22 نوفمبر، 2024 2:14 م
Search
Close this search box.

انتصار أم صمود ..؟!

انتصار أم صمود ..؟!

بدأ غبار الحرب الأخيرة على قطاع غزة بالانقشاع، وأصبحنا الآن أمام واقع جديد ومشهد سياسي آخر، وبعد العدوان ليس كقبله. فالمواجهة العسكرية وصمود المقاومة الفلسطينية أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث، ويتجلى ذلك بالتضامن العالمي الواسع مع شعبنا الفلسطيني، والمطالبة بإيجاد حل عادل للقضية.

لا انتصارات في الحروب، ولكن غزة صمدت بوجه العدوان وصدته واحبطت أهدافه وغاياته المرتجاة، وقاومت أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وأثبتت المقاومة الفلسطينية من خلال هذه المنازلة والمواجهة الشرسة أنها رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية للمنطقة لا يمكن تجاوزها.

لقد فشلت اسرائيل فشلًا ذريعًا، ولم تحقق أي هدف سياسي في هذه الحرب العدوانية على قطاع غزة، بل ارتكبت جرائم يندى لها جبين الانسانية باستهداف المدنيين ما ادى إلى استشهاد ما يقارب 250 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وجرح ما يقارب الألفي فلسطيني من المدنيين، وإلحاق الدمار والخراب في البنايات والأبراج السكنية والبنى التحتية.

القيادة السياسية الفلسطينية وفصائل شعبنا الفلسطيني مطالبة في هذه المرحلة بالتوجه للمؤسسة الاحتلالية وللإدارة الامريكية بقيادة بايدن وللعالم أجمع، أن وقف التصعيد ضد شعبنا ورفع الحصار عن قطاع غزة، وأن الحل الوحيد للصراع المتواصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين هو التزام المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية بتطبيق وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ورفع أيديها عن المناطق الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس الشريف، وأن هذا الشعب وقيادته ليس على استعداد لدخول مفاوضات عبثية جديدة مع حكومة الاحتلال، بعد مفاوضات طويلة امتدت اكثر من ربع قرن لم تحقق أي شيء سوى التوغل الاستيطاني.

لا نختلف إذا قلنا أن مواقف الرئيسي الجديد بايدن تختلف قليلًا عن مواقف الرئيس الأمريكي السابق ترامب، ولكن السياسة الامريكية المنحازة بشكل تام لإسرائيل لم تتغير. ويمكن القول أن صفقة القرن قد سقطت بمعناها الأوسع مما تحمله من سيرورة كاملة لتصفية وقبر القضية الفلسطينية وفرض عصر جديد، عصر التطبيع والتحالف الاسرائيلي مع الأنظمة العربية الخليجية الرجعية، وهذا تحقق بما انجزه شعبنا في الأسابيع الأخيرة في باب العامود والشيخ جراح وباحات المسجد الاقصى ومن ثم في غزة والداخل الفلسطيني 48، وما جرى وحدث من اعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، تلتف حولها الشعوب العربية وتتمسك بها كقضيتها الأولى.

صحيح أن العدوان العسكري الاحتلالي الاسرائيلي انتهى، ولكن السياسة العدوانية تجاه غزة وضد شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية لم تتوقف وهي تتواصل بوتيرة عالية، وعليه فإن المطلوب فلسطينيًا بعد المواجهة العسكرية هو البدء بإعمار غزة، وتعزيز وحدة الصف الوطني الفلسطيني، واستغلال الدعم والتضامن العالمي المتنامي والمتصاعد لصالح انتصار القضية، وضرورة تشكيل حكومة وطنية فلسطينية تجمع الفصائل والقوى الفاعلة في الشارع الفلسطيني، بعد تعطل الانتخابات، ورسم خطة واستراتيجية كفاحية ونضالية تقود لتحقيق أهداف وطموحات شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

أحدث المقالات