افتتح اليوم في عموم العراق مراكز الاقتراع امام الناخبين للتصويت الخاص لانتخاب اعضاء البرلمان العراقي لعام ٢٠١٤ والتي شملت وبشكل خاص القوات المسلحة والمهجرين المسجلين ونزلاء السجناء وموظفيها اضافة الى نزلاء المستشفيات والعاملين فيها ، في ظل هذا الوضع تشاهد تفجيرات ملأت ارجاء العراق خصوصا في بغداد والموصل وكركوك لعددا من المراكز الانتخابية للتصويت الخاص فيما شهد العراق وخلال التفجيرات الاخيرة موجة من التناحرات السياسية بين الكتل الكبيرة التي اقبلت لتكون ممثلتا للشعب في البرلمان المقبل ، وهذه تعتبر الدورة الثالثة بعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣ والدورة الاكثر تنافسا ونزاعا على استلام السلطة ومما زاد الطين بلة اكثر هو المحاولات البائسة لتشويه سمعة الانتخابات من خلال استخدام بعض الامور التي تعود باللوم على بعض الكتل السياسية التي ستحصد الحظ الاوفر من المقاعد مقابل ما سيتم استلامه من قبل المستقلين والقوائم الصغيرة والتي تعتبر بالنسبة لهم كحاصودة لاصوات الناخبين .
المهم من هذا كله ما تعانيه اكثر مراكز الاقتراع من مخاوف التزوير حيث ان التصويت الخاصة ربما سيحصد ٩٠٪ من الاصوات لدولة القانون والسبب واضح وجلي لان رئيس القائمة هو رئيس الوزراء وهذا المنصب قد فاد المالكي فائدة لن تنسى ابدا ، فان اكثر من رشح للانتخابات البرلمانية الحالية من الذين كانوا سابقا في البرلمان قد استخدم منصبه كدعاية اعلامية وهذا مخالف قانونا لشريعة الحملات الانتخابية وحتى استخدام اليات الدولة واموالها وحتى صرف اموال طائلة بحجة مشاريع خدمية وهي بالمقابل تصرف كدعاية انتخابية .
خلال لقاءنا ببعض الاخوة من القوات الامنية والقيادات في الداخلية والدفاع وخلال دخولهم للانتخاب اليوم في التصويت الخاص سألت بعض افراد الشرطة في باب المركز الانتخابي ، كان الجواب مفاجأة جدا لا تتصور ابدا ما دار من جواب حيث قال : اننا استلمنا كارتات من قبل الضباط في وحدتنا العسكرية وبتوجيه مباشر لانتخاب دولة القانون ، وحينما سألته من انتخبت ؟ قال : المالكي !!! قلت له ان المالكي قد رشح في بغداد ونحن في واسط قال : ماادري انتخبت المالكي !!! ههههه والله عجيبة يصل بنا الحد ان نغمض اعيننا لانتخاب من يريدوه لا من نريده !! في مثل هذا اليوم اتذكر يوم الزحف الكبير حينما زحف ٢٢ مليون عراقي لانتخاب المهيب الركن ( الطاغية الهدام ) وقد بصموا له بعشرة اصابع وهم مجبرين لانه لايوجد مرشح يقابله في ذلك الوقت او هو من كان متزمتا ولاصقا بالكرسي ( بعصارة امير ) انتهت تلك الفترة وتصورنا ان التغيير سيكون كل اربع سنوات ، ولكن بلا جدوى وجدنا ان هنالك من هو ادهى من صدام يحاول البقاء في السلطة لثلاث دورات متتالية ، ومع هذا نلوم صدام على لاستغلاله المنصب والكرسي للمصالح الشخصية ، صدق الشاعر حينما قال كلمة فصل:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
شاهدت ان الضباط متواجدين في باب المحطة داخل المراكز الانتخابية ويقومون بتوجيه افراد الشرطة لانتخاب المالكي باعتباره رئيسا للوزراء وهذا بطبيعة الحال يعد خرقا لقانون الانتخابات الذي وضعته المفوضية العليا للانتخابات ، ومع هذا لا تجد اي مراقب كيان او منظمات مجتمع مدني ترفض هذا الخرق الواضح ، والسبب ان من الناخبون هم افراد الشرطة والجيش وينتخبون رئيس الوزراء نوري المالكي ( اللهم لا اعتراض ) وهذا بالطبع يعتبر تخوف كبير جدا ولا يستطيع ان يعترض لان طبيعة الشخصية العراقي معروفة فطرية تخالف دينها لاجل ان ترضي من يعطيها اكثر .