19 ديسمبر، 2024 1:22 ص

انتهت احتفالات احتلال العراق باسم “بغداد عاصمة الثقافة العربية”

انتهت احتفالات احتلال العراق باسم “بغداد عاصمة الثقافة العربية”

لم أكن أتوقع أن يأتي يوم يكون المثقف والفنان العربي على هذه الدرجة من “العمى الوطني” الذي يبعده عن رؤية الحقيقة، أو أن يكون “مغفلاً” الى مثل هذه الدرجة التي ظهر فيها وهو يحتفل بالذكرى العاشرة لاحتلال العراق تحت لافتة “بغداد عاصمة الثقافة العربية” التي اتخذت قناعاً يخفي الوجه الحقيقي لهذا الاحتفال.. ولم يسأل نفسه، أو من دعوه الى هذه المناسبة الأليمة: لماذا تأخر، أو أخرتم الاحتفال الى هذا التاريخ في حين كان المفروض، كما جرى الأمر في العواصم الأخرى التي سبقت بغداد، أن يتم الافتتاح مع مطلع العام، ليكون “الاحتفال” على مدى عام كامل، وليس “عاماً ناقصاً” كما سيكون عام بغداد هذا؟!
وجاء من جاء.. وتنبه للأمر من تنبه فامتنع عن المشاركة. ولم يتساءل الذين جاؤوا: أين هو المثقف العراقي، والأديب العراقي، والفنان العراقي الحقيقي في هذا الاحتفال؟ ولماذا لم يزر أحد العراقيين الآتين من الخارج، ولا العرب المدعيين الى هذه المناسبة المأساوية أحد ممن يعرفون من ادباء العراق، ومثقفيه، وفنانيه؟ ولماذا لم يكن الحاضرون إلا من “الأشباه” الذين لا فرق عندهم بين أن يكون العراق تحت الاحتلال الأميركي، أو الايراني الصفوي، أو الحكم الوطني.. بل كل ما يهمهم هو “الحضور”؟
ولم يسأل المدعوون أنفسهم لمذا وضعوهم في ما هو أقرب الى “الثكنات العسكري” سكناً وقاعة احتفال؟ ولماذا جعلوهم تحت التفتيش على امتداد ست نقاط من السيطرة العسكرية المكثفة وهم يمضون من “ثكنة سكنهم” الى “ثكنة الاحتفال”؟
كنت أظن أن هذا المدعو ـ الضيف الثقيل سيسأل مثل هذه الأسئلة.. وقبلها أن يتعرف الى التواريخ وماذا يعني اختيارها، كما وقع الاختيار على أيام هذا الاحتفال، وقد تم فيها، قبل عشر سنوات، تدمير بغداد، واستباحة تراثها ومكتباتها وقتل مثقفيها وعلمائها، وتهجير أدبائها وفنانيها؟
أما تلك المرأة التي شقت الجيوب، ولطمت الخدين منها لأن “اليهود العراقيين المقيمين في اسرائيل”، والتي هي على “صلات واضحة” معهم، لم تتم دعوتهم الى المشاركة في “احتفالات” يوم احتلال العراق، فعدت ذلك مأخذاً على اللجنة القائمة، وقالت بما يوحي بوصمهم بـ”نكران الجميل”!!
أقول هذا من موقف وطني.. بينما يبدو أن من شاركوا في هذا “الكرنفال” الذي استفز مشاعر العراقيين كانت لهم “حساباتهم الخاصة” التي تم تطمينها وزيادة رصيدها..
لكن هذا لا يعفي من دعوة المثقف العربي الى أن يكون أكثر وعياً، واكبر مسؤولية، لأنه يقف أمام التاريخ، والتاريخ لا يرحم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات