قام احد الجنود بضرب صورة لصدام… فانتشرت شرارة الثورة اسرع من انتشار النار في الهشيم… هكذا بدات انتفاضة 1991… لا معارضة ولا كلاوات…
هجم الثوار على مقرات الحزب… وسحلوا قيادات السلطة… ولم ينجو من البعثين الا من لبس عباءة زوجته…
لم تكن الانتفاضة متوقعة…
لكن افعال صدام ظالمة.. وشعبنا له ردود فعل غير متوقعة… وصادمة..
ويبدو ان التاريخ سوف يعيد نفسه قريبا…!
واذا نظرنا إلى إلى قوة السلطة والحزب والديكتاتور… وقارناها بقوة احزاب السلطة حاليا … يمكن القول ان الانتفاضة اقرب مما نتصور… بسبب ضعف السلطة… فضلاعن عنجعية واستهتار وفساد السلطة الحالية واحزابها او حزبها الاوحد الحاكم منذ 2003…
يبدو ان السلطة الفاسدة تحفر قبرها بيدها حاليا… لماذا؟
اولا. الفاسدون لم يفهموا المعادلات التي تحكم الواقع العراقي وخاصة الشارع. .. وكان أداءهم غبيا وساذجا..
ثانيا. اغلب الفاسدين ممن دخل العراق مؤخرا… هوغير قادر على فهم الواقع العراقي والمزاج الشعبي.. وهم قد داسوا ببطن الشعب… وشعبنا انفعالي غالبا..
ثالثا. رفع الفاسدون شعار “ما ننطيها” كذلك قولهم “منو يكدر ياخذها”، وهو تقليد لشعار المجرم صدام… حينها قال. “اللي يريد يحكم العراق يستلمها تراب”
يعني الحزب السابق والحالي لا يقرون بالتداول السلمي… ويصرون على استفزاز الشعب..
وكلاهما لا يرى ضرورة للتنفيس عن الشعب او تغيير الواقع.. او اصلاح الحال..
الغباء والغرور نفسه…
ويمكن القول ان الانتفاضة الحالية بدات في 2016.. ولم يكن دخول البرلمان الا مرحلة من مراحلها.. لاجل تصويبها وابعادها عن الارتجالية والعنف… وتم ايقافها من قبل زعيمها السيد مقتدى السيد محمد الصدر لاسباب موضوعية… ومنعا للفوضى… وقبولا لراي الأصدقاء والاعداء.. الذين احتجوا بضرورة الخضوع للديمقراطية وللتداول السلمي…
صارت انتخابات حسب ذوق الفاسدين وتخطيطهم… وهم خسروا…
فازت سائرون… باعتبارها تمثل الشارع المتوتر… وهي فرصة للتهدئة والامل بالتغيير والاصلاح…
ايام قليلة واشتغل حزب السلطة ابو “ما ننطيها” ودخل العراق والشعب في حالة توتر وانذار..
اصرار حزب السلطة على تجاهل المطلب الشعبي… ومحاولة القفز على نتائج الانتخابات… ليس قرارا عقلانيا..
اليوم.. يصر الفاسدون على تعقيد الامور وهم بذلك يفتحون الباب لانتفاضة شعبية… لا تختلف كثيرا عن انتفاضة 1991…
التي شهدت سحل قيادات الحزب الحاكم…
لان الشعب ينتظر تغيير واصلاح.. لم يقدمه الحزب الحاكم.. ولن يستطيع.
وللحديث بقية