ما ان تعالت اصوات الجماهير الغاضبة المطالبة بالتغيير ومحاكمة المفسدين بعد ان ملت الانتظار والصبر وسئمت الوعود ،وبعد استشراء الفساد لدرجة لم يعرفها تاريخ العالم وسجل الحكومات ..ما ان تفجرت شرارة ثورة المغشوشين بشعارات المحررين ، حتى بدأت اصوات الجلادين تناغم موجة الجماهير العارمة جاعلين انفسهم جزءا من المغدورية ..مرحبين بعملية التغيير واجتثاث المفسدين ..ومع اننا واثقون من وعي الجماهير المنتفظة –خاصة بعد انظمام الطبقات المثقفة لها من كتاب وصحفيين واطباء وصيادلة وفنانين و محامين ..وكل الشرائح الاجتماعية من دون استثناء- مع ذلك نقول الحذار الحذار
من سلوكيات واساليب وخدع أعداء الإصلاح رموز الفساد ..سبب الكارثة من الذين تضررت مصالحهم بحكم هذه القرارات، فتأييدهم لها هو إجراء مراوغ و اضطراري وموقف مؤقت، كونهم خبراء في الخبث والتآمر، يعرفون ركوب الموجة ويعدون العدة للانحناء أمام العاصفة، مستعينين بجيش جرار من الطارئين عديمي الضمير ..حملة اقلام مأجورة، ومستشارين مرتزقة، فضلا عن الدواعش واعداء العملية الديمقراطية ، مدعومين من حكومات ناصبت العداء للعملية السياسية في العراق ..عليه ستكون استجابة المفسدين لمطالب الجماهير خدعة مؤقتة ..انتظارا لمرور الموجة وهدوء فورة غضب الجماهير المنتفظة ، ليتم التحايل و الالتفاف عليها باستثمار وجود الإرهاب الداعشي للقيام بالمزيد من اعمال التفجير والخراب في بغداد خاصة ، و بث الاشاعات المغرضة وبلبلة افكار الناس لتوهين قوتها وتضعيف حماسها لتتفرق ويقل عدد المشاركين في التظاهرات ومن ثم خفوتها وعودتها الى يئسها وقنوطها وانكفائها بانتظار فجر جديد، وفرج قريب ، ونيسان خصيب ، فالمفسدون خبراء في قلب الحقائق والقيام بأعمال من شأنها إرباك الحكومة، وتخوين المخلصين وتبييض صفحة المفسدين وستقف معهم كل الابواق الماجورة …فضائيات، واذاعات ،وصحف ،ومساجد ( ضرار ) ،وشيوخ ضلالة ، ومؤسسات مشبوهة..