يبدو ان حرب ال سعود تلقت صفعة قوية , فمنذ بدأت حملة ما يسمى ( عاصفة الحزم ) على اليمن لم تكن القاعدة وتنظيم داعش تتمنى افضل من هذه العاصفة , لانها تتحرك تحت غبارها الاسود , كما ان هذه العاصفة السعودية تحلحلت بتحلل مقوماتها وخيوطها فلم يبقى منها سوى غبار صحراء السعودية , فالتحالف الذي بدا هشاً متخلخلاً منذ بداية الحملة , والمواقف العربية المدفوعة الثمن مما سبب تغيراً في هذه الرياح فأنسحاب مصر وتركيا والاردن وباكستان وغيرها من الدول الخليجية التي بدأت منقسمة ومختلفةً مع النهج السعودي في التعامل مع ملف اليمن , كما ان العاصفة كشفت ان الصراع الطائفي بلغ ابعد مدياته , وان التحالفات رسمت خطوط هذا الصراع من خلال التخندق المذهبي في جبهة اليمن .
اكثر من 20 يوم على بدأ الهجوم السعودي على اليمن والذي شمل قصف المطارات والموانى وجميع البنى التحتية ومواقع القوى الامنية والجيش ومواقع الحوثيين حتى معسكرات النازحين والمستشفيات لم تسلم من القصف بطائرات سعودية وطيارين مرتزقة من باكستان والهند وفرنسا وامريكا ومصر والتي بلغت تكاليف الطلعة الواحدة 7500 دولار ولم يتحقق شيئاً ممن ارادة السعودية فلم تسقط اليمن ولم يدخل جندي سعودي واحد الى اليمنولم ينسحب الحوثيين من مواقعهم بل على العكس سيطرو على 80% كما ان الرئيس اليمني عبدربة لم يعود الى الحكم وبالتالي لم يتحقق شيئاً في اعادة الشرعية لليمن وكما يعلن الجانب السعودي . اذاً ماذا تحقق ؟
مملكة ال سعود شعر ت انها اسُتدرجت لهذه الحرب وبقرارات خاطئة ومستعجلة لانها اعتمدت على حلفاء خذلوها فيما بعد لان المستنقع كبير وخطير , كما ان الحلفاء العرب ارادو دفع حكام السعودية لاستفزاز ايران وتهديدها ولكن لم يعلم وان ايران ليست اليمن وان الجيش الايراني ليس هو الجيش اليمني وذلك لان ايران لديها القوة العسكرية على تدمير البنى التحتية العسكرية السعودية نهائياً خلال 24 , كذلك الجيش السعودي ومنذ تأسيسه لم يكن جيشاً عقائدياً بل هم مجموعة من المرتزقة من دول شتا لحماية نفطها وعرشها .
ومع مع تصاعد هذه العمليات العسكرية على اليمن لم نسمع خلالها عن عملية واحدة استهدفت القاعدة في اليمن ، مع ان اغلب التقارير الغربية تشير الى ان القاعدة فرع اليمن هي من اخطر التنظميات على المصالح الغربية هناك ، ولكن يبدو ان وجودة القاعدة هو لمواجهة الحوثيون وقوات علي عبدالله صالح ، وثمة تقارير تؤكد عن وجود تنسيق عالي على الارض بين لجان عبد ربة منصور وبين هذه التنظيمات الإرهابية .
عمليا لا يختلف اي مراقب في ان ما يجري لن يخرج بصورة زاهية عما تحقق من اهداف، بل غدا من الواضح ان كل شيء يسير بالمقلوب تماما من خارطة الاهداف المرسومة من حكام السعودية في تقويض حركة الحوثيين او إجبارهم على القبول باجندة سعودية ، ومحاولة لتعويض الخسائر المتكررة في المنطقة العربية ، ولكن لا اعتقد ان الامور ستكون سهلة فالصبيان يصدقون الاعلام والعقلاء ينظرون الى الميدان وما بين هذا وذاك لا يحيق المكر السيء الا باهله ، ومن المؤسف حقاً ان وصل الحال بالدول العربية ان تغلق آذانها وتوقف عقلها عن التفكير في ما وصل الحال من ضرب المسلم بيد المسلم ، وكيف ان رؤوساء الدول في القمة العربية كيف يؤكدون على ضرورة محاربة الارهاب ، فيما يتسابقون على ضرب على حرب مذهبية وقودها الناس في اليمن
أعتقد ان صبيان السعودية سيتجاوزون شيوخ الزهايمر ويبحثوا عن مخرج جديد من هذا المستنقع ، وربما يبحثون عن حرباً جديدة حتماً ستكون نهاية مملكة الكارتون فيها .