6 أبريل، 2024 7:28 م
Search
Close this search box.

انتهاك سيادة العراق بين الواقع و المجهول

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ امد قريب نرى هناك حالات قد حدثت في العراق تكاد تكون هي ظواهر مؤلمة ولكن عند الرجوع للواقع المرير الذي مر به العراق ترى الآراء متضاربة بين التأييد والرفض فلنبدأ اولا من زيارة ترامب للعراق و ما خلفت هذه الزيارة من ردود فعل لدى الساحة العراقية من حالة تكاد تكون شبه فوضى من عدم احترام السيادة العراقية حيث نلاحظ ان ترامب زار العراق بدون علم اي مسؤول عراقي ابتداء من رئيس الجمهورية نزولا بأصغر مسؤول وتحديدا في قاعدة عين الاسد في الانبار .هنا تطرح اسئلة كثيرة حول سبب الزيارة و مدى الترابط بين الاهداف من حيث سحب اكبر عدد ممكن من القوات الامريكية في سوريا مقابل بقاء عدد من القوات الامريكية في العراق لمراقبة ايران بالدرجة الاولى وللسيطرة على تنظيم داعش الارهابي . وبالدرجة الثانية منع انتشار النفوذ الايراني في المنطقة .ونلاحظ وجود حالة تناقض في الآراء من حيث من هو مؤيد لذلك و الرافضين و هنا نود القول اين الروح الوطنية اذن .ومن جانب اخر نجد الحالة الثانية وهي زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق و هذه الزيارة كانت رسمية لكن بالمقابل عقدت اتفاقيات بين الدولتين فهنا رب سائل يسأل ما مدى استفادة المواطن العراقيين من هذه الاتفاقيات وهل تصب في مصلحة المواطن ام تسري وفق المصالح الشخصية التي تنطوي على الحكومات فقط .و نرى الحالة الثالثة قد تؤثر تأثيراً مباشراً على كافة الشرق الاوسط وهي الاعتراف بالقدس عاصمة لا اسرائيل وهذا الشيء يدخل العراق في عدة محاور و صراعات سيادية من حيث كون العراق نقطة الوصل بين دول الشرق الاوسط و بين ايران حيث نرى امتداد ايران في محاربة اسرائيل منذ قيام الثورة الاسلامية في عام 1979 حيث كانت ايران منذ ذلك الحين تحاول مد نفوذها على الشرق الاوسط لاسيما دخولها الحرب مع العراق عام 1980 والذي استمرت ثمان سنوات مخلفة العديد من الضحايا والشهداء و بعد ان حل السلام بينهما استطاعوا فرض السيطرة الكاملة على العراق و لكن رغم ذلك ظل الحقد المستمر على الى العراق .حيث الكل يعلم معاداة ايران لنظام صدام حسين .و بعد 2003 استطاع الايرانيون مد نفوذهم بالكامل متلبسين بأ بسط الاسباب منها حماية العراق من الهيمنة الخارجية اي من الاحتلال الامريكي بالدرجة الاولى وحماية المصالح الشخصية لهم مقابل اشياء تكاد تكون بخسة منا تصدير الكهرباء الى العراق .وبعد دخول تنظيم داعش الى العراق في عام 2014 حاولت ايران التدخل بشكل مباشر من خلال ارسال الاسلحة و الجنود مستغلة بذلك حماية الموقف الرئيسي لها بحجة الدفاع عن العراق ضد امريكا ولاسيما بعد العقوبات الامريكية على ايران من خلال دخولها مع سوريا ومن ثم ايصال رسائل الى امريكا و اسرائيل .ومن المعروف بعد دخول العراق في الحرب ضد داعش وجه سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) وجه بفتوى بتشكيل الحشد الشعبي لنصرة العراق في ظروف غامضة لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية او ما يسمى بداعش .هنا لبى العديد من العراقيين النداء فتوجهوا الملايين في صفوف التطوع من الحشد الشعبي متمثلة بالقوات الامنية من تشكيلات الجيش والشرطة الاتحادية في ساحات القتال وضحوا بالعديد من الشهداء من خلال المجازر كمجزرة سبايكر والتي راح ضحيتها اكثر من 1700 قتيل وهذا العدد يمثل كارثة حقيقة تضاف الى كوارث العراق فكم رأينا اياماً صعبة و لكن هذه الكوارث هي الاصعب من قتل روح الانسانية في العراق . فهنا نلجأ الى سؤال الساعة لماذا هكذا حال العراق بعد اكثر من ثلاث عقود من الزمن مخلفين رصيد من الحروب و الدماء التي لا نهاية لها و بعد انتهاء الحرب مع داعش لاحظنا عدة تغييرات حصلت في المرة الاخيرة الا وهي عدم توزيع الكفاءات المخلصة في تشكيل الحكومة العراقية .فنلاحظ دخول ما يسمى بداعش السياسي من خلال توزيع المناصب الحكومية بالدرجة الاساس وفق هيمنة ايرانية على المصالح العراقية .فاستطاعت بذلك فرض الهيمنة الايرانية من جديد .اي بعد اربع دورات انتخابية تمثلت في دخول احزاب و قوى سياسية في كل مفاصل الدولة العراقية .و بعد انتخابات 2018 التي قُضي منها السنة الاولى لم تنجح في اكمال توزيع المناصب السيادية .واصبح من الضروري الانصياع الى الدور الايراني في تشكيل حكومة العراق .ومن المعروف ان الحرس الثوري الايراني قد شارك في العديد من الجوانب في العراق منها الحرب مع داعش لاسيما ضعف الجانب العراقي و محاولة تصدير الثورة الاسلامية الى العراق و سوريا. إضافة الى تأسيس اجندات ومنظمات تابعة لإيران في العراق وهي تمثل احزاب في السلطة العراقية اضافة الى المليشيات المسلحة التابعة لها .حيث نرى التدخل الايراني بات ملحوظاً في كلتا الدولتين بل وحتى دول الشرق الاوسط لاسيما اندلاع الحرب في اليمن و الامتثال للسيطرة الايرانية في البحرين و لبنان من خلال مكاتب حزب الله . وبالرجوع الى الاوضاع العراقية اصبحت ايران ذو سيادة على كل مفاصل الدولة العراقية .و اليوم نرى حدث غريب من تصريح للرئيس الامريكي بتوجيه بيان في غاية الاهمية و في غاية الحيرة ايضاً .حيث نلاحظ اصدار ترامب قراراً بكون الحرس الثوري الايراني كمنظمة ارهابية يحمل دوافع عديدة وذو اطر مختلفة فمنها تحذير العراق من التعامل مع ايران كونه يمثل منظمة ارهابية و للعقوبات المفروضة علية من قبل امريكا .والكل يعلم ان العراق بات متعاوناً مع ايران منذ 2003 و هنا يقع الكثير في الحيرة من الامر في القبول او الرفض .لكون ومع كل الاسف الكثير من الشعب العراقي لا يملك قدرة الاجابة على السؤال لأنه لا يملك الروح الوطنية التي يتحلى بها اي انسان . هنا تأتي عدة امور منها الغاء فصائل الحشد الشعبي والذي يتراود على الغاؤه الكثيرون من عدة دول .بل وقد يكون هذه العملية هي تنبيه للساسة العراقيين الذين باتوا يلعبون على الشعب العراق .ومن الجدير بالذكر ان تزامن هذا البيان مع ذكرى سقوط بغداد في 9/4/2003 هي رسالة تحذير للعراقيين اجمع ان صح التعبير. هذا من جانب ومن جانب اخر قد نرى مدى رد فعل الشارع العراقي بين القبول والرفض سواء كان من الحكومة ام الشعب كافة .فهنا نتساءل ختاماً مالحل اذن ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب