18 ديسمبر، 2024 9:43 م

انتصار الحكمة واحتضار الرذيلة

انتصار الحكمة واحتضار الرذيلة

بعد المشهد المروع الذي  شهدته الساحة العراقية من هجمات وحشية لتنظيم داعش اﻻرهابي وسيطرته على اكبر المحافظات السنية في العراق , وتمادي هذا التنظيم التكفيري في ممارسة ابشع اساليبه الاجرامية والتكفيرية وبالتالي دفع ملايين العوائل لهذه المحافظات المنكوبة بالنزوح منها قسرا نحو اراضي اكثر امانا , وان كانت باحات توسدوا بها الارض فراشا والتحفوا رحمة الله  ووسع السماء غطاء.

ان ما عاناه الشعب من احداث مريبة ومأساوية رافقتها المواقف المشينة من بعض الاطراف السياسية التي لم تضع امام عينيها مصالح ابناء شعبها ولم تراعي مطالبهم , زعزع الثقة في نفوس الكثير وخيب امالهم عندما تلطخت اصابعهم بحبر الدم النابض بالعراقة مستغيثة الخلاص والامان، مما جعلهم يفقدون الامل في اي سبيل للمصداقية ويستسلمون لقدرهم المحتوم , الا بعد ان شق  صوت الحق كفن الاستسلام والتمسوا واقع اكف عراقية تربت على اكتافهم وتأخذ بيدهم الى بر الامان , تمثلت ببعض القيادات السياسية التي يرى فيها اﻻعتدال والوقار خصوصا بعد  توليها اهتماما منقطع النظير لتلك الفئات النازحة المنكوبة والاهتمام بهم ورعايتهم وتوفير وسائل العيش الممكنة لإيجاد حل جدي وملموس لمشكلتهم والتخفيف عنهم، ثم السعي بخطوات سديدة لتامين عودتهم الى ديارهم وتحريرها من دنس التنظيم الداعشي المندس.

فأخذت المساعي تبصر النور في الدهماء , واخذ التبصر المنطقي الجدي يشق طريقه في التوسع والتوغل السلمي من اجل نتائج حاسمة تعيد هيكلة المجتمع العراقي ولحمته و دعامته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وبعد ارتقاء الدرجات الاولى من الاتفاقيات بين الاطراف والتي تضمنت تسليح العشائر وتفعيل دورها في مناطقهم المنتهكة  وتدريب ابنائها لتوليهم زمام الامور الامنية كخطوة اولية هامة في تامين المنطقة وفسح المجال لعوائلها بالعودة الى الديار تدريجيا.. سيمكن ابناء المنطقة بالانضمام الى السواتر الدفاعية للتصدي لأي طارئ ومزح الروح الوطنية الواحدة مع اخوانهم في القوات المسلحة والحشد الشعبي والتعاون فيما بينهم للقضاء على الكابوس الهمجي المتمثل بتنظيم داعش وانهاء وجوده جذريا وبالتالي تهدئة الاوضاع وتسكين الجراح وافشال كل المخططات التي كانت ترمي الى تمزيق  الصف العراقي وتسعى للتغيير الديمغرافي في حدوده الوطنية والتلاحمية.

فعودة النازحين اليوم علامة واضحة تبرز دور هذه الرموز القيادية الفذة وفاعليتها في تجسيد الصورة الحقيقية لقدرة البلاد على تخطي المرحلة الاصعب من نوعها في تاريخه بشكل خاص وتاريخ العالم بشكل عام واخطرها منذ الحرب العالمية الاولى , وامكانية هذه القيادات الرشيدة في تجاوز الخلافات واعادة صياغة المشهد العراقي بالشكل الذي يظهر بريقه الوطني ويوحد مكوناته من جديد عبر كتم انفاس الشر والرذيلة وتحقيق الانتصار المنشود باذن الله تعالى.