23 ديسمبر، 2024 5:52 ص

انتعاش قادم في أسعار النفط .

انتعاش قادم في أسعار النفط .

تتأثر أسواق النفط العالمية بالحرب النفسية ، التي يطلقها البعض ، كأفراد ،أو منظمات ، أو مراكز بحوث مرتبطة بالدول المستهلكة ، وعلى سبيل المثال ، تقارير وكالة الطاقة الدولية ، وهي ليست بالجديدة .
ظاهرة انخفاض أسعار النفط ، منذ آب 2014 وحتى الآن،هي ظاهرت ليست بالجديدة ،إذ حدثت منتصف عقد ثمانينيات القرن الماضي، حتى إن سعر برميل النفط وصل إلى 8 دولار،وكانت أقسى على المنتجين منها الآن، وهي تحدث ضمن سياق مجموعة مؤثرات ، وأبرزها :

1 – السوق ، وهو مايصطلح عليه اقتصاديا”، بقانون العرض والطلب، إذ يشكل فائض الإنتاج الحالي من النفط ، سبب رئيسي ، في انخفاض أسعار النفط، وكما حث بعد منتصف ثمانينيات القرن الماضي .

2 – السياسة ، وهي سبب رئيسي أيضا” في رسم ملامح سوق النفط، إذ يسهم تدخل المنتجين الكبار ، وعلى رأسهم الأخت الكبرى في منظمة أوبك ،المملكة العربية السعودية الآن ، باتخاذ قرارات تندرج في خانة تكسير عظام خصومها السياسيين ، من داخل أوبك وخارجها ( إيران وروسيا ) ، وإغراقهم بالخسائر المادية ، حتى ولو على حساب خسارتها.

3 – تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي ، وهذا مابينته الأرقام المعلنة عن نمو بنسبة 6% في الاقتصاد الصيني عام 2015 ، وهو الأقل منذ ربع قرن ,وبالتالي فأن هذه الأرقام الضعيفة تؤشر على انكماش ابرز اقتصاد نامي في العالم ، وهو الأكثر حيوية بين دول العالم . أن انخفاض الطلب على النفط ، أو كما كان مخططا له بالنمو، يتطابق مع أرقام ومؤشرات الاقتصاد العالمي المتباطئ.

من خلال هذه الأسباب المترابطة ، بدأت ملامح جني الثمار ، للفاعلين في اتخاذ القرار النفطي ، وأبرزهم المملكة العربية السعودية ، إذ أعلن الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل الروسية ( وحيد علي كبيروف ) الأربعاء 20 / 1 / 2016، وعلى هامش مؤتمر دافوس ( إن صناعة النفط اليوم هي قرب أقصى قدرة لها على الصمود ) وبين أن النفط الروسي سيتعرض هذا العام 2016 ، إلى انخفاض يتراوح بين 2-3%، وان أسعار النفط ستحوم حول 30 دولار/ب للربع الأول من العام الحالي ،بينما سيكون معدله 50

دولار/ب لبقية العام ، يرتفع تدريجيا” ( وهذا ماذهبنا إليه في مقالة سابقة ، النفط وحرب تكسير العظام ). أما إيران فأنها ستحتاج من 4-5 سنوات ، كي تستطيع رفع إنتاجها بشكل كبير ، بسبب تقادم معداتها ، وحاجتها إلى استثمارات كبيرة لتحديث حقولها النفطية ، وهو ذات السبب الذي جعل روسيا تجمد مشاريع استثمارات لتطوير حقولها النفطية ، بمبلغ 150 مليار دولار.

يذكر إن هناك تهويل كبير للكمية التي ستطرحها إيران ، وهي جزء من الحرب النفسية ضد أسواق النفط ، والمنتجين في أوبك تحديدا”، بعد رفع العقوبات عنها والتي تقدر ب 500 إلف برميل/ ي ، تضاف إلى إنتاجها الحالي . انقلاب الولايات المتحدة بين ليلة وضحاها على الاتفاق النووي، والذي لم تجف حروفه بعد ، والتهديد بمزيد من العقوبات على إيران ، بسبب تجاربها الصاروخية الباليستية الأخيرة ، وتردي علاقاتها مع محيطها الخليجي ، وخسارة أسواقه،لاسيما في الإمارات العربية المتحدة ، بعد أزمة حرق السفارة والقنصلية السعوديتان ، في كل من طهران ومشهد ،كل هذه المؤثرات السياسية ،والاقتصادية ، وغيرها ، سوف تبقى ماثلة في مشهد النفط وأسعاره.