22 ديسمبر، 2024 8:20 م

انتصار الحرب الناعمة لاوباما  على الفوضى الخلاقة في العراق

انتصار الحرب الناعمة لاوباما  على الفوضى الخلاقة في العراق

عندما انسحبت القوات الأمريكية في 2011 فرح الجميع وفاخر بدوره في تحقيق الانسحاب  إلا العبد الفقير الذي لم يعتبر الانسحاب تحريرا وهذا العبد الفقير الذي يحلو للبعض تسميته بالدرويش وللبعض الأخر بزرقاء اليمامة لصواب تنبؤاته مع الأسف الشديد،هذا العبد الحقير يؤمن بان تشخيص الموقف السياسي وتحديد التحليل السياسي العلمي ليس قائما على الخطابات أو الإحداث الظاهرة على السطح أو على ما يشاع إعلاميا . بل هو قائم على الدوافع والنتائج والإمكانيات والبدائل، وهو يرى بان ثمة تقاطع بين الحرب الناعمة التي يخوضها اوباما في العراق وبين الفوضى الخلاقة السعودية القطرية الإسرائيلية .لقد اظهر محور الممانعة والمقاومة في العراق وسوريا ولبنان القدرة التامة على إفشال مخطط الفوضى الخلاقة حين لم يتم تجزئة العراق الى الان ولم تسقط الدولة العراقية ولا النظام في سوريا ولم يسقط النظام في ايران  خلال ما يسمى بالثورة الخضراء ولم يتم القضاء او تحجيم حزب الله في لبنان. الامر الذي دفع الإدارة الامريكية الى اللجوء الى الحرب الناعمة حيث الحرب بالنيابة والحصار  السياسي والحرب الاعلامية وافتعال الازمة الاقتصادية  والتحريض الشعبي في محاولة صناعة ربيع عربي امريكي في العراق وسوريا ولبنان وهو امر يتطلب دقة عالية وشوطا طويلا في الاداء وكسب الحلفاء والقدرة على السيطرة على الحراك الشعبي لخلق ثورة مضادة تقضي على المقاومة ومحور الممانعة في المنطقة وهو امر لاتفهمه ولا تريدهقوى الفوضى الخلاقة والدمار الشامل المتسارع والمتصاعد قوى مثل  اسرائيل ولا انظمة الخليج ومنها السعودية وقطر ولا حتى تركيا  واليمين الامريكي المتطرف هذا المحور وان كان يشكل لوبي داخل امريكا الا انه يبقى صنيعة لا سيدا للادارة الامريكية.ان الخوض في فوضى خلاقة مدمرة دون معرفة النتائج والعواقب بدقة يمكن ان تسبب في فقدان السيطرة على مجريات الاحداث او تلحق ضررا في المصالح الامريكية وان كان ضررا انيا موقتا امر غير مقبول امريكا ،لذا لاحظنا الاتي مع ايران حصل الاتفاق النووي حدث  ان تم سحب وحدات دفع مركزي عن الخدمة وبذلك تم الحفاظ على امن اسرائيل من خلال استبعاد صناعة قنبلة نووية او ذرية تهدد امن اسرائيل مقابل رفع جزئي تام للحصار مع استمرار الحظر الاقتصادي على ايران بسبب من دعم ايران لحركات المقاومة تحت ذريعة الارهاب مع استبدال الحصار بتخفيض اسعار النفط الذي الحق ضررا على الاقتصاد الايراني والروسي فضلا عن اثارة ازمة اوكرانيا ضد روسيا  والنجاح في وصول الإصلاحيين في ايران الى السلطة التشريعية والتنفيذية والاستعداد لتنصيب ولي امر المسلمين المقبل من خلال الإصلاحيين في مجلس الخبراء ولاجل ذلك وقفت امريكا لمنع اسرائيل من توجيه ضربة عسكرية ضد ايران وضد حزب الله في لبنان ،كما حجمت والحقت ضررا باقتصاد السعودية والخليج ونفعا اقتصاديا للانتاج المدني والحربي عند طريق تقليص كلفة نفقات الانتاج مع بقاء اسعار المنتوجات الامريكية عاليا، وعلى صعيد العراق الداخلي نجحت امريكا في تحجيم دور الحشد الشعبي وفصائل المقاومة من خلال توجيه الضربات العسكرية ضدها تحت ذريعة نيران صديقة ودفع الحكومة الى ايقاف الدعم عن المقاومة والحشد وتجميد واعاقة التقدم العسكري  وشل التحرك العسكري فضلا عن اثارة مظاهرات الاصلاح التي اسقطت شعبية الحشد واظهرت فشل اعلام الحشد حتى انتهى او يكاد دور الحشد والمقاومة في تعبئة الشعب والتاثير على الحكومة واكتساب الشعبية والسيطرة على حركة الشارع العراقي بالاضافة الى وجود هزائم للجيش النظامي في بعض المناطق المحررة عند مسك الارض فضلا عن احياء الخلايا النائمة من خلال الارهاب المتصاعد في المدن الامنة مما خلق قناعة عجز المقاومة على حسم المعركة نهائيا مع الارهاب وعجزها على قيادة الشعب لتحقيق الاصلاح الحكومي وياتي عجز المقاومة والحشد في تحقيق اهدافه في الاصلاح والتحرك بسبب من عدم وجود قيادة موحدة وبرنامج عمل واعلام ناجح وقدرة على التعبئة الشعبية عالية فضلا عن ضعف امكانياته وبعثرة وعشوائية تحركاته، ان الارهاب والفساد سلاح واحد لتحقيق الهدف الامريكي في تجزئة دول المنطقة وادخالهافي حروب وصراعات اهلية ممزقة ومدمرة وما الفرق بين الحراك السعودي والحراك الامريكي الا ان الامريكي يريد طبخ الامور على نار هادئة غير متسارعة محسوبة العواقب بدقة مع وضع بدائل اما الحراك السعودي الصهيوني فلا يفهم الا لغة العنف والدمار والابادة المتسارعة والمتصاعدة .