5 نوفمبر، 2024 4:41 م
Search
Close this search box.

انتصار الاشاعة على الحقيقة!!

انتصار الاشاعة على الحقيقة!!

قد لا يبدو انتصار داعش اعلاميا على شاشات بعض  الفضائيات وصفحات الانترنت في معركته ببغداد غريبا سواء بالمرة الاولى التي حدثت على اثر تداعيات  سقوط مدينة الموصل  او في المرة الثانية قبل اكثر من شهر ، فقد استطاع هذا التنظيم الارهابي من ان يثير الخوف والفزع من قدومه الى بغداد على مستوى الداخل والخارج حتى وان كان بعيدا جدا او غير موجود اصلا .. فلماذا حدث ذلك ولمرتين؟ ولماذا نخسر المعركة الاعلامية والنفسية مع عصابات لا تمتلك بنى تحتية لادارة عجلة الحرب النفسية كالتي نمتلكها؟ واذا كانت المعركة مع الارهاب سبعين بالمئة منها نفسية مثلما قال السيد رئيس مجلس الوزراء فلماذا لا نعالج هذا الجانب حتى تنقلب المعركة الى صالحنا ولا يتكرر ما حدث في الاشهر الماضية.

قد تكون اسباب رئيسية تقف وراء ما حدث ، منها:

    تبوءا غير المهنيين للمناصب الاعلامية المهمة ، وتداخل المهنية الاعلامية في نقل الحقيقة والخبر بالتوجهات السياسية والانتماءات الثانوية.

    ظهور المحسوبية والمنسوبية في التعيين بالمؤسسات الاعلامية على حساب الكفاءة والخبرة والتخصص.

    تقديم الخبرات الاعلامية المخضرمة واشراكها حصرا في صناعة القرار الاعلامي ، واعتبار مهنة الصحافة والاعلام لدى البعض من باب الوجاهة.

    انشطار المؤسسات الاعلامية في العراق بصورة غير واقعية ، صحيفة الحدث والحدث الجديد مثلا وكذا القنوات التلفزيونية حتى اصبح العدد غير واقعي  وبالمئات.. لا يعبر عن حراك انتاجي بقدر ما يخفي مصالح وخلافات اغلبها شخصية.

    اعتماد اغلب المؤسسات الاعلامية على الدعم الخارجي الجاهز الذي يقيد من حريتها في تناول الاحداث ومن تطورها الذاتي.

 

     ان اعتماد تنظيم داعش الارهابي على حسابات شخصية باسماء وهمية على صفحات التواصل الاجتماعي وارتكازه على قنوات اليوتيوب في بث اخباره وعملياته واستغلال قنوات فضائية لما يبثه ، كل ذلك لا يعطيه المرونة الكافية للانتصار على الحقيقة او محاولة الالتفاف عليها ان تصدى الاعلام الوطني المخلص الذي يقوده اكفاء مهنيين له .

    وان كان السيد رئيس مجلس الوزراء قد قام ببعض ما عليه في هذا الجانب ، بالتحذير مرة من مخاطر الحرب النفسية لداعش وتقدير حجمها في المعركة وبالاجتماع اخرى مع الاعلام الامني ومحاولة تقديمه في الواجهة بالتصدي للاشاعة ، فاننا نستغرب موقف مجلس النواب الذي لم يحرك ساكنا ووقف عاجزا عن اصدار اي تشريع ممكن ان ينظم عمل المؤسسات الاعلامية ويحد من انشطاراتها المتكررة وصراع المصالح الذي لا ينتهي ، مثلما نستغرب موقف المؤسسات الاعلامية ذاتها التي بقيت على نفس المنوال في تناول الاحداث ولم تأتينا بجديد يقلب معركة الاشاعة … الى صالحنا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات