معركة الدعاية الانتخابية ، لانتخاب اعضاء مجالس المحافظات ، بدأت هجوماتها على عدة محاور هجومية في سبيل الانتصار الاخير ومن دون خسائر تذكر ، رغم ان هذه المعركة قد استخدمت فيها كافة الاسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة ، مع غطاء جوي هو عبارة عن تأييد لهؤلاء المرشحين من قبل الكتل الكبيرة .
هؤلاء المرشحين لم يعلنوا عن برنامجهم الانتخابي ، وماذا سوف يقدمون الى المواطنين ، فيما اذا فازوا في هذه الانتخابات . بعضهم قال محفظتي او محافظتي اولاً ، والبعض الاخر قال : عزم وبناء رغم ان اصحاب هذا الشعار قد رفعوه اكثر من ثمان سنوات فلم يعرف المواطن ما معنى هذا العزم ، وما هو البناء الذي بنوه ، تلاميذ في محافظات الجنوب يجلسون على الارض في صفوف مبنية من طين وسقوف من قصب وخشب ، كهرباء تأتي كل ست ساعات ساعتان ، امن غير مستقر ، بطالة تعصف بالبلاد ، خريجون يبيعون السكائر في تقاطع الشوارع والترفك لايتات ، فاذا كان هذا هو العزم وهذا هو البناء ، اشهد بالله انه لواقع وليس له من دافع .
اغرب ما رأيت من دعاية لرجل يعلن عن نفسه ، انه دكتور طبيب ويعمل في وزارة الصحة ، وما ادراك ما طبيب ، انه يعالج الناس ، وهي اشرف مهنة ، اي مهنة الطب ، فهي مهنة انسانية بالدرجة الاولى ، فالطبيب يخدم المواطن المريض خدمة انسانية جليلة لا يمكن ان يقدمها لا السياسي ولا غيره ، وليس من السهل اليسير على المرء ان يصير طبيباً وان بذل ما بذل من جهد فكري وجسدي وذهني ، اذن هي مهنة لا ينالها الا ذو حظ عظيم . لكن الطبيب المذكور يريد ان يترك هذه المهنة النبيلة ويصبح سياسياً ، لان الافندي قد مل وسأم هذا الشرف ويريد ان يحولها الى مهنة وضيعة وهي مهنة السياسة والتي عبر عنها علي بن ابي طالب بانها غدر وفجور . هذا الطبيب يريد يسرق ويحصل على المكاسب والمناصب والسفر خارج البلاد ، والخروج تحت اضواء الاعلام حتى يستعرض عضلاته الكلامية ، وجدلياته التي تهجم بيوت وتخرب ديار ، وكل ذلك بفضل السياسة .
الدعاية الانتخابية كلفت المرشحين مليارات الدنانير . والسؤال من اين جاءت هذه المبالغ الضخمة وصرفت من دون ( وجع قلب ) . ولو استثمرت هذه المبالغ وبنيت بها مشاريع استثمارية او مدارس او عيادات ، الم يكن افضل واحسن ويصب في صالح المواطن ؟! .
ولو امتلكت جزء من هذه المبالغ لرشحت نفسي انا ايضاً وقلت : ( انتخبوني قبل ان تفقدوني ) . حتى افرهد مع اليفرهدون .