لا تتفق المصطلحات الاعلامية مع الافق السياسي للجهات التي تمويل مختلف وسائل الاعلام ، لذلك يلتبس الامر في بعض الاحيان حتى المتابع الحصيف في توصيف الامور بمسمياتها المناسبة ، فهناك اختلاف ما بين وصف موقف الاكراد من الحكومات المركزية ب”المسالة ” او” القضية” او “مطالب حق تقرير المصير”، اليوم برز نائب رئيس مجلس النواب ” الكردي” عارف طيفور ليتكلم صراحة عن حكم كونفدرالي ، اي نظام دولتين مستقلتين ، للانتهاء من المشاكل ما بين حكومة الاقليم والمركز .
في سياق هذا التحليل لمنطلقات الفهم الاعلامي لحقيقة ما يحصل في عراق اليوم، جعلت شخصية مثل الدكتور احمد الجلبي يوصف ما يحدث في الانبار بكونه “انتفاضة “، فكما يريد اكراد العراق الفيدرالية لهم والديمقراطية لكل العراق ، فان تطبيق هذا الشعار منذ مؤتمر صلاح الدين وحتى اليوم قد مر بمراحل بدأت بلملمه شعث المعارضة العراقية ونقل خلافاتها الى الخلف من اجل هدف اسقاط نظام صدام حسين، حتى تصل الامور فيما بعد الى عدم احترام تلك الشعارات التي رفعت على ابواب مؤتمراتها ، ولا احترام ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر اربيل الذي انتهى الى تسمية السيد رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية ، وما تضمنه ذلك الاتفاق من مفردات لم تطبق ربما تبدأ بما عرف بمجلس السياسات الاستراتيجية، وقد لا تنته اليوم بانتفاضة الانبار ،مرورا بتصاعد الحديث عن التهميش وحصر الصلاحيات لا سيما الامنية بيد القائد العام للقوات المسلحة .
لعل اخطر ما نبه اليه الجلبي ان داعش الارهابية توظيف مشاعر الاحباط التي اصبحت من الحقائق اليومية في المنطقة الغربية من النظام السياسي الجديد، بما لا تستطيع القيادات السياسية العراقي فرض نموذجها للسلام الأهلي في البلد ، فينتهي الامر به الى نموذج المطالبة بالحكم الكونفيدرالي،فاذا كانت الاخطاء المتبادلة بين تطبيقات قيادة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية قد وصلت الى هذا النموذج فكيف يمكن تصور نتائج الاخطاء المتبادلة ايضا بين الحكومة المركزية و”المحافظات الست” المنتفضة على سياساتها ؟؟
واقع الحال ان الاعتراف بالوقائع الميدانية افضل الحلول لبداية عملية تصحيح شاملة، وايضا المصارحة والمصالحة ،يمكن ان تؤدي الى تهدئة النزاعات المسلحة وفسح المجال لعقلاء القوم تحديد الاخطاء وكيفية الوصول الى تصحيحها من جميع الجوانب ابتغاء هدف واحد هو السلم الاهلي في بلد تزاد فيه النزاعات يوما بعد اخر، وتستورد له الحلول من الخارج ، اقليميا ودوليا ، في وقت المطلوب ان يطرح تصوراته الوطنية لحل مشكلاته ، والاعتراف بانتفاضة الانبار احدها، بعد ذلك يبدأ الحديث عن الحلول الوطنية والابتعاد عن التهديد بنظام كونفيدرالي قد تنقل عدواه لكل مكونات العراق الجديد.
[email protected]