيْنِ أَنْ ظَهَرَتْ مُشْكِلَةَ لِأَتَحَلَّ إِلَّا بِتَدَخُّلِ أَطْرَافِ خَارِجِيَّةٍ . لِذَا يَجِبُ أَنْ يُفَكِّرَ اَلْأَهْلُ مَلِيًّا قَبْلَ اَلزَّوَاجِ بِمَسْأَلَةِ هَلْ هَذَا اَلزَّوَاجِ نَاجِحٍ هَلْ سَيَسْتَمِرُّ وَانْ كَانَ هُنَاكَ زَوَاجٌ يَجِبُ اَلْوُقُوفُ عَلَى اَلْجَوَانِبِ اَلْإِيجَابِيَّةِ اَلَّتِي أَدَّتْ لِدَيْمُومَةِ هَذَا اَلزَّوَاجِ وَالْعَمَلِ عَلَى ترسيخها وَتَشْجِيعُ طَرَفَيْ اَلزَّوَاجِ عَلَيْهَا وَانْ اَلنَّظَرِ بِعُمْقٍ لِلْجَوَانِبِ اَلسَّلْبِيَّةِ اَلْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى قِيَامِ هَذَا اَلزَّوَاجِ وَاَلَّتِي تُؤَدِّي لِلتَّفْرِيقِ لَا مَحَالَةَ أَمْرٍ بِغَايَةِ اَلْأَهَمِّيَّةِ مِنْ أَجْلِ اَلِعمل على ان لايتم هَذَا اَلزَّوَاجِ ، لِأَنَّهُ مِنْ اَلظُّلْمِ أَنْ يَكْتُبَ عَلَى اَلْبِطَاقَةِ اَلشَّخْصِيَّةِ لِفَتَاةٍ لَمْ تَتَجَاوَزْ اَلْعِشْرِينَ بَعْدَ فِي حَقْلِ اَلْحَالَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ ( مُطْلَقَةً ) .
يَجِبَ عَلَى كَل وَلِيَّ أَمْرٍ وَأُمٍّ وَأُخْتٍ وَعَمٍّ وَخَالٍ وَأَقْرِبَاءَ أَنْ يَتَّحِدُوا مِنْ أَجْلِ إِنْهَاءِ هَذَا اَلضَّجِيحْ اَلْبَغِيضَ اَلَّذِي يَمْلَأُ اَلْمَحَاكِمَ بِصَدَى كَلَامٍ مُؤَثِّرٍ مِنْ قَبْلُ شَبَابٍ لَمْ يَتَجَاوَزُوا اَلْعِشْرِينَ مِنْ اَلْعُمْرِ لِشَابَّاتٍ فِي سِنِّ اَلْمُرَاهَقَةِ ( أَنَّتِي طَالِقٍ )