23 ديسمبر، 2024 7:41 م

انتم تحققون المعجزة لو أصررتم وثبتم

انتم تحققون المعجزة لو أصررتم وثبتم

عندما ينتفض الشعب ضد الظلم والفساد فهذا انجاز وإنْ كان واجبا، لكنَّه صار انجازً لأننا في زمن أضحى فيه السكوت منقبة وحكمة والمطالبة بالحقوق مثلبة وإرهاب وتهمة، لكن عندما ينتفض الشعب بتظاهرات بيضاء على منظومة سياسية لم يشهد تاريخ البشرية مثيلا لها في الظلم والفساد، ويُفشِل مخططا تخريبيا استهدف تحويل العراق إلى شريعة غاب أكثر توحشا ودموية وقمعا وانسلاخا عن الإنسانية، فهذا انجاز عظيم وانتصار رائع سجَّله المتظاهرون الأبرار بحروف من نور على ارض وسماء وجبال العراق المختطف،
لكن هذا لا يعني الوقوف عند هذا الحد، أو التراجع أو التباطؤ، فالمسيرة بعدُ لم تنتهي، لأنَّ الفساد والمفسدين، ومَن يقف ورائهم، ومن أظهر التعاطف والتأييد الانتهازي، وقفوا في خندق واحد (وان تعددت الأقنعة) هو خندق التسويف والتغرير والمماطلة، يرادف ذلك قمع واختطاف واعتقال وابتزاز للناشطين والمتظاهرين، مراهنةً على تراجعهم، بل أن بعض اللعب صار على المكشوف، حيث اتضح أن الإجراءات التي اتخذها العبادي وباركتها المرجعية هي إجراءات فضائية كقضية عزل نواب الرئاسة، ناهيك عن طعن الفاسدين بتلك الإجراءات متعكزين على الدستور،
ولهذا وغيره من الأمور التي يطول المقام بذكرها، لابد من الاستمرار في التظاهرات وزيادة زخمها، مع الإصرار والصمود والثبات مستلهمين ذلك من إصرار وعزيمة وثبات رائد الأحرار والثوار الحسين “عليه السلام”، فإنَّ في ذلك النصر الحقيقي، وصناعة تاريخ العراق، وتحقيق المعجزة، على حد وصف الناشط والمتظاهر الصرخي الحسني في بيانه الموسوم “من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني” حيث جاء فيه: (اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في تحويل البلاد الى شريعة الغابِ الاكثرِ توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو انجازٌ عظيمٌ ورائعٌ لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من ادامة الزخم والمثابرة في العمل، فانتم تصنعون التاريخ للعراق وانتم تحقّقون المعجزة لو اصررتم وثبتّم).