كل ما في الحياة قائم على النمو شيئا فشيئا ومن المستحيل انتهاك عملية النمو والتطور واذا تم انتهاكها كما في تسريع النمو لبعض المحاصيل والدواجن فانها تحدث اثارا سلبية كثيرة لان التطور اساسا قائم على التدرج)) لذلك يقول خالق الكون والنظام (( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين((.. لاحظ التدرج والتطور في هذه الاية الكريمة ,,وكيف توضح ان الحياة قائمة على النمو لذا من هذه المقدمة البسيطة أود أن أشير إلى موضوع الساحة اليوم وهو الانتخابات لأنها لا تمر بالتطور ولا التدرج ولا النمو
فهي لاتمر بهذه الادوار الطبيعية المرسومة ولا حاجة لها بها فبإمكان اي شخص محسوب على جهة معينة تراه يرشح بدون تدرج في العمل ودون ان يمر بعملية النمو المهني الذي ربما في ابسط حالاته هو الشهادة الاكاديمية المعتبرة والخبرة الميدانية ..وهنا تحصل المشكلة فالمرشح غير كفؤ في العمل لانه ليس لديه خبرة مسبقة لا نظرية ولا عملية لانه تطور فجأة خلافا لعملية التطور الطبيعي التي تقوم عليها الحياة وهذه القاعدة يستثنى منها اشخاص يتمتعون بمهارة استثنائية وخبرة غير عادية,, لذلك فان علاج المشكلة لايتم بمشكلة اخرى فاذا كان نفس الشخص الذي ينتخبه الناس ليمثلهم في حل المشكلة او الرقابة على العمل هو جزء من المشكلة لان فهمه وخبرته تصب اساسا في خلق المشكلة وليس حلها,,اذا تبديل الاشخاص الحاليون في المجلس باشخاص اخرين هو جزء من الحل وكذلك جزء من المشكلة وان غدا من ناظره لقريب وسيرى الجميع ذلك ولكن اين وكيف يمكن الحل!!يرى البعض ان الانتخابات هي احدى الادوات التي تجلب اناسا ليسوا صالحين لشغل المناصب كما يحصل اليوم في بلدنا ,,ويرى البعض الآخر انه لابديل عنها فهي تجربة ديمقراطية لابد منها,,رغم ان اكثر الإسلاميين الذي يرفضون العلمانية يعلمون ان الانتخابات هي نتاج الفكر العلماني وليس الاسلامي لان الاسلام الشيعي يؤمن بالنص والاسلام السني يؤمن بالشورى واتفق الاثنان على الانتخابات وهما يقولان ان السياسية هي الدين ولايمكن فصل السياسة عن الدين!!والان هما مفصولان عنها كما وكيفا؟؟ لذلك نرى انه لابد من ايجاد صيغة ثالثة لايصال الاكفاء الى الاماكن المناسبة والتي تقود المجتمع وتوصله الى الخير والعمران..ولتكن هناك مقاعد خاصة كما تكون كوتا للنساء ايضا هناك كوتا للمتميزين ؟؟
