6 أبريل، 2024 9:56 م
Search
Close this search box.

انتقال رئيس الوزراء الى خارج الخضراء , أبعاد واوّليات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا نجزم ولا نزعم , ولا ندّعي ايضاً أنّ نقل السيد عادل عبد المهدي لمقره ومكتبه الى المنطقة المقابلة للمحطة العالمية , هو خطوةٌ دعائيّة مجيّرة وموظّفة لأغراضٍ إعلامية في محاولةٍ اسيتباقيةٍ عجلى للتأثير السيكولوجي والسوسيولوجي على الرأي العام العراقي , ولربما تغدو خطوة مدروسة لمْ تتكشّف ابعادها او افرازاتها التي نشكّ في وجودها .!

إنما من الجانب الآخر , فأنّ نقل و انتقال رئيس او< مجمل رئاسة ومكاتب رئاسة الوزراء افتراضاً > , فأنه ” بدءاً ” لابدّ أن يتسبب بحالة من الأزدحام المروري المزدحم اصلاً في تلك المنطقة , كنتيجةٍ طبيعية للإجراءات والإحترازات الأمنيّة المطلوبة .. ثُمّ نرى أنّ السيد عبد المهدي ربما تعجّل بذلك بعض الشيءِ او اكثر .! فليس من المنطق او نصفه او حتى اقلّ من ذلك أن تبقى المنطقة الخضراء مغلقة على نفسها وعلى قادة الأحزاب والنواب والملحقات ومشتقاتهم بينما لوحدهِ عبد المهدي خارجها .!

وإذ من المفترض والطبيعي أن يكون القصر الجمهوري ومبنى المجلس الوطني السابق هما المقرّين الرئيسيين للسيدين برهم صالح وعادل عبد المهدي , وما يلحق ذلك من مكاتب مجاورة , وما يترتّب عنه بضرورة خروج وإخراج جموع الساسة الآخرين والمستفيدين والخائفين واخوانهم المرتعبين او المرتجفين , وتحت ايّ إخراجٍ او سيناريو قد يحفظ ما تبقى من ماء او مياه وجوههم إذا ما لا زالت باقية او متبقيّة , فهل يتمكّن رئيس الوزراء من اتخاذ خطوة ثورية وفورية بأخلاء هذه المنطقة الخضراء الفاقدة للّون الأخضر والخُضار من غربائها القاطنين فيها عنوةً .! والإجابةُ عن ذلك تمتزج وتتزاوج بِ ” لا و نعم ” في آنٍ واحد , بالرغم ممّا يتملّكنا من شكوكٍ وظنون تفوق الرقم ” مليون ” .!

ثُمَّ أنّ نقل رئيس الوزراء الجديد الى موقعه الجديد لا يُفيد ولا ينفع ولا حتى يؤثّر على ايّ مواطن من او في العاصمة والمحافظات وحتى القرى والقصبات ! فكان الأجدر بالسيد عبد المهدي أن يبادر عهده وولايته ” كخطوة اولى او اوّلية ” بفتح الجسر المعلّق للمواطنين ومركباتهم وعجلاتهم , وذلك ما لايؤثّر على سلامة ارواح سادة وقادة قاطني المنطقة الخضراء ومَن معهم من ملحقات او ملاحق , سيّما أن لا خطورة أمنيّة بفتح الجسر المعلّقة اوضاعه منذ بدء الأحتلال , ويمكن وضع سيطرة هناك مزوّدة بأجهزة تفتيش حديثة للتأكد من عدم مرور أية عجلة مفخخة افتراضاً . وايضاً يبدو ممّا قيلَ ويُقال في بعض المصادر الإخبارية ” وليس من القيل والقال ” أنّ السفارة الأمريكية لا توافق على فتح المنطقة الخضراء لأسبابٍ أمنيّة بالرغم أنّ مثل ذلك لم يجرِ الإعلان عنه رسمياً من قبل الأمريكان , لكنّما اذا ما صحّ ذلك فهذه كارثة الكوارث بالنسبة للحكومة العراقية الجديدة , وقد يتضاعف حجم هذه الكارثة اذا ما جرى توظيف وتجيير الجانب الإعلامي الوطني بالضد من الرفض الأمريكي المفترض , فهذه المنطقة تُمثّل السيادة العراقية وتمس مشاعر الشعب < ونشير هنا الى أنّ ما يسمى بالمنطقة الخضراء التي كان إسمها ” حيّ التشريع ” قبل الأحتلال , فأنها او شارع القصر الجمهوري السابق كان مفتوحاً للمارّة وحركة عجلات المواطنين من اتجاه قاعة الخلد الى جسر الجمهورية , والى غاية السنوات الأوائل من ثمانينيّات القرن الماضي إبّان الحرب العراقية – الأيرانية , وقد جاء اغلاق ذلك الشارع الرئيسي كأجراء أمني استباقي إثر عمليات تفجير ضد اهدافٍ ما في العاصمة , ونشير ايضاً إنّ ما نذكره لا يتعلّق بنظام الحكم السابق وسياساته , وإنّما للإشارة الى أهمية تلك المنطقة من الجانب الوطني والجماهيري , ويتذكّر المرء في زمن الرئيسين الراحلين عبد السلام وعبد الرحمن عارف فأنّ حافلان نقل الركاب ومركبات المواطنين كان طريقها من أمام القصر الجمهوري مباشرةً , وكانت المنطقة بين القصر والمجلس الوطني تضم صالة العاب البولنك ومسبح بغداد , وعلى القرب منها فرقة المسرح القومي او مؤسسة السينما والمسرح . وهذه امثلة منتخبة لما تمثله المنطقة الخضراء للعراقيين .

ما مطلوب الآن ابلاغ السفارة الأمريكية بالبحث لها عن مكانٍ آخر مع منحها مهلة زمنية لذلك ” وهذا الموضوع لا علاقة له بالسياسة والأحزاب واعتباراتٍ اخرى مفترضة , والى ذلك ايضاً فينبغي ابلاغ السفارة البريطانية بأخلاء مقرها في الخضراء والعودة الى بنايتها العريقة والمعتّقة في شارع حيفا ” الشواكة سابقاً ” , والأمر مسحوب على كلّ السفارات المقيمة في هذه المنطقة , وأنّ اجهزة الأمن العراقية ليست عاجزة عن تأمين الحماية لكلّ تلك السفارات والقنصليات , والأمر الآن متروك للرئيسين صالح وعبد المهدي وضغوطات سادة وقادة الأحزاب , وبقيَ ممّا بقي القول أنه لا يناسب العراقيين رؤية طائرات الهليوكوبتر الأمريكية تهبط وتقلع من محيط السفارة الأمريكية ولا يستطيع العراقيون الدخول الى هذه الخضراء التي لم يشاهدوها منذ 15 عاماً ونخشى أن تمتد لِ 15 عاما أخرى .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب