23 ديسمبر، 2024 4:52 ص

انتصرنا لكي يربح الانذال..!!

انتصرنا لكي يربح الانذال..!!

اثناء تجوالي من يومين في شوارع العاصمة بغداد رأيت اناسً تحتفل وترقص في الشارع وغيرهم يسيرون بعجلاتهم وهم يخرجون روؤسهم من النوافذ وغيرهم يتسكع سيرا على الرصيف ويبدو انه ثمل جدا وفي اي لحضة يقع وينام في مكانه.. واخرين من النساء (ذوات الشعر الاشقر)، متبرجات في سياراتهم الفخمة يرفعون صوت الكاسيت والقهقه تصل الى أذان الجميع..
تساءلت مع نفسي هل يوجد عيد في العراق، انا لااعرفه، وفي لحضة تذكرت ان هذا اليوم عطلة رسمية وفيه ذكرى عزيزة على قلوب جميع العراقيين (الشرفاء) فقط!!، وهنا ارجعتني ذاكرتي الى عام 2014 وبالتحديد يوم 10/6 ، عندما دخل تنظيم داعش الارهابي محتلا مدينة الموصل مع هروب كامل لعناصر الجيش والشرطة اصحاب (الراتب الكبير) والاسلحة والتجهيز العسكري الضخم، واعلان حالة التأهب القصوى للحكومة العراقية النائمة آنذاك.. كل تلك الاحداث دارت مخيلتي في لحضات وانا أشاهد مجاميع تحتفل وهي لاتعرف كيف تم تحرير تلك المناطق وماهي المآسي والازمات التي جرت عندما اغتصبت مدن عراقية وتهجر اَهلها عراة في الطرقات ، لم يكن هناك رجالات لا (حكومة) ولا (سياسيها) الجبناء، ولكن في نفس الوقت كان هناك ابطال وقفوا وتصدوا وضحوا بدمائهم الزكية وأنفسهم العطرة لكي يتحرر كل شبرا في العراق من دنس داعش القذرة..
ورغم التضحيات والفداء من تلك الثلة الخيرة التي رسمت ملامح النصر..
لم يجنوا شيئا سوى الاهمال والنسيان ، ونسب النصر الى فلان وفلان واصبح الجميع ينادي انه (محرر العراق).
و(المساكين) ذهبت ارواحهم هدرا ومنهم اصبح جليس المنزل (عاطلا) ومنهم اصبح (معاقا) ، لاراتبا ولاجاها.. و ذهبت المناصب الى من كان نائما او حالما او هاربا ، واصبحوا اليوم في الحكومة القادمة اسيادا..
عجبي على شعبا اختار من يريد بهم شرا ..
فحال البلد الان في المشهد السياسي اشبه بالواقع الحياتي المدني الذي تعيشه اغلب الاسر وافرادها.. فالاثنان يتراقصون على وجع المسكين ..
والفرحة التي ملئت الشوارع قبل يومين للبعض..!
وهم لم يشهدوا نارا او عيارا او جوعا او وجعا ..
بل كانوا مختبئين في بيوتهم او كانوا في الخارج يتسكعون كما هم الان..
هي نفسها من يعيشها السياسيون..!!
واليوم نحن وبعد ان اكتملت معالم الحكومة والبرلمان والساسة..
علينا ان نفكر، اما ان نصبح شبه اصحاب (الستر الصفراء) او نلتجئ الى الله (سبحانه وتعالى) فنحن تركناه مع الاسف وندعوه بأن يمن علينا بعطفه ويمحو لنا ذكر هولاء ويفرق شملهم ويعصف بهم كمثل (اصحاب السبت).. وللحكاية عبر لمن يعي ويفكر.. سلام