23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

انتشال العراق من الفشل

انتشال العراق من الفشل

على الرغم من التفاؤل الذي طغى على المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة, وفرح الاخ انور الحمداني والشعب العراقي بالتغيير الذي بشر به بأن هناك تغييرا نحو الافضل بعد ازاحة مختار ودكتاتور العصر وتشكيل الحكومه برئاسة السيد حيدر العبادي( والذي كان يشغل رئاسه اللجنه الماليه في البرلمان السابق), حيث انهم يدعون انه وضع العمليه السياسيه على المسار الصحيح سيما وانه حظي بدعم دولي كبير.الا انني ارى عدم توفر مؤشرات صلدة لأمكانيه حصول التغيير المنشود فالوزراء معظمهم من التشيكله السابقة, حيث ان ما حصل كان مجرد تبادلا للادوار ومن النواب من اصبح وزيرا وقد يكون قد اشترى المنصب كما تسرب الى بعض المواقع الاخباريه .اذن هي تقريبا نفس الوجوه التي ساهمت في الفشل السابق وبدا منذ الايام الاولى السيد رئيس الوزراء ببيعنا الكلام بالتحدث عن المفسدين و كيف انه اكتشف خمسين الف فضائي في الجيش وبانه (س)يلاحق الفاسدين بل انه حذرهم في احد مؤتمراته الصحفيه بانه سيصل اليهم وينال منهم, الا اننا لم نرى فاسد واحد خلف القضبان و هو يحاكم بصورة متحضره كبقيه بلدان العالم والاغلب ان الفاسد قد ضرب ضربته وهرب باموال السحت او انه محمي من جهة ما لانها ليست حالات فرديه بل شبكات ممتدة.وفي كل مره يؤكد على ان العراق دوله واعدة اقتصاديا وستكون قويه ماليا مع ان الواقع يشير الى عكس ذلك خصوصا اذا لم تتحسن اسعار النفط ودخل العراق في نفق الاقتراض وهو على الاغلب ما سيحصل

والشىء الاخر هو الضبابيه التي تحيط بقرارات واجراءات الحكومه فاتفاقيه النفط مع اربيل لم تعلن على الشعب الذي له الحق في الاطلاع عليها, بالاضافة الى ان امتيازات الرئاسات الثلاث والنواب مبهمه فقبل ايام سرب احد المواقع عن طعن النواب بقرار تخفيض روابتهم(الادخار الاجباري) وكسبهم الطعن اي اعادتها الى السابق فان صح الخبر فهو يبين الضمير الميت تجاه شعب ياكله الفقر والموت كل يوم. وحتى فكرة الادخار الاجباري الشيطانيه ستتيح لهم الانقضاض على اي تحسن ولو بسيط يطرا على اسعار النفط وليبقى الشعب يعاني المرارة, كما ان الموازنه تم تمريرها واقرارها بشكل مريب لكي لا يطلع حتى النواب عليها, اي تم لفلفتها واحتسبت انجاز برأس الشعب المسكين الذي انتخبهم بتغييب عقله لحمايه المذهب او طمعا بقطعه ارض اتضح انها وهم والذي وزع عليهم الوهم هو رئيس اللجنه القانونيه بالبرلمان فيا له من برلمان .

اتابع كاتبه اسمها هايده العامري عن الفساد والدوله العميقه والتي تؤكد صحة مايرد في مقالاتها وتطلب من المذكورين في مقالاتها نفي ما ورد فيها ولم اجد اي نفي لاي منهم, مما يدل على صحة ما تذكره

حادثة اخرى اود الاشارة اليها و هي ان دلت على شي فهي تدل على فشل وفساد السلطة في العراق, و هي اقالة نعيم عبعوب امين بغداد حيث اوردتها المواقع, وتعيين الدكتوره ذكرى علوش الا ان بعض وكالات الانباء عادت واكدت بقاءه بمنصبه بل اوردت ان هناك من تظاهر تاييد له (ويا لها من مصيبة) الا انه بعد عده ساعات قرانا مجددا ان قرار الاقاله صحيح, واغلب الظن انه عوض بمنصب اخر وفق المحاصصه .ان اكثر البلدان فشلا تدار بطريق افضل مما يدار فيه العراق فالتصريحات بشان داعش غير دقيقة ولازالت تحتل جزء من الوطن اما الميليشيات وبالرغم من تصريحات السيد العبادي بالحد منها وحصر السلاح بيد الدوله فهي تحكم المشهد العراقي وتفتك بالمواطن وفق ارادتها وحتى تتخاصم فيما بينها وسط العاصمه .

كل يوم تعرض قناة البغداديه عبر استوديو التاسعه مآسي يشيب لها القلب قبل الراس ونتساءل هل بقي هناك شيء اسمه انسانيه في العراق .

ان العراق غارق في الفشل وانتشاله لن يتم على ايدي من اوصله الى هذا الوضع وعلى العالم ان يساعد هذا البلد على النهوض من هذ الكبوه ولابد ان تتولى الامم المتحدة مهمة تطوير مؤسساته وتخليصها من الفساد عن طريق ايجاد نظام مراقبه دقيق ومحايد بعيدا عن الطبقه السياسيه الحاكمه التي تدير البلد بطريق غض نظرك عما افعل وانا بالمقابل اغض النظر وابلغ دليل على هذه النظريه هو غلق ملف استدعاء رئيس لجنة اغاثة النازحين من قبل البرلمان فجأة على الرغم مما تضمن هذا القرار من اهانة لكرامه النازحين واهمالا لمعاناتهم , كذلك المساعده على اقرار القوانين التي تحقق مصلحة الوطن المخزونه في مكاتب القطاعيات السياسه كما وصفتها النائبه عاليه نصيف واعادة الهيئات المستقله المنهوبه من قبل هذه الاقطاعيات وجعل الكفاءه هو المعيار لتسلمها كما ان من الضروري ان تساهم الامم المتحدة بناء انسان عراقي سليم التفكير بعدما عاث المفسدون وداسوا على كرامته سيما وان للامم المتحدة تجربه ناجحه في تأهيل بلدان افريقيه كانت حالتها كحال العراق ذلك بناء على اقتراح طرحه السيد عدنان حسين في عموده اليومي على صفحات جريده المدى في السنه الماضيه بعدما تبوأ العراق كل منصات الاوليه في الفشل والفساد وذلك لاخراجه من وضعه الحالي واعادته كبلد محترم بين البلدان .وهنا اشير الى مقترح السيد اياد علاوي ايضا حول تدقيق حسابات

الوطن المنهوب من قبل شركه عالميه محايده وممكن ان يتم ذلك بالتعاون مع الامم المتحده وهذا واجب اخلاقي اتجاه الوطن .

ادعو كل من يحب العراق باخلاص ويرجو له ان يتعافى من مصابه ان يتبنى هذا المقترح لانه الطريق الوحيد للقضاء على الفساد والارهاب معا لانهما وجهان لعملة واحدة .