22 نوفمبر، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

انترنت ام انتر(فيس)؟

انترنت ام انتر(فيس)؟

سؤال غريب نوعاً ما ولكنه حقيقي في ظل طغيان موقع الفيس بوك على اغلب المواقع الاخرى في الانترنت ووصوله الى عرش المواقع الاكثر زيارة على مستوى العالم كله. ولأعادة صياغة السؤال بشكل اكثر وضوحاً:

هل نحن مرتبطون بالأنترنت الذي هو الشبكة الدولية العالمية التي تضم اكثر من مليار موقع ام اننا نرتبط فقط بموقع واحد من هذه المليار موقع؟

تبرز حقيقة لا خلاف عليها ان اغلب المستخدمين في دولنا الشرق اوسطية قد ادمنوا الانترنت فقط من اجل الفيس بوك لا غير بعد ان كانت مواقع العاب الفيديو والمواقع الاباحية هي الاكثر رواجاً لدينا في الشرق الاوسط فما الذي حدث؟ وكيف نشأت هذه الظاهرة؟ وهل ستكون حالة دائمة للعرب والمسلمين؟ اسئلة كثيرة سأحاول الاجابة عنها في هذا المقال رغم اني لا ادعي المامي بكل ما حصل ويحصل في هذا العالم الغريب العجيب ولكنها وجهة نظر مختص تستحق على الاقل التوقف عندها ومناقشتها وربطها ببقية الحقائق الشخصية والعامة لكل منا فهيا بنا:

الهدف الاساسي من الفيس بوك:

برز الفيس بوك منذ اكثر من 10 سنوات كموقع للتواصل الاجتماعي وبرأس مال بسيط وبهدف ربط الناس عن بعد وحفظ التواصل بين الاشخاص المتباعدين بهدف اكاديمي لطلبة الجامعات بداية ثم انتشر الى ابعد من ذلك ليكون موقع تواصل لعامة الناس ووصل عدد مشتركيه او عدد حسابات المستخدمين فيه اكثر من مليار مستخدم.

الانحراف الاول:

بدأ الانحراف في مسار هذا الموقع حين بدأ يعتمد على السوق الحرة والاقتصاد العالمي والدعايات الاعلامية والاعلانات مدفوعة الثمن لدعم استمراره فبدأت الاعلانات تزعج المستخدمين في كل مرة يدخلون فيها الى الموقع واخذ الامر يزداد سوءاً حيث فتح الباب على مصراعيه للأعلان عن كل شيء ولأن عدد المستخدمين كان ينمو بكثرة فقد تشجع المنتجون والموردون والمستثمرون على زيادة الانفاق على الاعلانات في هذا الموقع مما زاد الامر سوءاً اكثر واكثر.

استمرار الانحراف والانعطاف الخطير:

يستمر الموقع يجني ارباحاً اكثر ومستخدمين اكثر واعلانات اكثر بسبب تنوع وتعدد محتوياته من اخبار وتقارير وملفات فيديو وموسيقى وكتب بل ان المستخدمين من كل حدب وصوب التجأوا الى مشاركة كل شيء في كل لحظة من لحظات حياتهم وهنا حانت الانعطافة الخطيرة في ظهور ما يسمى (الهندسة الاجتماعية) بدراسة سلوك المستخدمين وما يفضلون وما يتابعون وما يهتمون لأمره اكثر من غيره فبدأت برمجيات خبيثة مغرضة تعمل في السر اثناء تصفحنا للموقع وتقليبنا لصفحاته والانتقال من صفحة الى اخرى بتحليل سلوك المستخدم لمعرفة ما يقومون بعرضه له

من اعلانات وصفحات لتشجيع الاستهلاك اكثر والارتباط اكثر واكثر بالموقع ومحتوياته مما جعل الامر يتجاوز الخطوط الحمراء على حد تعبير الكثير من المهتمين بهذا المجال ومن كل دول العالم يضاف الى ذلك ما صدر اخيراً من تقارير عن شركة الفيس بوك نفسها تثبت وجود تجارب نفسية على المستخدمين لحرف وتغيير طريقة تفكير المستخدمين من خلال الاختيار المدروس لنوعية الاخبار والصفحات والمنشورات التي يراها المستخدم اكثر من غيرها لمحاولة حرف الرأي العام العالمي بخصوص القضايا المصيرية بما يخدم سياسات الدول المسيطرة على الفيس بوك وامثاله من المواقع الامر الذي يسلب الانسان حرية التفكير والاختيار وهي النعمة الكبرى التي رزقنا الله تعالى بها ويعتبر سلبها من الانسان سواء علم او لم يعلم جريمة كبرى ترتكب بحقنا جميعاً كل يوم يضاف الى كل ذلك امر اخر اكثر اهمية وهو خرق خصوصية المستخدم التي يجب ان تكون مكفولة ومحفوظة من قبل ادارة الموقع والتي اخذت تبيع إحصاءاتها عن سلوك المستخدمين لمن يدفع اكثر ويتحكم في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر والثقافة اكثر! فهل سنقف وقفة جدية لمراجعة النفس واتخاذ القرار المصيري؟

استدراج:

لا يخفى على احد الفوائد الجمة التي يوفرها موقع الفيس بوك وقابليته لربط اغلب مواقع العالم في مكان واحد وسهولة وسرعة تحصيل المعلومات والاخبار وتقارير الطقس والمناخ والعلم والتكنولوجيا والتطورات السياسية والعلمية والثقافية وكل شيء في موقع واحد وكذلك التواصل العلمي والمعرفي والثقافي والاجتماعي الامر الذي يجعل خيار تركه صعب بل مستحيل للكثيرين ومن هنا وجب الحذر والتوفيق بين المصلحة المتحققة من الموقع والمخاطر التي ينطوي عليها الاعتماد الكامل عليه في كل شيء فيجب العمل على ايجاد بدائل اكثر وثوقية فيما يخصص الاخبار والامور المؤثرة على طريقة التفكير واتخاذ القرارات والتصرفات المستقبلية المؤثرة على الذات والعلاقات مع الاخرين.

أحدث المقالات