23 ديسمبر، 2024 5:17 م

انتصر الحشد الشعبي – وينتصر

انتصر الحشد الشعبي – وينتصر

انتصر بواسل الحشد الشعبي.. ليخسأ دواعش الرسالة الخالدة
الأرض وحدها تشهد, انتصارات الحشد الشعبي ومآثره واسمه وضحاياه قد ترسخت جذورها في الوعي الوطني, وكأي انجاز كبير سوف يؤثث في الذاكرة العراقية مستقبل اجيال, الحثالات من بابهم الى محرابهم ستبقى النماذج الاسوء لقذارة المرحلة.
 
وشر الأمور ما يضحك, والمبكي بما هو مضحك, ان يحاول لقطاء الرسالة الخالدة من النافقين اجتماعياً واخلاقياً وضميرياً, ان يمسخوا النصر الى هزيمة, ليعود المنتصر مرسوماً على وجهه اسى الخيبة والخذلان وغصة الندم ودموع الأرض تتوسله لأكمال مشواره انتصارات في الموصل والأنبار وكركوك.
 
عندما سقطت الموصل الساقطة اصلاً سقط معها الثلث الغربي من الأرض العراقية ومعها الأعراض والممتلكات والكرامات, واختتمت المؤامرة فصلها الجاهز وهي تلعق ما تركه الزناة على افخاذ الأمة من ضحايا وشهداء ونازحين ومهجرين, وتصدر دواعش الدواعش وسائل الأعلام العالمي الأقليمي والمحلي ليعلنوا انتصارهم الطائفي مجازر وحشية بحق بنات وابناء محافظات يدعون تمثيلها, كالقطط التي تفترس صغارها افترسوا اهلهم بشهية الخيانة والغدر, عندما اكتسبت السفالة شرعيتها, دقت المؤامرة ابواب مصير بغداد والعراق معها.
 
بعد السقوط وما رافقه من وحشية الأبادة والسبي والتهجير والنزوح المآساوي واعلان دولة الخلافة برنامجها للذبح والحرق والسلخ على طريقتها الأسلاموية, وشرعنت قتل التاريخ واجتثاث المعالم الحضارية, حظيت بالتواطؤ والتضامن الأعلامي لجناحها السياسي من داخل المنطقة الخضراء, كانت ضحايا المناطق المنكوبة تستجير والوطن ينادي, هناك عراق آخر في الجنوب والوسط, وحده استجاب لنداء الأرض والأنسان, فقرر الأخيار فيه ان يضغطوا على جراحهم النازفة اصلاً ليقدموا فيالق جديدة من الشهداء والأرامل والأيتام والمعوقين, وينتصروا الى اشقائهم في المحافظات الغربية, فكانوا متطوعو بواسل الحشد الشعبي, جدار من الدماء والأرواح والأجساد لحماية بغداد والوطن واعادة تحرير المواطن في المحافظات المنكوبة بدواعشها.
 
الحشد الشعبي قالها: لا لن يسقط الوطن ثانية, ولن ترتدي بغداد الحداد, وقد تابعنا حرائق المواجهات بين ابناء العراق من قوات امنية وحشد شعبي والمخلصين من ابناء العشائر والمدن المنكوبة, وبين سليلي التآمر والغدر والخيانات من دواعش الرسالة الخالدة, كان نزيفاً من الدماء والأرواح والمعاناة قلب طاولة المؤامرة على رؤوس المغامرين, فكانت تكريت نقطة المواجهات التي منها يبدأ النصر النهائي, كانت احداث كارثية تركت خلفها الاف الشهداء من الحشد الشعبي, والاف الألاف من الأيتام والأرامل والمعوقين وتمزق وضياع عوائل عراقية ودعت ابنائها فخورة لتلبية نداء الوطن وافتاء بعض المراجع الوطنية.
 
مثلما انتصر العراق بحشده الشعبي في جبهات متعددة, انتصر في صلاح الدين, مواطني القرى والمدن المحيطة بتكريت استقبلوا ابنائهم المنتصرين بالأفراح والأهازيج والشكر والأمتنان وامتزجت دموع نبل العواطف بين الأهل وابنائهم والتهبت مشاعر الوفاء والمشتركات على وجوه بواسل الحشد الشعبي واهلهم من حول تكريت, انهم تحرروا من كابوس دواعشهم القابعة في زوايا محافظاتهم, بقايا من بقايا ذاك الزمن البعثي البغيض, المتأمرك الآن حد عظم الخيانة, لحظات كان مركز تكريت محاصر وداخله قيادات دواعشها, استبدلت الدواعش وجهيها, وعبر هدنة عشرة ايام مشبوهة خططت لها امريكا ودواعش العملية السياسية وتواطؤ الأنبطاحيين من حكومة الصفقة غريبة الأطوار, فجعلوا من النصر هزيمة والفرح حزناً ودواعش الأمس شرطة محلية وافواج حمايات وحشد (وطني!!) ومواطنيين ابرياء سرق الحشد الشعبي اموالهم وفجر بيوتهم!!! ثم سحبت الدواعش الميدانية اوراقها ورفعت دواعش العملية السياسية اوراقها, انها السفالة بلا حدود.
 
مبغى دواعش العملية السياسية لعب اوراقه, فقلب طاولة الهزيمة على رأس العراق المنتصر, آل النجيفي لعبوا اوراق كتلة دواعشهم, المطلك والكربولي والعاني لعبوا اوراق كتل دواعشهم, البعثي المتعفن اياد علاوي اعاد لعبة اوراق دواعشه, سليم الجبوري لعب اوراق دواعش حزبه الأسلاموي, لم يتخلف محافظي دواعش المحافظات الغربية عن توظيف اوراقهم, حيدر الملا المستدعش على الوجهين استقرد على مسرح الوجع العراقي, عزف الأعلام الطائفي في الجزيزة والعربية والشرقية وكل الأخوات ما يلحنه الوجه السياسي لعملة الدواعش, هناك المفارقة المحزنة المضحكة, معجزة الأستجابة الجاهزة الغبية لدواعش متخفية من داخل التحالف الشيعي التي تشكلت بمعيتها حكومة الصفقة بكامل التزاماتها اللاوطنية, انها الخذلان تحت الطلب والقادم اعظم.
 
بربكم : شاب من العمارة او من الناصرية والبصرة والديوانية والنجف, يلبي نداء الوطن وفتوى المراجع الدينية, ليتطوع تاركاً خلفه زوجة واطفال وام وعائلة وحياته على فوهة مدفع داعشي, ليذهب لنصرة اخوات واخوة واهل له في صلاح الدين, احتلت ارضهم واغتصبت اعراضهم وممتلكاتهم وكراماتهم, كل هذا من اجل ان يسرق ثلاجة او غسالة ويهرب بها الى العمارة مثلاً, وكم عدد المفارز والسيطرات التي عليه ان يتجاوزها ان لم تكن المئآت, ومن يعقل ان اهل تكريت الذين حملوا معهم الكثير من الأدوات والأثاث والأغطية والأفرشة ومختلف المقتنيات, يتركوا قطعة ذهب او نقود ليستحوذ عليها نبلاء الحشد الشعبي, هل يستطيع آل نجيفي والكربولي والمطلك والعاني وعلاوي والمشهداني والجبوري ان يقنعوا انفسهم اصلاً بما يدعون, لو قدر للسفالة والدنائة والأنحطاح ان تنطق, لأعلنت برائتها من تلك النماذج التي تجاوزت قذاراتها معترضة على  انها اكثر عفونة.
 
لو قلبنا المستحيل, وافترضنا ان حالات شاذة او مفتعله قد حدثت, فهل ان الثلاجة اكثر اهمية من 1700 شاب عراقي تمت ابادتهم على اساس طائفي وبدم بارد, جريمة بشعة خيم عليها التعتيم والتسويف والغموض ثم ستقلب صفحتها كما قلبت صفحات المئآت من الجرائم, آل النجيفي ودواعش المنطقة وحدهم يعرفون من يتاجر بتلك المسروقات في اسواق مزادات الموصل.
 
لا تعولوا على اغبياء بهلوانيي الشيعة من داخل العملية السياسية, نطالبهم فقط ان يوفروا لأنفسهم رمي التصريحات قبل ان يمسحوا لحاهم من دبق الولائم الدسمة او بعد حالة استرخاء انبطاحي من تحت سرير الصفقات المخجلة, الحشد الشعبي وحده المؤهل والقادر على اعادة الحق لأهله عبر فرض انتخابات استثنائية مبكرة, ليقول العراقيون كلمتهم التي اكتمل نضجها, وقد آن الأوان.